اعترف أشرف حكيمي مدافع بوروسيا دورتموند بأن مستقبله لم يحسم بعد، لكنه أبدى استعداداً كبيراً لإمكانية توقيع عقد نهائي مع الفريق الألماني الذي يلعب له بعقد إعارة قادماً من ريال مدريد.
ولا شك أن الدولي المغربي وجد ضالته في الفريق الذي يخوض معه مرحلة مهمة من مسيرته الكروية هذا الموسم ويواصل معه تحقيق نتائج لافتة سواء محلياً أو أوروبياً.
ويكمن السر في تمسك النجم المغربي في الطريقة التي ظهر بها الفريق الألماني هذا الموسم على المستوى المحلي، حيث يحتل المرتبة الثالثة (42 نقطة) ولا تفصله عن المتصدر بايرن ميونيخ سوى أربع نقاط (46 نقطة).
أما أوروبياً فقد قدم الفريق أفضل مواسمه بفضل مجموعة منسجمة تبرز بينها الصفقة الأخيرة التي أقدم عليها الفريق في السوق الشتوي بعد جلب إيرلينغ هالاند.
وتألق حكيمي في المباراة التي انتهت بفوز دورتموند على باريس سان جيرمان 2–1 الثلاثاء ضمن ذهاب دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا، وكان ذلك استمراراً لعروضه الجيدة مع دورتموند هذا الموسم.
ويطمح النجم المغربي الشاب إلى متابعة المسيرة المظفرة التي يعيشها مع الفريق الألماني خصوصاً في ظل المشاركة المتواصلة التي يحظى بها في المباريات، وهو أمر طبيعي جعله يفكر جدياً في تغيير وجهته بعد انتهاء عقد إعارته.
وكشف حكيمي في تصريحات نشرتها صحيفة “دايلي مايل” البريطانية أن “كل شيء يمكن أن يحدث في يونيو، لكننا سننتظر ونرى ماذا سيحمل الصيف”.
قال اللاعب المغربي “ما أفكر فيه هو أني أريد المشاركة ومواصلة التطور. وهنا في ألمانيا، هم يمنحونني هذه الفرصة”.
وانضم صاحب الـ 21 عاماً إلى دورتموند قادماً من ريال مدريد في 2018 لمدة موسمين، وقد أثبت نفسه في الفريق الألماني تحت قيادة المدير الفني لوسيان فافر.
ويتطلع اللاعب، الذي حصد جائزة أفضل لاعب صاعد في إفريقيا لموسم 2019، إلى مواصلة التطور والمزيد من المشاركة في المباريات، حيث أبدى تقبلاً لاحتمالات عدم عودته إلى الملكي مع انتهاء إعارته.
واستحق دورتموند الفوز على سان جيرمان وهو يدين في ذلك إلى نجمه النرويجي الشاب إيرلينغ هالاند صاحب الهدفين، وكذلك إلى الثنائي حكيمي وجايدون سانشو اللذين قدما أداءً رائعاً دفاعاً وهجوماً.
كان المغربي صخرة دفاعية صلبة في الجهة اليمنى، حيث أجاد بامتياز في الحد من انطلاقات كيليان مبابي أو نيمار عندما حاول الأخير الهروب من عمق الملعب إلى الجهة اليسرى.
وهجومياً، ساهم حكيمي في الهدف الأول، وكاد يسجل هدفاً كان سيرفع النتيجة إلى 3–1، حيث أجاد كثيراً في استغلال ضعف الجبهة اليسرى.
ضرب هالاند بقوة منذ انتقاله إلى صفوف دورتموند الشهر الماضي، فقد سجل ثمانية أهداف في خمس مباريات في البوندسليغا بينها ثلاثية بعد نزوله احتياطياً في أول مباراة رسمية له مع دورتموند.
وأشاد به مدرب سان جيرمان توماس توخيل بقوله “إنه وحش، يملك حضوراً بدنياً هائلاً وحيوية مدهشة”.
ويعتبر هالاند عملاقاً بكل ما للكلمة من معنى لكنه يملك فنيات عالية، يتحرك جيداً ويتمتع بسرعة كبيرة حتى أن شبكة “سكاي إيطاليا” رصدت أنه ركض 60 متراً في 6.64 ثوان، أي بفارق 3 أعشار من الثانية عن الرقم القياسي العالمي.
كل هذا الصفات تجعل منه محارباً من الدرجة الأولى. فيما يقول عنه مدربه فافر “يملك ذهنية رائعة. عندما يهدر فرصة في التمارين، يشد شعره!”، قبل أن يضيف “تسجيل هدفين في مرمى سان جيرمان، أمر لا بأس به”.
وحصل صاحب الـ 19 عاماً على جائزة رجل المباراة بعد هذه الثنائية ليعبّر عن سعادته بها خلال تصريحات للموقع الرسمي للاتحاد الأوروبي.
وعلق الدولي النرويجي على الجائزة “أنا سعيد بهذا، لكني ما زلت أشعر بأني قادر على القيام بأفضل من ذلك”.
وأضاف “يجب أن أظهر بأفضل مستوى ممكن في تلك المباريات، كما ينبغي علي العمل بجد من أجل المزيد من التحسن”.
ورغم فوز فريقه إلا أن هالاند اعترف بأن الفوز (2–1) يضع دورتموند على حافة الخطر، مشيراً إلى قوة باريس الهائلة وقدرة الفريق الفرنسي على تعويض هزيمته في الإياب.