تويتر وعالم كرة القدم: علاقة زوجية مضطربة

تاريخ النشر: 17 يوليو 2012 - 11:41 GMT
البوابة
البوابة

تويتر، الشبكة الاجتماعية التي غزت بتغريدات المنتسبين إليها العالم كلّه، أصبحت جزءاً لا يتجزأ من عالم كرة القدم، لكن هذه العلاقة تبدو مضطربة وخطرة في أحيانٍ كثيرة عندما يصبح اللعب خشناً.

كما هو الحال على المستطيل الأخضر، يصبح اللعب قاسياً خلف الشاشات، ويتحوّل العصفور الأزرق الصغير والظريف الى صقرٍ كاسرٍ ينقضّ على فريسته دون أية اعتبارات.

هذه هي طبيعة العلاقة في أحيانٍ كثيرة بين الكرويين من لاعبين وإعلاميين ومشجعين على موقع تويتر، حيث يسهل الوصول إلى أيّ كان وضربه في عرينه!

وواقع الحال يشير الى أن المنغمسين في عالم كرة القدم ترتفع أعدادهم بشكلٍ مطّرد ناحية النشاط على تويتر، حيث بدأت علاقة الكلّ مع هذا الموقع بطريقة حضارية، فكان الارتباط مفيداً للأطراف كلّها قبل أن تصبح هذه العلاقة مضطربة، بحيث أنها أجّجت نار مشكلات مختلفة، أو سكبت الوقود عليها.

وهذا أمر قد نلمسه في الأيام القليلة المقبلة في قضية مستجدة وهي سخرية المدافع الإنجليزي ريو فرديناند، الذي يعدّ أكثر اللاعبين الإنجليز الناشطين على تويتر (يتبعه أكثر من 3 ملايين شخص)، من زميله في المنتخب آشلي كول، متهماً إياه بعبارة متداولة بـ "خيانة إثنيته" كونه شهد في المحكمة على أن جون تيري الذي يلعب معه في تشلسي لم يتوجّه بأية عبارات عنصرية بحق شقيق الأول ريو فرديناند. 

هذه المسألة هي نقطة في بحر المشكلات التي خلقها تويتر في عالم كرة القدم، اذ يكفي أن نعرف أن أكثر من 11 مليوناً يتبعون حساب النجمين البرازيلي كاكا والبرتغالي كريستيانو رونالدو لإدراك مدى انخراط الناس في هذا النظام، الذي أضحى مصدراً للصحفيين حتى، إذ اصبح معلوماً أن الصحافة العالمية بدأت ترى في تويتر مادة دسمة.

إذ يكفي وضع لاعب ما لعبارة مثيرة للجدل حتى تصبح عنواناً للصحف في اليوم التالي، وهذا ما حصل في إنجلترا في مناسبات عدة. 

وبالحديث عن إنجلترا، لا بدّ من التوقّف عند مستخدمي تويتر في هذه البلاد حيث تبدو الأوضاع استثنائية لأن المشجعين يذهبون بتطرفهم إلى شتم النجوم وإهانتهم وانتقادهم وحتى السخرية منهم، وهذا ما دفع الآيرلندي دارون غيبسون لإغلاق حسابه بعد ساعات على تشغيله، رغم انضمام 12 ألفاً اليه، وقبله المدرب مارتن ألن الذي كتب له أحد مشجعي فريقه السابق نوتس كاونتي "اتمنى أن تصاب بالسرطان"، بينما سأل آخر: "من يريد أن ينضم إلى الحفلة عندما يموت مارتن ألن؟".

 كذلك، لا بدّ من التنبّه إلى أن تويتر بات يشكل خطراً على الأندية عبر فضح اللاعبين لخصوصيتها أو حتى خربطة هؤلاء للحسابات الفنية لمدربيهم عبر إعلان مشاركتهم أو عدمها عشية مباراة ما، إضافة إلى ذهاب بعضهم أبعد من ذلك لناحية تسمية التشكيلة الأساسية.

ولهذا السبب تابعنا مدربي المنتخبات الكبيرة في بطولة يورو 2012 يمنعون لاعبيهم من استخدام تويتر خلال البطولة أو وضع شروط للسماح لهم بالقيام بهذا الأمر.

شربل كريم