بعد ثلاثة أيام فقط من تعادله الثمين مع منافسه التقليدي العنيد برشلونة 1-1، عاد ريال مدريد ليقدم لوحة جديدة لغرائب وعجائب الساحرة المستديرة من خلال الهزيمة أمام غرناطة 0-1 أحد فرق المؤخرة في الدوري الإسباني.
والهزيمة ليست الأولى للريال في الدوري هذا الموسم حيث يقدم الفريق وجهاً مغايراً تماماً لما كان عليه الموسم الماضي عندما أحرز اللقب برقم قياسي من النقاط بلغ 100 نقطة، ورقم قياسي من الأهداف بلغ 121 هدفاً.
ولكن الهزيمة تمثل مفاجأة كبيرة للملكي وجماهيره خاصة وأنها الأولى أمام غرناطة منذ 41 عاماً.
ويضاعف من حجم المفاجأة وحيرة الجماهير بين كونها حقيقة أم وهم أن الهزيمة جاءت برأسية ساحرة وقاتلة من المهاجم البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي لطالما صال وجال في الملاعب لقيادة الريال إلى الانتصارات على منافسيه على مدار 4 أعوام منذ انتقاله إليه قادماً من مانشستر يونايتد عام 2009.
وألقى الريال بقيادة مديره الفني البرتغالي جوزيه مورينيو بكل أحداث مباراة الكلاسيكو خلف ظهره حين تعادل مع برشلونة 1-1 يوم الأربعاء الماضي في ذهاب نصف نهائي كأس ملك إسبانيا، فسقط مساء السبت في مواجهته أمام غرناطة بالنيران الصديقة.
وسجل CR7 الهدف الوحيد للمباراة برأسية عن طريق الخطأ في مرمى فريقه عندما حاول إبعاد كرة قادمة من ركلة ركنية لغرناطة في الدقيقة 22، وفشل الفريق على مدار ما تبقى من المباراة في تحقيق التعادل لتكون للهزيمة الخامسة له في رحلة الدفاع عن لقبه المحلي هذا الموسم.
وأظهرت مباراة أول أمس معاناة الريال وعدم قدرته على خلق مساحات للانطلاق في مواجهة الفرق التي تلجأ للدفاع المتكتل خاصة مع غياب الألماني الموهوب مسعود أوزيل عن صفوفه للإيقاف.
في المقابل، قدم غرناطة بداية أشبه بالحلم لمديره الفني الجديد جوليان ألكاراز الذي تولى المسؤولية منتصف الأسبوع الماضي خلفاً للمدرب خوان أنتونيو أنكيلا.
وحقق الفريق الفوز أمس ليكون الثاني له في آخر ثلاث مباريات والسادس له خلال الموسم الحالي بشكلٍ عام ليبتعد الفريق خطوة جيدة عن منطقة المهددين بالهبوط حيث تقدم إلى المركز السادس عشر.
وأكدت المباراة معاناة الريال من انفصام في الشخصية التي يخوض بها المباريات الموسم الحالي.
وبينما يظهر الريال في مباريات مثل مواجهتيه أمام فالنسيا وبرشلونة في كأس إسبانيا بالشخصية التي أحرز من خلالها لقب الليغا الموسم الماضي، تظهر الشخصية الأخرى في المستوى المتواضع للفريق في رحلة الدفاع عن لقبه هذا الموسم.
وبعيداً عن التعادل الثمين الذي حققه الميرينغي مع البارسا الأربعاء الماضي، يقدم الفريق هذا الموسم صورة من التذبذب في المستوى.
وظهرت هذه الصورة واضحة في مباراة أول أمس عندما فشل اللاعبون بصناعة أية فرصة خطيرة على مرمى غرناطة خلال الشوط الأول رغم اكتمال خط هجومه بشكل كبير، وبدا أن غياب أوزيل يفقد الريال حلقة الربط بين الهجوم والوسط مما يضعف قدراته الهجومية.
وفي الوقت ذاته، بدا الذكاء الكافي من غرناطة في التركيز التام وعدم التخلي عن الخطة الموضوعة للمباراة رغم الأداء المرتبك من الريال والهدف الذي جاء بشكلٍ مفاجىء ومن لاعب لم يكن متوقعاً على الإطلاق أن يهز شباك فريقه لأنها المرة الأولى التي يرتكب فيها هذا الخطأ على مدار مسيرته الكروية.
ولم يظهر الريال في المباراة القدرات التهديفية العالية التي انتظرتها جماهير غرناطة إذ غابت الخطورة عن مرمى غرناطة معظم فترات اللقاء رغم الدفع بالثنائي الفرنسي كريم بنزيمة والإسباني الشاب خوسيه كاييخون على حساب الأرجنتيني غونزالو هيغواين والألماني سامي خضيرة لتنشيط الأداء الهجومي في الشوط الثاني.
وكانت الفرصة الوحيدة الخطيرة والحقيقية للريال قبل نهاية اللقاء بست دقائق فقط ولكن بنزيمة أطاح بها خارج المرمى.