حجز ريال مدريد مقعده في دور الـ16 من بطولة كأس ملك إسبانيا بعد فوزه الصعب خارج أرضه على تالافيرا بنتيجة 3-2، إلا أن النتيجة النهائية لم تُخفِ حالة القلق المتزايدة حول أداء الفريق الملكي.
ورغم أن التأهل هو الأهم على الورق، فإن مجريات اللقاء فتحت باب التساؤلات مجددًا حول استقرار ريال مدريد الفني.
فوز لا يعكس الاطمئنان
فرض ريال مدريد سيطرته على فترات طويلة من المباراة، لكنه لم يكن مقنعًا بشكل كامل، وحتى في الدقائق الأخيرة، حين بدا أن المواجهة تحت السيطرة، ظل الإحساس قائمًا بإمكانية تعقّد الأمور في أي لحظة.
وبرز كيليان مبابي كعنصر حاسم، إذ شكّل الفارق الحقيقي في اللقاء، في وقت بدا فيه أن غيابه كان قد يفتح الباب أمام سيناريو أكثر تعقيدًا للفريق الملكي.
أجواء استثنائية في ملعب إل برادو
من أبرز المشاهد التي خطفت الأنظار، التنظيم الكبير والحماس اللافت من جانب نادي تالافيرا وجماهيره، ورغم عدم القدرة على إضافة مدرجات جديدة، لجأ النادي إلى حلول مبتكرة، من بينها إنشاء مقصورات خاصة في المباني المطلة على الملعب.
وقبيل انطلاق اللقاء، ظهر لاعبو تالافيرا وهم يلتقطون الصور داخل أرضية الميدان، في مشهد عكس إدراكهم أنهم يعيشون واحدة من أهم ليالي مسيرتهم الكروية.
غضب الجماهير والجدل التحكيمي
تصاعد التوتر مع تقدم اللقاء، خاصة بعد أن حُسمت النتيجة عبر ركلة جزاء، وهدف عكسي، وخطأ مكلف من حارس تالافيرا خايمي غونزاليس، الذي قدّم رغم ذلك مباراة مميزة.
وعقب اللقاء، عبّر غونزاليس، المعروف بتشجيعه لريال مدريد، عن شعوره بأن القرارات الكبرى غالبًا ما تميل لصالح الفرق الكبرى، وهو ما انعكس في ردود فعل الجماهير.
خسارة بطعم الفخر
رغم الخروج من البطولة، غادر لاعبو تالافيرا الملعب وسط تصفيق جماهيري حار، الفريق قاتل حتى اللحظات الأخيرة، وكاد أن يدرك التعادل في الدقيقة الأخيرة لولا تصدٍ حاسم من الحارس أندري لونين.
ومع صافرة النهاية، لم يعم الصمت ملعب إل برادو، بل ساد شعور بالفخر، حيث أن جماهير تالافيرا احتفلت بالأداء لا بالنتيجة، في رسالة واضحة بأن الخسارة أمام ريال مدريد لم تكن فشلًا، بل تأكيدًا على أن الفريق يستحق التواجد على هذا المسرح الكبير.
