تواصل تجميد النشاط يضاعف الضغوط على الأندية الأوروبية

تاريخ النشر: 16 أبريل 2020 - 09:51 GMT
هل ستعود المنافسات مجدداً هذا الموسم؟
هل ستعود المنافسات مجدداً هذا الموسم؟

تعيش كرة القدم الأوروبية أسوأ مرحلة في تاريخها بسبب تجميد النشاط مما أدى لطرح أسئلة محيرة حول طبيعة وشكل المنافسة إن تقرر استئناف الموسم، وأي مصير للمسابقات الكبرى التي اكتفى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) بتعليقها دون الكشف عما إذا كان سيتم اتخاذ قرار حولها أم لا؟

ويتزايد الهوس بأكثر حدة بين الأندية الكبرى في أوروبا خاصة حول مصير مسابقات الموسم الحالي، سواء في إنجلترا التي اقترب فيها المتصدر ليفربول من نيل اللقب أو في إسبانيا التي يحوم الشك حول استئناف النشاط وبالمثل في إيطاليا وألمانيا حيث يسود الخوف من التسرع في اتخاذ قرار العودة إلى التمارين.

ويلفت محللون رياضيون إلى ما تعيشه كرة القدم الأوروبية جراء التجميد الذي فرضته المخاوف من انتشار فيروس كورونا، مقرين في الآن ذاته بعمق الأزمة التي يتخبط فيها مسؤولو كرة القدم لاتخاذ القرار المناسب.

وبانتظار القرار الذي سيتخذه الاتحاد الدولي لكرة القدم لكرة القدم (فيفا) في اجتماعه المقرر في 23 من الشهر الجاري، تتزايد أسئلة المهتمين هل سيتم استئناف مسابقات الموسم حين تزول المخاوف أم سيفرض كورونا كلمته بالإلغاء؟ حينها هل سيتم اعتبار النتائج الحالية كنتائج نهائية أم سيتم اللجوء إلى خيار “الموسم الأبيض”؟

هذه الأسئلة وغيرها باتت تتصدر المشهد الكروي في أوروبا خلال هذه الفترة في وقت يجد فيه المسؤولون أنفسهم بين خيارين أحلاهما مرّ، بين الحفاظ على صحة وسلامة اللاعبين من ناحية وبين الخسائر المالية التي سيسببها وقف النشاط وتأثيراتها المتزايدة على الأندية خصوصاً أندية الدرجة الثانية والثالثة.

ودفعت أزمة وقف النشاط والتباحث عن إمكانية عودته من عدمها إلى بروز بعض الفرضيات التي تقر إحداها بالسيناريو التالي، ماذا لو انتهى الموسم في الأعوام العشرة الأخيرة عند نفس المرحلة الحالية بالدوريات الأوروبية الخمس الكبرى؟

وتشير المصادر، انطلاقاً من معطيات دقيقة، إلى أنه في هذه الحالة فإن تغييراً وحيداً سيفرض نفسه في الدوري الإنجليزي الممتاز الذي توقفت عجلته عند المرحلة 29، وشهدت تصدر ليفربول برصيد 82 نقطة، بفارق 25 نقطة عن مانشستر سيتي، الذي لعب مباريات أقل.

وتؤكد المصادر أنه منذ موسم الكروي 2009 - 2010 فإن متصدر المسابقة بعد المرحلة 29 هو نفسه من يتوج في النهاية ما عدا موسم واحد فقط. إنه موسم 2011 - 2012 حين خطف مانشستر سيتي اللقب بطريقة درامية بفضل هدف قاتل لسيرجيو أغويرو في مرمى كوينز بارك رينجرز (2-3) في المرحلة الأخيرة في وقت لم ينفع فيه فوز مانشستر يونايتد 0-1 على سندرلاند. وبالعودة إلى المرحلة 29 نجد أن مانشستر يونايتد كان متصدراً بـ 70 نقطة وبفارق نقطة عن سيتي.

وفي الدوري الإسباني لم يستطع اللاعبون خوض أكثر من 27 مرحلة هذا الموسم. لكن حالتين فقط شهدتا تغير البطل بعد هذه المرحلة وفي المرتين لم يحافظ ريال مدريد على تقدمه في آخر 11 مرحلة.

وتشير الأرقام إلى أنه في موسم 2009 - 2010 كان الملكي متقدماً على غريمه برشلونة بفارق هدفين (68 نقطة لكل فريق) بعد المرحلة 27، لكنه فقد اللقب في النهاية لصالح فريق المدرب بيب غوارديولا.

وفي موسم 2013 - 2014، تمكن أتلتيكو مدريد من كسر هيمنة قطبي الليغا وحسم اللقب على حساب البارسا في معقله كامب ناو في المرحلة الأخيرة.

وكان ريال متصدراً في المرحلة 27 بـ 67 نقطة بفارق 3 نقاط عن جاره المدريدي.

أما في إيطاليا فقد كانت السيطرة واضحة ليوفنتوس بـ 8 ألقاب متتالية في العقد الأخير، لكن ماذا لو توقفت المنافسات عند المرحلة 26 في كل موسم؟

وبالعودة إلى الإحصائيات التي تشير إلى أنه في موسم 2012-2011 كان ميلان في الصدارة عند هذه المرحلة برصيد 54 نقطة، بفارق نقطتين عن يوفنتوس رغم أن فريق السيدة العجوز لم يتلق أي هزيمة. لكن في النهاية تمكن أنتونيو كونتي من قيادة يوفي إلى اللقب بفارق 4 نقاط.

أما المرة الثانية فسجلت موسم 2017 - 2018 حين سيطر نابولي بقيادة ماوريتسيو ساري وتصدر عند هذه المرحلة برصيد 69 نقطة مقابل 68 ليوفنتوس، الذي حسم اللقب في النهاية بفارق 4 نقاط أيضاً.

وفي باقي المواسم تمكن البطل يوفنتوس عند هذه المرحلة من الحفاظ على صدارته حتى النهاية.

أما الدوري الفرنسي توقف عند المرحلة 28، وشهد صدارة باريس سان جيرمان، الذي لعب مباراة أقل بـ 68 نقطة بفارق 12 نقطة عن مرسيليا صاحب المركز الثاني.

وكان الفريق الباريسي متصدراً بفارق نقطتين عن أقرب ملاحقيه مونبلييه بعد 28 مباراة من موسم 2011 - 2012.

لكن فريق المهاجم أوليفيه جيرو حينها قلب الطاولة في آخر 10 مراحل ليتوج باللقب الوحيد في تاريخه حتى الآن.

أما في موسم 2015-2014، تأخر باريس سان جيرمان بعد نفس المرحلة لحساب ليون بفارق نقطة واحدة، ثم انقض في النهاية على اللقب بفارق 8 نقاط.

وفي ألمانيا تؤكد الإحصائيات أن أبطال المواسم العشرة الأخيرة في البوندسليغا سيبقون أنفسهم لو انتهى الموسم بعد المرحلة 25. ويراهن هؤلاء على حسم بايرن ميونيخ لألقابه الثمانية مقابل لقبين لبوروسيا دورتموند.