بلاتيني... "تشي غيفارا" الكرة الأوروبية

تاريخ النشر: 16 يوليو 2012 - 10:44 GMT
البوابة
البوابة

منذ وصوله إلى سدة رئاسة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) على حساب السويدي لينارت يوهانسون، سعى الفرنسي ميشيل بلاتيني لإضفاء نوع من "الشبابية" على المنظمة القارية، من خلال قرارات مدروسة منحت الرياضة الأكثر شعبية في العالم حيوية غير مسبوقة.

لكن الأسطورة الفرنسية تجاوز حدود المتوقع منه خلال بطولة يورو 2012 بطرحه فكرة إقامة النسخة بعد المقبلة في 12 أو 13 مدينة في "القارة العجوز".

كان لافتاً وصول بلاتيني الكابتن السابق لمنتخب فرنسا إلى قمة الهرم الأوروبي إدارياً هذه المرة، بعدما سبق له ولوج النقطة الأعلى من منصة التتويج للبطولة القارية لاعباً عام 1984.

بدا متقمصاً شخصية تشي غيفارا الثورية، وإن بربطة عنق أخفت حيوية "الرجل - اللاعب".

فسح في المجال أمام نوادي الظل في أوروبا للظهور على ساحة مسابقة دوري الأبطال التي بدت لوهلة حكراً على "المجتمعات المخملية".

أين بازل السويسري وكلوج الروماني وشاختار دونيتسك الأوكراني وسواها منها؟

وضع خطة محكمة لإجبار الأندية على احترام دفاترها المالية ابتداء من موسم 2013-2014، وتحقيق التوازن التام ما بين النفقات والمداخيل.

قرر توسيع رقعة المشاركة في بطولة اليورو من خلال رفع عدد الفرق من 16 إلى 24 ابتداء من النسخة الـ 15 المقبلة والمقررة في فرنسا، على رغم قول المتشائمين أن هذا النظام سيفتح الباب أمام منتخبات دول شرق أوروبا مثل المجر ورومانيا وإستونيا والبوسنة والهرسك لخوض غمار الحدث، في وقت قال بلاتيني أن منتخبات دول مثل سويسرا وصربيا وتركيا وبلجيكا ونروج أخفقت في ولوج نهائيات يورو 2012 طبقاً للنظام الحالي، وقد تنجح في خوض غمار منافسات النسخة المقبلة.

سعى إلى التمسك بمبادئ آمن بها، فحارب فكرة الاستعانة بالتكنولوجيا في كرة القدم، وبقي حاملاً لواء المعارضة ليس تعنتاً، إذ قدم حلولاً بديلة تمثلت في اعتماد خمسة حكام قبل أن يستسلم مجبراً لرغبة "صديقه" السويسري سيب بلاتر رئيس الاتحاد الدولي "الفيفا"، الذي نجح في الحصول على الضوء الأخضر لاعتماد تكنولوجيا خط المرمى، ابتداء من بطولة العالم للأندية نهاية هذا العام في اليابان.

في 30 حزيران الماضي، قبل يوم واحد من المباراة النهائية ليورو 2012 بين إسبانيا وإيطاليا، خرج بلاتيني عن منطق لطالما غلب على خطواته السابقة، عندما طرح فكرة إقامة البطولة القارية في النسخة الـ 16 عام 2020 في 12 أو 13 مدينة في شتى انحاء أوروبا.

ثمة إيجابيات عدة في الطرح أبرزها أن العرس القاري سيحتفي في 2020 بذكرى مرور 60 سنة على ولادته، ولا بد من احتفالية شاملة على مستوى القارة، كما أن من شأنه الحد من وطأة الكلفة والمشاكل في البنى التحتية على نحو ما قال بلاتيني نفسه.

وشرح نجم منتخب فرنسا السابق: "لماذا يُلزم بلد مضيف أو بلدان مستضيفان بناء 10 ملاعب ومطارات؟ (...) سيكون ثمة ملعب في كل بلد، كل مدينة، على امتداد أوروبا. سيكون الأمر أكثر بساطة وأقل كلفة".

تبدو الفكرة "جميلة"، وخصوصاً أنها ستحطم الحواجز والحدود وتعود بالمسابقة إلى بداياتها عندما كانت تقام في بلدان مختلفة، قبل اعتماد نظام "البطولة المجمعة".

لا يبدو أن التنقل بين العواصم الأوروبية سيشكل معضلة، وقد يكون اسهل بكثير من السفر من مدينة غدانسك البولندية إلى مدينة دونيتسك الاوكرانية مثلاً، كما عاشته يورو 2012 حيث اجتمعت الجماهير التي ساندت فرقها في ميونخ (ألمانيا) وفيينا (النمسا) أو براغ (التشيك) في رحلات طيران بين بولندا وأوكرانيا.

صحيح أن بلاتيني أكد في المؤتمر الصحافي الذي عقد في العاصمة الأوكرانية كييف: "إنها فكرة، ولا شيء حُسم حتى الساعة. في كانون الأول 2012 أو كانون الثاني 2013، سنقرر ما إذا كنا سندرس ملفاً لبلد واحد أو اثنين أو لكل أوروبا".