كشف زين الدين زيدان المدير الفني السابق لريال مدريد الأسباب التي دفعته للرحيل عن نادي العاصمة الإسبانية مع نهاية الموسم 2020-2021.
وانفصل "زيزو" عن ريال مدريد بالتراضي بعدما خرج الفريق خالي الوفاض بدون إحراز أي لقب هذا الموسم، الذي شهد تعرض المدرب الفرنسي لانتقادات حادة من قبل وسائل الإعلام.
وبعث زيدان رسالة مطولة لجماهير ريال مدريد، عبر صحيفة "آس" الإسبانية، شرح خلالها أسباب رحيله، مؤكداً أنه لم يهرب وأنه كان يأمل في الاستمرار في منصبه.
وقال الأسطورة الفرنسية في رسالته: "أعزائي جماهير ريال مدريد، بقيت على مدار 20 عاماً، ومنذ اليوم الأول لي في النادي عندما ارتديت قميصه الأبيض، أشعر بحب كبير، وأشعر بأن هنالك شيء مميز بيننا، كوني لعبت ودربت ريال مدريد، أعظم نادٍ على الإطلاق".
"هذا شرف كبير، لكن قبل أي شيء أنا مشجع لريال، وهذا ما دعاني لكتابة هذه الرسالة، لشرح قرار رحيلي".
وانضم زيزو في 2001 لريال كلاعب قادماً من يوفنتوس وبقي هناك حتى اعتزاله في 2006 قبل أن يعود مدرباً في 2016 ويحقق إنجازات ضخمة، أبرزها التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا 3 مرات.
وشرح زيدان قصة توليه تدريب ريال لفترة ولاية ثانية في مارس 2019: "عندما قبلت في 2019 عرض العودة بعد رحيلي بنحو 8 أشهر، كان ذلك ليس بسبب طلب فلورنتينو بيريز رئيس النادي فقط، ولكن لأنه كان يطلب مني ذلك بشكل يومي.
"عندما كنت أراكم في الشارع كنت أشعر برغبتكم في رؤيتي مدرباً لريال من جديد ودعمكم لي، لأني أحمل قيم هذا النادي، الذي هو ملك للأعضاء والجماهير، والعالم أجمع، حاولت السير على هذه المبادىء في كل ما قمت به على مدار سنوات، حاولت أن أكون مثالاً يحتذى به".
ووصف الفرنسي استمراره في مدريد 20 عاماً بأنه: "أكثر شيء جميل حدث لي في حياتي، وأدين بهذا كله لبيريز الذي وقف بجانبي عند انتقالي للفريق في 2001 وقاتل للحصول علي في وقت كان البعض ضدي، أقول هذا من قلبي، سأظل ممتناً لهذا الرئيس دوماً".
وكشف صاحب الأصول الجزائرية في رسالته أسباب رحيله، قائلاً: "قررت الرحيل وأريد توضيح أسبابي، أنا لا أقفز من السفينة ولم يرهقني التدريب، حين رحلت في مايو 2018، رحلت لشعوري أن النادي بحاجة لأسلوب جديد للبقاء في القمة، أما الآن فالأمر مختلف، أرحل لأن النادي لم يعد يثق بي".
"النادي لا يقدم لي الدعم لبناء شيء ما على المدى المتوسط أو الطويل، أنا أفهم كرة القدم وما يحتاجه فريق مثل ريال مدريد، وأعلم كذلك أنه حين لا تحقق الانتصارات فعليك الرحيل، لكن تم نسيان كل ما قمت ببناءه وما جلبته بعلاقاتي مع اللاعبين".
"أنا شخص يفوز بالفطرة، تواجدت هنا لجلب الألقاب، لكن في النهاية ما يهم أكثر هو الأشخاص ومشاعرهم والحياة نفسها، شعرت بأن هذه الأشياء لم يعد لها اعتبار، ولا يفهم البعض بأن أموراً مثل تلك، يمكنها الحفاظ على ديناميكيات النادي، تعرضت للتوبيخ بسبب هذه الأمور".
وطالب زيدان بأن يحترم الجميع ما حققه لريال مدريد، مضيفاً: "تمنيت لو أن علاقتي بالإدارة تختلف عن علاقاتها بالمدربين الآخرين، لم أطلب امتيازات، فقط تذكر ما قمت به، باتت حياة المدربين في الأندية الكبرى هذه الأيام موسمين على الأكثر، ومن ثم فإن الحفاظ على العلاقات الإنسانية أمر أكثر ضرورية، أهم من الأموال والشهرة وأي شيء".
"ما كنت أقرأه عبر وسائل الإعلام عن نية الإدارة إقالتي لو لم أحقق الفوز في اللقاء التالي كان أمراً صعباً ومؤلما للغاية، تسريب هذه الرسائل للإعلام يؤثر على الفريق ويخلق الشكوك وسوء الفهم، لكن لحسن الحظ كان لدي فريق جاهز للوقوف إلى جانبي حتى الموت".
"حين بدأت الأمور في التراجع حافظوا علي بمجموعة من الانتصارات المذهلة، لأنهم آمنوا بي، ويعلمون أني أثق فيهم أيضاً، بالطبع لست أفضل مدرب في العالم، لكني أمنح كل لاعب أو عضو في الجهاز الفني الثقة والقوة التي يحتاجها في عمله".
"أريد أن أرسل رسالة للصحفيين، قمت بالمئات من المؤتمرات الصحفية، ولسوء الحظ تحدثت فيها عن كرة القدم بشكل قليل للغاية، رغم علمكم بحبي لها، فهذه الرياضة هي التي تجمعنا، لكن بدون أي رغبة في النقد أو إلقاء المحاضرات فلم أكن أتمنى أن تكون النقاشات دوماً حول الأمور الجدلية".
وختم زيدان رسالته بالقول: "كان الأولى بنا الحديث عن المباريات واللاعبين الذين هم الأهم في منظومة كرة القدم، أدعوكم ألا تتركوا الاهتمام بكرة القدم، اعتنوا بها"، مضيفاً: "جماهير ريال مدريد سأبقى دوماً واحداً منكم".