في فترة قصيرة، نجح المدرب الألماني هانزي فليك في ترك بصمة واضحة على فريق برشلونة، ليس فقط على مستوى النتائج، بل من خلال قرارات فنية وإدارية جريئة أعادت تشكيل هوية الفريق وأعادت الحياة لعدد من نجومه.
استعادة بريق خط الوسط
أحد أبرز نجاحات فليك تمثل في استعادة أفضل نسخة من ثنائي خط الوسط، بيدري وفرينكي دي يونغ. فبعد أن عانى اللاعبان من إصابات متكررة في المواسم الماضية حتى أصبحت مسيرتهما مرتبطة بـ "المستشفى"، نجح فليك وفريقه الطبي في وضع برنامج بدني خاص أعاد لهما الجاهزية الكاملة. وقد ظهر تأثير ذلك جليًا في مباراة نيوكاسل الأخيرة، حيث سيطر الثنائي على مجريات اللعب بشكل شبه كامل، وحرما الفريق الإنجليزي من الكرة معظم فترات المباراة.
ثقة في حراسة المرمى وقرار جريء
شهد مركز حراسة المرمى قرارًا جريئًا من المدرب الألماني، الذي أصر على منح الثقة للحارس الشاب خوان غارسيا على حساب قائد الفريق مارك أندريه تير شتيغن. وقد أثبت غارسيا أنه كان على قدر هذه الثقة، حيث قدم مستويات مميزة تمثلت في تصدياته الحاسمة وهدوئه في بناء اللعب من الخلف، ليصبح أحد اكتشافات الموسم.
صفقة راشفورد.. فكرة فليك الذكية
لم تكن صفقة انضمام ماركوس راشفورد مجرد صدفة، بل كانت فكرة طرحها فليك شخصيًا على الإدارة الرياضية بقيادة ديكو. فبعد فشل النادي في حسم صفقتي نيكولاس ويليامز ولويس دياز لأسباب مالية، اقترح المدرب الألماني خيار استعارة راشفورد، وهو ما أثبت نجاحه بعد أن أصبح اللاعب أحد العناصر الحاسمة في هجوم الفريق.
الحفاظ على فيرمين لوبيز ورفض الأموال
في الصيف، كان لاعب الوسط الشاب فيرمين لوبيز قريبًا من مغادرة النادي، مع وجود عروض مغرية من أندية مثل تشيلسي قُدرت قيمتها بـ 60 إلى 70 مليون يورو. لكن فليك تدخل شخصيًا وأقنع اللاعب بالبقاء، رافضًا فكرة بيعه من الأساس، إيمانًا منه بقدراته وبأنه سيكون جزءًا مهمًا من مستقبل النادي، وهو ما أثبته اللاعب بأدائه المميز هذا الموسم.
قوة هجومية مرعبة في دوري الأبطال
لم تقتصر بصمات فليك على الجانب الفردي، بل انعكست على أداء الفريق الجماعي، خاصة على الصعيد الهجومي. فبفضل فلسفته، أصبح برشلونة حاليًا صاحب ثاني أعلى معدل تهديفي في تاريخ دوري أبطال أوروبا بمعدل 3.07 هدف في المباراة الواحدة. والمفارقة أن الفريق الذي يحتل المركز الأول هو بايرن ميونخ تحت قيادة فليك نفسه، بمعدل 3.17 هدف، مما يؤكد العبقرية الهجومية للمدرب الألماني.