غزو عربي لأندية كرة القدم في أوروبا

تاريخ النشر: 28 أغسطس 2012 - 11:08 GMT
البوابة
البوابة

يمر العالم العربي بظروف صعبة من خلال الحروب والمشاكل الداخلية، لكن الجميع يتوحدون عندما نتحدث عن اللعبة الجميلة: كرة القدم.

شهد عالم كرة القدم تغييرات كبيرة خلال العقد الأخير خصوصاً مع تحوله إلى تجارة أكثر من التركيز على اللعبة نفسها.

وانتقل هذا إلى بعض كبار المستثمرين العرب ممن قرروا السيطرة على عدد من الأندية الأوروبية المهمة من أبرزها مانشستر سيتي وملقة وباريس سان جيرمان.

بين الاستثمار والرعاية

البداية كانت من خلال الملياردير المصري محمد الفايد الذي اشترى نادي فولهام الصغير عام 1997، ثم كرت السبحة في الألفية الجديدة.

وكانت الصفقة الأكبر عام 2008 بانتقال ملكية نادي مانشستر سيتي إلى شركة أبو ظبي القابضة، بقيادة منصور بن زايد آل نهيان، مقابل مبلغ قيل أنه في حدود 200 مليون استرليني، وهي صفقة تضمنت إطلاق اسم شركة طيران الاتحاد على ملعب النادي، ووضعه على قمصان الفريق.

وقد شجعت هذه الصفقة الكثيرين، ومن أبرزهم رجل الأعمال الأردني حسن عبد الله إسميك، الذي حصل على موافقة رابطة الأندية الألمانية لكرة القدم لشراء 49% من أسهم نادي ميونيخ 1860 الذي ينافس في دوري الدرجة الثانية، وبهذا كان أول عربي يمتلك أسهماً في نادٍ ألماني.

وفي آوائل العام 2010 اشترى القطري عبد الله بن ناصر آل ثاني نادي ملقة الإسباني مقابل 36 مليون يورو شاملة ديون النادي.

فكان هو الآخر أول عربي يمتلك نادياً في إسبانيا.

ثم جاء دور الإماراتيين من جديد، إذ انتقلت ملكية نادي خيتافي إلى بطي بن سهيل آل مكتوم، مقابل 90 مليون دولار.

ثم تحولت الأنظار إلى فرنسا، حيث اشترى القطريون، من خلال مؤسسة قطر للاستثمارات الرياضية نسبة 70% من أسهم نادي باريس سان جيرمان مقابل 50 مليون يورو، وهو المبلغ الذي أنقذ هذا الكيان الكبير من مشكلاته المالية الصعبة مع وضع خطة لتطوير النادي والنهوض به من خلال ضخ 60 مليون يورو سنوياً.

مجال آخر للاستثمار العربي في الأندية الأوروبية كان إبرام عقود للرعاية واتفاقات إعلانية كبيرة.

وكانت المحطة الأبرز، حين أعلن نادي آرسنال الإنجليزي في حزيران 2004 عن توقيع شركة طيران الإمارات عقداً لرعايته مقابل حوالي 150 مليون يورو، لتكون أكبر صفقة رعاية في تاريخ الكرة الإنجليزية.

وينص عقد الرعاية على إطلاق اسم الإمارات على الملعب الجديد لنادي آرسنال، "آشبورتون غروف" لمدة 15 عاماً، مع وضع شعار الشركة على قمصان لاعبي الفريق لثمانية مواسم بدءاً من الموسم 2006-2007، حين ترك النادي مقره في هايبيري، إلى الملعب الجديد الذي يتسع لـ 60 ألف متفرج، والذي كلف بناؤه حوالي 500 مليون دولار.

وكانت شركة طيران الإمارات راعية لنادي تشلسي اللندني مقابل 30 مليون استرليني، حتى نهاية الموسم 2004 عندما اشترى الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش النادي، علماً بأن تشلسي كان حمل على قمصانه اسم شركة طيران الخليج في ثمانينيات القرن الماضي.

وفي إيطاليا بدأت رعاية شركة طيران الإمارات لنادي ميلان عام 2007، قبل أن تقوم الشركة بتوقيع عقد جديد في الموسم 2009-2010 لرعاية الروسونيري بعقد بلغت قيمته 60 مليون يورو، ولمدة 5 سنوات.

واصل العرب إبرام صفقات الرعاية والاتفاقيات الإعلانية، فكان أضخمها صفقة رعاية هي الأكبر في تاريخ عالم الكرة، أبرمتها مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع (قطر فاونديشن) مع برشلونة الإسباني يتم بموجبه وضع شعار المؤسسة القطرية على قمصان الفريق الكتالوني لمدة خمس سنوات مقابل 166 مليون يورو، متخلياً بذلك عن قراره التاريخي بعدم وضع إعلانات مدفوعة على قمصانه.

الهدف

قد يتساءل المرء عن السبب الذي يدفع العرب لشراء الأندية الأوروبية مقابل الملايين.

الجواب قد يكون بسيطاً وينحصر في فكرة الاستثمار المالي المربح، لكنه قد يكون واجهة للحصول على الشهرة التي تتمتع بها هذه الأندية في العالم العربي، وبالتالي انعكاس هذه الشهرة على الشارين أنفسهم من خلال التركيز الإعلامي عليها.

لكن الفائز الأكبر يبقى الأندية نفسها، إذ أعلنت مجموعة الأعمال الرياضية في ديلويت، أن استثمارات الشرق الأوسط في كرة القدم الأوروبية تزامنت مع مستويات قياسية للعائدات، وتعود معظم هذه الاستثمارات لشركات خليجية.

وأشار التقرير السنوي لشركة ديلويت للاستشارات عن الشؤون المالية في كرة القدم، إلى ارتفاع مجموع عائدات أهم 20 نادياً لكرة قدم لناحية الإيرادات بنسبة ثلاثة في المئة سنوياً خلال الموسم 2010-2011، لتتخطّى عتبة ستة بلايين، موضحاً أن ذلك "يعود جزئياً إلى حركة الاستثمارات من منطقة الشرق الأوسط".

ومن بين النوادي الـ 20 المدرجة في التقرير، فإنّ خمسة أندية استفادت من اتفاقات رعاية قميص الفريق التي أبرمت مع مؤسسات وشركات في الشرق الأوسط.
ويرد «نادي برشلونة» بين هذه الأندية، إذ إنّ صفقة الرعاية التجارية المبرمة بينه وبين مؤسسة قطر اسهمت في نمو إيرادات النادي بنسبة 13 في المئة خلال الموسم 2010-2011 لتتجاوز عتبة الـ 650 مليون دولار للمرّة الأولى.

من الناحية الرياضية، استعاد مانشستر سيتي مكانته بين كبار الدوري الإنجليزي لإحرازه اللقب في الموسم الماضي للمرة الأولى في 44 سنة، كما كان حال باريس سان جيرمان الذي نافس بقوة على لقب الدوري الفرنسي الذي دان في النهاية لمونبلييه.

لكن ما يهم المشجع العربي يبقى رؤية الكرة تتطور في بلده، لكن مشكلة الكرة المحلية أمر قرر كثيرون أنه قد يكون تجارة خاسرة بسبب عدم الاحتراف وافتقاد التركيز في اللعبة نفسها، وهذا ما دفع المستثمرين العرب للذهاب إلى الخارج مع خططهم لتطوير الأندية ورفع اسم العرب في أوروبا.