توريه يفك عقدة أمم إفريقيا ويقود ساحل العاج إلى التتويج

تاريخ النشر: 10 فبراير 2015 - 03:47 GMT
البوابة
البوابة

كان آخر لقب لمنتخب ساحل العاج عام 1992 ليحقق فريق الفيلة اللقب الثاني ويكتب مدربه الفرنسي هيرف رينارد التاريخ بعد تسجيل اللقب القاري مع منتخبين مختلفين، حيث حقق من قبل مع زامبيا عام 2012.

أعاد التاريخ نفسه وأحرزت ساحل العاج لقب النسخة الثلاثين لنهائيات كأس الأمم الإفريقية في غينيا الاستوائية بتغلبها على غانا.

وطغت مظاهر الارتياح على يايا توريه نجم ساحل العاج بعد فوزه باللقب مع منتخب بلاده للمرة الأولى بعد 6 محاولات ليتغير مجرى مسيرته الدولية.

وقال توريه بعد فوز فريقه 9-8 بركلات الترجيح على غانا في نهائي البطولة: “انتظرت لسنوات طويلة وكنت أحلم بهذا، من الصعب الآن وصف شعوري كقائد للفريق، إنه أمر في غاية الخصوصية”.

وسبق للاعب الوسط صاحب الـ 31 عاماً الفوز بألقاب الدوري في 3 دول مختلفة، كما فاز بلقب دوري أبطال أوروبا مع برشلونة، وبكأس إنجلترا مع مانشستر سيتي، وفاز بلقب الدوري الإنجليزي مرتين عامي 2012 و2014 مع مانشستر سيتي.

لكن مسيرته مع منتخب ساحل العاج لم تكن على هذا المستوى من النجاح حتى حسم اللقب القاري بركلات الترجيح بعد تعادل الفريقين دون أهداف طوال 120 دقيقة.

وكان توريه ضمن تشكيلة بلاده التي خسرت نهائي البطولة عامي 2006 و2012 بركلات الترجيح أيضاً.

كما خرج منتخب ساحل العاج من مرحلة مجموعات نهائيات كأس العالم الأخيرة في البرازيل العام الماضي عندما دخل مرماه هدف متأخر أمام اليونان قضى على آماله في الوصول لدور 16 للمرة الأولى.

وقال توريه: “أنا شخص أحب تحقيق الفوز دائما لكني اعتقد أن الحظ حالفنا في هذه الدورة، أنا سعيد من أجل أسرتي ومن أجل كل من قدموا الدعم لنا، سأعود إلى أهلي الآن واحتفل”.

وأضاف توريه الذي شارك في جميع النهائيات الإفريقية منذ 2006 قوله: "كانت هناك بعض الضغوط خلال ركلات الترجيح لكني سعيد جدا بالفوز وأريد أن أقول شكرا لكم”.

إنجاز تاريخي

دخل الفرنسي هيرف رينارد، المدير الفني لمنتخب ساحل العاج، التاريخ وأصبح أول مدرب في تاريخ القارة الإفريقية يحقق لقب كأس الأمم الإفريقية مع منتخبين مختلفين، بعدما سبق له قيادة منتخب زامبيا للفوز بنسخة 2012 التي أقيمت في الغابون وغينيا الاستوائية.

وبذلك عادل المدربون الفرنسيون الرقم القياسي لعدد البطولات التي حققها مدربون من بلد واحد برصيد 5 ألقاب، وهو المسجل حالياً باسم المدربين المصريين أصحاب 5 ألقاب في تاريخ البطولة.

في المقابل، ذاق آفرام غرانت مدرب غانا مرارة هزيمة أخرى بركلات الترجيح، فأعادت هذه الهزيمة ذكريات خسارة غرانت مع تشلسي أمام مانشستر يونايتد في مواجهة إنجليزية خالصة في نهائي دوري أبطال أوروبا 2008، إذ كان تشلسي على بعد ركلة واحدة من التتويج باللقب، لكن مدافعه جون تيري انزلق أرضاً لتصطدم الكرة بالقائم قبل أن يخسر فريق غرانت 6-5.

