يلاحق مانشستر سيتي الشاب إيرلينغ هالاند مهاجم ضيفه بوروسيا دورتموند خصمه في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، ساعياً إلى التعاقد معه في حين يتحضر السيتيزنز لوداع هدافه التاريخي سيرجيو أغويرو مع نهاية عقده في نهاية الموسم الحالي.
وحفر أغويرو اسمه في تاريخ نادي مدينة مانشستر كأفضل هداف مع 257 هدفاً، منها الهدف الخالد الذي منح سيتي لقبه الأول في الدوري بعد 44 عاماً عجاف موسم 2011–2012.
وساهمت أهداف الدولي الأرجنتيني في فوز سيتي بثلاثة ألقاب إضافية في الدوري، مع لقب خامس هذا الموسم على الطريق الذي لم يعد سوى مسألة وقت، حيث يحكم سيتي قبضته على الصدارة مع 74 نقطة متقدماً بفارق 14 نقطة عن مطارده المباشر “جاره” اللدود مانشستر يونايتد.
وأثنى غوارديولا على هدافه واصفاً أهدافه بأنها “لا تعوض”، ليس فقط من ناحية هز الشباك أو الكؤوس بل في قلب ووجدان جماهير سيتي التي عاشت في ظل وعقدة “الجار” يونايتد لأعوام طويلة قبل أن يحط أغويرو الرحال في ملعب الاتحاد.
ويتأرجح الموسم الحالي للهداف الأرجنتيني بين لعنة الإصابات وتعرضه لفيروس كورونا، فلم يسجل سوى 3 أهداف.
بينما يمر أغويرو بفترة صعبة، يعيش العملاق هالاند (1.94 م) على وقع التسجيل مع 49 هدفاً في 50 مباراة لدورتموند، ما وضعه على قمة لائحة اللاعبين المرشحين لخلافة الأرجنتيني في سيتي.
وبات هالاند أسرع لاعب يسجل 20 هدفاً في 14 مباراة في دوري الأبطال خاضها بألوان فريقيه السابق ريد بول سالزبورغ والحالي دورتموند، علماً وأن كريستيانو رونالدو وصل إلى 20 هدفاً بعد 56 مباراة، فيما احتاج ليونيل ميسي إلى 40 مباراة لتحقيق هذا الإنجاز.
ومع سالزبورغ، بات في خريف 2019 أول لاعب دون 20 عاماً يسجل على الأقل هدفاً في مبارياته الخمس الأولى في دوري الأبطال، وفي أول مشاركة له في دور المجموعات، سجل 8 مرات في 6 مباريات في موسم 2019–2020، ليصبح ثالث أصغر لاعب يحقق هذا الإنجاز في المسابقة الأوروبية منذ المهاجمين راؤول وواين روني.
وبفضل موهبته الجارفة، لم يبقَ هالاند كثيراً في مدينة الموسيقار العالمي موزارت، لينتقل في يناير إلى دورتموند حيث تحوّل إلى ظاهرة في غضون 15 يوماً: سجّل 7 أهداف في مبارياته الثلاث الأولى.
كما بات هذا الموسم أول لاعب في التاريخ يسجل 4 ثنائيات على التوالي في المسابقة العريقة، لذا على سيتي أن يخشى على نفسه من متصدر ترتيب الهدافين مع 10 أهداف في 6 مباريات بعدما غاب عن مباراتين في دور المجموعات.
وكتبت صحيفة "ليكيب" الفرنسية العام الماضي بعد ثنائية هالاند في مرمى باريس سان جيرمان في ثمن نهائي دوري الأبطال “قد يكون ظهور الموهبة الخارقة لهالاند مخيفاً، مع مظهره وكأنه ماركو فان باستن الذي ابتلع (نجم كرة السلة) لوبرون جيمس على الإفطار”.
بفضل تألقه داخل منطقة الجزاء، تضاعف سعر النرويجي حيث يطالب دورتموند بـ 180 مليون يورو للتخلي عن هدافه بعدما كان قد تعاقد معه مقابل 20 مليوناً (24 مليون دولار) في يناير 2020.
وعلى الرغم من أنه مرتبط مع فريقه الحالي بعقد حتى 2024، اختار ممثلا الهداف، وكيل أعماله الأشهر في عالم كرة القدم مينو رايولا واللاعب السابق والده آلف – إينغه، مساراً غير مألوف على الساحة الأوروبية، من خلال القيام بجولة استكشافية في كل من إسبانيا (برشلونة وريال مدريد) وإنجلترا (مانشستر سيتي وليفربول) بحثاً عن فريق مستقبلي لابن العشرين عاماً.
وفي خضم ما يحصل، صرح غوارديولا الجمعة بأن التداعيات الاقتصادية لفايروس كورونا قد تمنع متصدر الدوري الممتاز من إمكانية تعويض أغويرو.
ورأى الإسباني أن سيتي الذي يقارع هذا الموسم على أربع جبهات ويسير بثبات نحو استعادة لقب الدوري الإنجليزي من ليفربول، يملك ما يكفي من المواهب لكي يتعامل مع خسارة جهود هدافه الأرجنتيني.
