رحب عالم التنس بأول بطل لإحدى البطولات الأربع الكبرى من خارج الثلاثة الكبار منذ 2016 وهو دومينيك تيم خلال موسم 2020 الذي شهد قصصاً رائعة رغم تسبب جائحة كورونا في إلغاء ما يقرب من نصف الموسم، ويشمل ذلك بطولة ويمبلدون.
بعد تجاوز مخاوف المنظمين بشأن تأثر بطولة أستراليا المفتوحة بحرائق الغابات قبل انطلاق أولى البطولات الأربع الكبرى (2020) واجهوا بعد أقل من شهرين مشكلة أكثر تعقيداً.
واضطرت بطولات المحترفين، في ظل قيود السفر والعزل الشامل الذي فرضته غالبية الدول، إلى التوقف بداية مارس، لاحتواء انتشار فيروس كورونا.
وكانت بطولة ويمبلدون أكبر ضحية للجائحة إذ أُلغيت لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية، وكذلك الحال لكأس الاتحاد لفرق السيدات ونهائيات كأس ديفيز.
وحرم التوقف 5 أشهر، اللاعبين الأقل تصنيفاً من كسب لقمة العيش، مما وفر فرصة لعالم التنس الممزق للتعاون، وجمع اللاعبون المحترفون الأموال، لمساعدتهم مالياً.
وفي أغسطس، استؤنف الموسم في إيطاليا بإجراءات صحية صارمة وبيئات معزولة، فمهد ذلك لإقامة بطولة أميركا المفتوحة وبطولة فرنسا المفتوحة المؤجلة.
وفي ملاعب فلاشينغ ميدوز الخالية من الجماهير أنهى تيم سيطرة الثلاثي رافاييل نادال ونوفاك جوكوفيتش وروجر فيدرر على ألقاب البطولات الأربع الكبرى.
وبات تيم أول لاعب خارج الثلاثي الكبير يتوج ببطولة كبرى، منذ انتصار ستان فافرينكا في نيويورك عام 2016.
لكن ما ساعد تيم على التتويج، غياب نادال الذي لم يدافع عن لقبه بسبب مخاوفه من كورونا، في حين ودع جوكوفيتش بخسارة اعتبارية في الدور الرابع بعدما ضرب الكرة دون قصد في مراقبة الخط.
وأوقفت هذه الواقعة مسيرة انتصارات جوكوفيتش في 26 مباراة متتالية خلال 2020، من بينها تتويجه بلقبه الثامن في أستراليا المفتوحة، محرزاً اللقب الـ 17 في مسيرته بالبطولات الأربع الكبرى.
كما وضع الصربي نفسه في مرمى انتقادات قاسية، بعدما نظم بطولة استعراضية في يونيو، تسببت في إصابة لاعبين عدة بالوباء، ثم تواصلت الانتقادات بشأنه حين كون اتحاداً منفصلاً للاعبين، واجه معارضة قوية من بعض الرياضيين والمسؤولين، لكن جوكوفيتش تعافى بقوة، ليفوز لاحقاً ببطولة روما للأساتذة، كما بلغ نهائي فرنسا المفتوحة لكنه خسر أمام غريمه اللدود نادال.
وأنهى الصربي العام متصدراً التصنيف العالمي للمرة السادسة.
بدوره، توج نادال للمرة الـ 13 في رولان غاروس باللقب 20 في البطولات الأربع الكبرى، وعادل به الرقم القياسي لفيدرر.
وشارك السويسري في أستراليا المفتوحة قبل أن يخضع لجراحتين في الركبة لينتهي موسمه.
وفي حين أظهر جوكوفيتش ونادال أنهما مستمران في مقدمة الترشيحات في 2021، فإن تيم ودانييل ميدفيديف وأليكساندر زفيريف المتأهل لنهائي أميركا المفتوحة أكدوا قدراتهم الكبيرة.
وبعد فوز تيم بأول لقب كبير في مسيرته في رابع نهائي يخوضه، توج الروسي ميدفيديف بطلاً للبطولة الختامية للموسم في لندن لآخر مرة قبل انتقالها إلى تورينو في إيطاليا في السنوات الـ 5 المقبلة.