ورداً على سؤال بشأن وجود لعنة قال غرانت: “لا أؤمن بهذه الأشياء، تدربنا على ركلات الترجيح لكن الأمر لا يسير بنفس الطريقة عند التنفيذ أمام المتفرجين”.

وأضاف: “نفذ كل فريق 11 ركلة ترجيح وهذا يعني أن الأمر كان بيد الحراس".

وسجل بوبكار باري ركلة الحسم لساحل العاج بعدما دخل إلى تشكيلة الفريق عقب إصابة الحارس الأساسي سيلفان جبوهو السبت الماضي”.

وكان غرانت قد تولى مسؤولية تدريب غانا بطلة إفريقيا 4 مرات في أول يناير الماضي.

وقال المدرب السابق لبورتسموث وويست هام يونايتد في إنجلترا وبارتيزان بلغراد الصربي: “الوصول إلى النهائي إنجاز كبير لم يرشحنا كثيرون له”.

وأضاف: “أفخر بهذا أكثر مما حدث أثناء ركلات الترجيح، لم يرشح أحد منكم غانا قبل البطولة ليس للفوز فقط بل وتقديم مثل هذه النوعية من الأداء”.

وتابع: “هؤلاء اللاعبون قدموا الكثير، جعلوني اشعر بسعادة باستثناء ركلات الترجيح بالطبع لكن هذا وارد”.

بطل الفوز

كان حارس المرمى الاحتياطي بوبكار باري بطل فوز منتخب بلاده ساحل العاج بلقب كأس أمم إفريقيا.

وشارك باري في المباراة بسبب إصابة الحارس الأساسي، إلا أنه أحرز ركلة الترجيح الحاسمة لتحقق ساحل العاج اللقب القاري للمرة الأولى منذ 23 عاماً.

وقال باري بعد الفوز: “هذا تعويض لكل ما قمنا به منذ 2000، هذا لمصلحة ساحل العاج، اشكر كل من أسهم في المنتخب الوطني منذ 2000 الذين جعلوا الفوز ممكناً، تلقينا أخيراً المكافأة، علينا تذكر كل من سبقونا لأنهم عملوا بكل جد، ونحن هنا بسبب جهودهم”.

وأصبح باري الذي ينتمي إلى الجيل الذهبي والذي استمر خلال كثير من سنوات العقد الماضي الحارس الثاني للفريق بناء على قرار من المدرب رينار بعد هزيمة ساحل العاج 4-3 أمام جمهورية الكونغو الديمقراطية في تصفيات البطولة.

وأعجب رينارد تماما بأداء جبوهو ومن ثم وضعه في التشكيلة الأساسية للفريق خلال هذه النهائيات، إلا أن إصابة جبوهو في الفخذ أدت إلى عودة باري إلى تشكيلة البداية في المباراة النهائية أمام غانا لتكون أول مشاركة له من البداية منذ أكتوبر الماضي.

وقال باري: “إذا طلب منك تمثيل بلادك فإنك تقبل دون تردد، حتى وإن جلست على مقاعد البدلاء، الأمر لم يكن سهلاً لكني عملت بجد وجنيت ثمار جهدي”.

وأثبت باري أنه بحق بطل ركلات الترجيح، فعند تعادل الفريقين 8-8 وبعد أن شارك جميع لاعبي الفريقين وجاء دور حارسي المرمى في حسم النتيجة أنقذ باري، الذي كان يعاني من شد عضلي، مرماه من ركلة الجزاء التي نفذها نظيره رزاق بريماه قبل أن يسجل هدفا بركلته ويمنح بلاده اللقب.

وقال باري عن ذلك: “في هذا الوقت كنت أفكر في الله وفي أمي التي لم تكن سعيدة بغيابي عن اللعب، الوطن هو أهم شيء، والظروف لا تكون سهلة دوماً لكن هذه هي الحياة”.