وقع نجم كرة القدم الإنجليزية ديفيد بيكهام أمس الخميس عقداً ينضم بمقتضاه لنادي باريس سان جيرمان الفرنسي لمدة 6 أشهر في صفقة انتقالٍ حر.
وكان بيكهام (37 عاماً) قائد منتخب إنجلترا السابق من دون نادٍ بعدما أنهى ارتباطه بلوس أنجيليس غالاكسي الأميركي نهاية الشهر قبل الماضي.
وأعلن نادي العاصمة الفرنسية ضم بيكهام البارع في تنفيذ الركلات الثابتة عصر الخميس بتوقيت غرينيتش، وعقد مؤتمراً صحفياً حضره اللاعب ورئيس النادي القطري ناصر الخليفي ومدير الرياضي البرازيلي ليوناردو.
وقال بيكهام في المؤتمر أنه ينوي التبرع براتبه بالكامل لإحدى المؤسسات الخيرية المعنية برعاية الأطفال في باريس، لكنه لم يذكر اسم المؤسسة ولا قيمة راتبه.
وكان بيكهام (115 مباراة دولية) قريباً من التوقيع الشتاء الماضي مع سان جيرمان، لكنه اختار البقاء في لوس أنجيليس الذي قضى معه 5 مواسم حصل خلالها على لقب الدوري مرتين.
وأعلن لاعب وسط مانشستر يونايتد الإنجليزي وريال مدريد الإسباني وميلان الإيطالي سابقاً في نوفمبر الماضي أنه ينوي خوض "التحدي الأخير"، قبل اعتزاله وعودته إلى الولايات المتحدة إذ سيحصل على فرصة شراء أحد الأندية المشاركة في الدوري الأميركي الشمالي.
أكثر من مجرد لاعب
ويعتبر بيكهام أكثر من مجرد لاعب كرة قدم، فقد أصبح أيقونة وماركة مسجلة بفضل شهرته التي تضاهي شهرة أعظم نجوم الـ"بوب ستار" في العالم.
كان يمكن للشاب المولود في ليتونستون في شرق لندن أن يبقى في صفوف توتنهام ناديه الأول، لكنه وقع لمانشستر يونايتد الذي يشجعه والداه عندما بلغ الرابعة عشرة من عمره.
وخاض "بيكس" أول مباراة احترافية مع يونايتد في السابعة عشرة من عمره عام 1992 أمام برايتون قبل أن يخوض أول مباراة أساسياً عام 1995 أمام ليدز يونايتد ويسجل هدفه الأول لتنطلق الأسطورة.
وبعد 8 أعوام قضاها في صفوف فريق الشياطين الحمر وسجل خلالها 84 هدفاً، ترك بيكهام شمال إنجلترا ليحط الرحال في ريال مدريد عام 2003، إثر توتر العلاقة بينه وبين مدربه أليكس فيرغسون.
وكان السير الغاضب بشدة عقب خسارة فريقه على أرضه أمام آرسنال، فركل حذاء في غرف الملابس أصاب حاجب بيكهام.
وقال فيرغسون في سيرته الذاتية عن بيكهام: "لم أجد أية مشاكل معه إلى أن تزوج، كرة القدم ليست سوى جزءاً صغيراً من حياته".
وبعد انتقاله إلى فريق "مجرة النجوم" مقابل 35 مليون يورو واستبداله القميص رقم 7 في مانشستر بالقميص رقم 23 في مدريد تيمناً بنجم كرة السلة الشهير مايكل جوردان، بات بيكهام ماركة مسجلة، فبالإضافة إلى موهبته الكروية، أصبح عارضاً للأزياء، كما تهافتت عليه كبرى شركات الرعاية والإعلان، علماً بأن زواجه من فيكتوريا آدامز إحدى مغنيات فريق "سبايس غيرلز" الشهير سابقاً جعله يدخل عالم الترفيه من أوسع أبوابه.
وبحسب دراسة لمجلة "إكسبانشين" في عددها الصادر في ديسمبر عام 2011، قدرت ثروة بيكهام بنحو 200 مليون يورو بفضل عقود الرعاية، وأشارت إلى أنه خلال 4 مواسم قضاها في صفوف ريال مدريد، تمكن النادي الملكي من بيع أكثر من مليون قميص طبع عليه اسم بيكهام خصوصاً في القارة الآسيوية.
ويملك ديفيد هالة كبيرة، ولا يمكنه القيام بأي شيء من دون أن يصبح مادة دسمة للصحافة ومصوري الـ"باباراتزي"، وعلى سبيل المثال، سلطت مجلات المشاهير الضوء على وشم صورة زوجته على ذراعه، وأسماء أبنائه الثلاثة روميو وبوركلين وكروز على ظهره، وأخيراً ابنته هاربر على كتفه، حتى أنه منح اسمه لفيلم سينمائي عنوانه "سدد الكرة على طريقة بيكهام" عام 2002 حيث يظهر في الفيلم عن طريق شخصية شبيهة تماماً به.
لكن سجل بيكهام ليس ممتلئاً كحسابه المصرفي، فبعد أن ترك يونايتد الذي أحرز في صفوفه دوري أبطال أوروبا عام 1999، والدوري المحلي ست مرات، وكأس إنجلترا 3 مرات، استمر بحصد الألقاب لكن على وتيرة أقل، فقد توج في صفوف ريال مدريد بطلا للدوري الإسباني، ومع لوس أنجيليس غالاكسي بطلاً للدوري الأميركي مرتين.
والتحق بصفوف ميلان مرتين على سبيل الإعارة عامي 2009 و2010، وخاض في صفوف منتخب إنجلترا 115 مباراة دولية (أكبر عدد على الصعيد المحلي للاعب وسط، وثاني أكثر اللاعبين خوضاً للمباريات الدولية في بلاده بعد الحارس بيتر شيلتون الذي لعب 125 مباراة).
وكانت لحظة الذروة في منتخب بلاده عندما أدرك التعادل لإنجلترا 2-2 في مرمى اليونان في الدقيقة 93 وتحديداً في 6 أكتوبر عام 2001 على ملعب أولد ترافورد، ليحجز منتخب الأسود الثلاثة بطاقة التأهل إلى مونديال 2002.
أما أسوأ لحظة في مسيرته الدولية فكانت عندما طُرد في مباراة فريقه أمام الأرجنتين في الدور الثاني من مونديال فرنسا عام 1998، وإهداره ركلة ترجيح في كأس الأمم الأوروبية عام 2004 ضد البرتغال.