عقدة نهائي المونديال تطارد هولندا

تاريخ النشر: 29 مايو 2014 - 04:23 GMT
البوابة
البوابة

تحلم هولندا بفك عقدة المباريات النهائية لكأس العالم عندما تخوض نهائيات مونديال البرازيل 2014 بمزيج من الخبرة والشباب.

وقفت البلاد المنخفضة ثلاث مرات عند حاجز النهائي، فخسرت أمام مستضيفتها ألمانيا الغربية 1-2 في زمن "الطائر" يوهان كرويف عام 1974، ثم النهائي التالي على أرض الأرجنتين 1-3 بعد تمديد الوقت في 1978، قبل أن تتخطى البرازيل في ربع نهائي النسخة الماضية ويقهرها أندريس إنييستا في الدقائق الأخيرة من الوقت الإضافي مانحاً إسبانيا لقبها الأول.

عندما قاد المايسترو رينوس ميتشلز البلاد المنخفضة من دكة البدلاء في سبعينيات القرن الماضي، ترجم الهولندي الطائر يوهان كرويف فلسفته، فاخترعت الطواحين كرة شاملة استعراضية لا تزال عالقة في الأذهان أورثتها لاحقاً لتشكيلات أياكس امستردام وبرشلونة وغيرها، وترجمها الثلاثي ماركو فان باستن ورود خوليت وفرانك رايكارد مع ميلان.

في تصفيات 2014، ضربت هولندا بقوة كما جرت العادة في السنوات الأخيرة، فحصدت 28 نقطة من 30 ممكنة في طريقها إلى البرازيل، بينها فوز ساحق على المجر 8-1 فكانت أول المتأهلين إلى بلاد السامبا.

ستكون نهائيات 2014 الفرصة الأخيرة لجيل آريين روبن (30 عاماً) وروبن فان بيرسي (31 عاماً) وويسلي شنايدر (30 عاماً)، لكن في المقابل استدعى المدرب لويس فان خال مجموعة غنية من الوجوه الشابة بعد الفشل الذريع في كأس أوروبا 2012 حين فشلوا بتخطي الدور الأول.

ضحى مدرب برشلونة السابق بقلبي الدفاع جوني هيتينغا ويوريس ماتيسن والحارس مارتن ستيكيلينبيرغ، فأصبح الرباعي الخلفي يتألف من الشبان داريل يانمات وستيفان دو فريي وبرونو مارتنس أندي (فيينورد) ودالي بليند (أياكس)، ابن داني بليند مساعد المدرب الحالي ومدافع اياكس الأسطوري.

سيفتقد بطل أوروبا 1988 محور وسط روما الصلب كيفن ستروتمان لإصابة قوية بركبته وصفها فان خال بـ "الكارثة الصغيرة"، وظهير باريس سان جيرمان غريغوري فان در فايل الذي طلب إراحته بسبب الإرهاق، ورافاييل فان دير فارت بداعي الإصابة.

يصعب توقع المشوار الهولندي في النهائيات، نظراً للتغييرات الكبيرة في جلد الفريق ووقوعها في مجموعة تضم إسبانيا بطلة العالم وأوروبا وتشيلي الطامحة.

وقال فان خال في مارس الماضي: "لا أرى أنفسنا مرشحين للقب، ارشح البرازيل والأرجنتين ومن أوروبا إسبانيا وألمانيا. بعد استلامي المهمة (بعد أوروبا 2012)، وضعت هدف التأهل وبلوغ نصف النهائي، دفعنا بالكثير من الوجوه الشابة، قدمنا كرة جميلة وسجلنا الكثير من الأهداف في التصفيات. مع ذلك، يبقى التأهل إلى نصف النهائي أمراً صعباً التحقيق"، وهو ما بدا منطقياً بعد سقوط الفريق أمام فرنسا 0-2 في مباراة ودية في الشهر عينه، وهي الخسارة الأولى له منذ أغسطس 2012.

بعد إصابة ستروتمان، سيعتمد فان خال بشكل كبير على قائد الهجوم فان بيرسي هداف المنتخب الذي تخطى رقم باتريك كلايفرت عضو الجهاز الفني.

برز "روبنهود" مع فيينورد قبل أن تتفجر موهبته مع آرسنال لثمانية أعوام، ثم حصد لقب الدوري مع مانشستر يونايتد بعد صفقة مثمرة.

يتميز بتسديداته القاتلة بالقدم اليسرى، تمت مقارنته بالأسطورة ماركو فان باستن، ويمتلك خبرة طويلة في المسابقات الكبرى.

المدرب: يخوض فان خال مونديال 2014 بعدما "سئم" تدريب منتخب هولندي ليتولى الإشراف على مانشستر يونايتد الموسم المقبل.

عندما سئل في فبراير الماضي عن سبب رغبته بترك هولندا، أجاب: "لأنه بعد سنتين سئمت من وظيفة المدرب الوطني. استثمرت في آخر سنة ونصف ما أحب القيام به أكثر شيء في كأس العالم. لا يمكنني البقاء لسنتين إضافيتين".

لطالما كانت تعويذة النجاح لفان خال الذي وصف نفسه في 2009 بأنه "الأفضل" بعد قيادته آلكمار المتواضع إلى لقب الدوري المحلي: "الانضباط هو أساس الابتكار"، انضباط سيكون بحاجة ماسة إليه في البرازيل، ليطرد شبح فشله بقيادة المنتخب البرتقالي إلى نهائيات كوريا الجنوبية واليابان 2002 في ولايته الأولى.

ورث فان غال منتخباً شبه ممزق ومدمراً معنوياً بعد يورو 2012، فعبر هداف شالكه كلاس- يان هونتيلار عن نوبة غضب جراء تفضيل فان بيرسي البعيد عن مستواه عليه، وتردد أن شنايدر رفض التمرير لهداف فيينورد السابق، فخرج بطل يورو 1988 من الدور الأول بعد سنتين فقط على بلوغه نهائي المونديال.

يبدو فان خال شعبياً مع لاعبيه خلافاً للصحفيين، لدرجة أنه يتهمهم أحياناً بطرح أسئلة "غبية" حيث قال مرة لأحد المراسلين: "هل أنا ذكي بما فيه الكفاية أم أنت غبي؟".