أعادت مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية تسليط الضوء على ملف قطر لاستضافة مونديال 2022، مشيرة في تحقيق مكون من 15 صفحة وعنونته بـ"قطر غايت" إلى أن القطريين دفعوا الرشاوى لكي يحظوا بشرف استضافة العرس الكروي.
وأشارت المجلة إلى "وجود رائحة فساد تدفع إلى طرح السؤال التالي: هل يجب إلغاء التصويت؟".
وارتكزت المجلة الفرنسية في ادعاءاتها على رسالة إلكترونية قال فيها أمين عام الاتحاد الدولي لكرة القدم مواطنها جيروم فالك: "لقد اشتروا مونديال 2022".
وسبق لصحيفة "سنداي تايمز" البريطانية أن ادعت قيام قطر بدفع رشاوى مما دفع لتشكيل لجنة تحقيق بريطانية برلمانية للبحث في القضية.
واستندت الصحيفة البريطانية حينها إلى الرسالة نفسها التي بعثها فالك إلى رئيس اتحاد الكونكاكاف السابق جاك وورنر يتهم فيها الأول قطر بشراء مونديال 2022.
وأكدت مجلة "فرانس فوتبول" أن قطر اشترت خلال عام 2010 بعض الأصوات التي رشحتها لاستضافة فعاليات بطولة كأس العالم لكرة القدم والمقررة عام 2022.
وأكدت المجلة الأسبوعية أن الاتحاد الدولي للّعبة "فيفا" والحكومة الفرنسية آنذاك والفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي للّعبة "يويفا" ونجم كرة القدم الفرنسي السابق زين الدين زيدان تورطوا جميعاً في هذه الفضيحة.
وأشارت المجلة إلى أن الترتيب لهذه العملية جرى، على الأرجح، خلال حفل عشاء أقيم في قصر الإليزيه في 23 نوفمبر 2010 وذلك قبل أيام قليلة من عملية التصويت على حق الاستضافة.
وأوضحت المجلة أن الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي استقبل في القصر الرئاسي "قصر الإليزيه" كلاً من الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر والفرنسي بلاتيني.
وأضافت أن الاتفاق تضمن أن يصوت بلاتيني عضو اللجنة التنفيذية بالفيفا لصالح الملف القطري مقابل استثمارات قطرية في الكرة الفرنسية.
وأوضحت المجلة أن شركة قطر للاستثمارات القطرية اشترت بعدها بشهور قليلة نادي باريس سان جيرمان الفرنسي وضم الملاك الجدد للنادي عدداً كبيراً من النجوم البارزين بمبالغ طائلة إضافة إلى طلب رعاية الكرة الفرنسية.
ومن جانب آخر، وصف بلاتيني ادعاءات مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية بخصوص دفع القطريين الرشاوى لاستضافة نهائيات كأس العالم 2022، بـ "الأكاذيب".
ولم يستبعد بلاتيني الذي منح صوته لدولة قطر لاستضافة العرس العالمي، المتابعة القضائية للمجلة الفرنسية التي سلطت الضوء على ملف قطر لاستضافة مونديال 2022.
وقال بلاتيني: "الاعتقاد بأن اختياري لقطر كان بناء على تسوية بين الدولة الفرنسية وقطر هو تكهنات محضة ويلزم فقط أولئك الذين يكتبون هذه الأكاذيب"، مضيفاً: "لن أمنع نفسي من مقاضاة أي شخص يشكك في نزاهتي في هذا التصويت".
وكانت المجلة الفرنسية تحدثت عن "رائحة فضيحة" حول التصويت ودعت إلى وجوب إلغائه.
كما تحدثت عن "اجتماع سري" عقد بين الر ئيس الفرنسي وقتها نيكولا ساركوزي والشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي عهد قطر وبلاتيني وسيباستيان بازان، ممثل "كولوني كابيتال" المالكة حينها لباريس سان جيرمان الذي كان يمر بأزمة مالية حادّة.
وادعت المجلة أن ساركوزي أقنع مواطنه بلاتيني بالتصويت لمصلحة قطر لأسباب "جيوسياسية"، وقد اجتمع الرجلان في 23 نوفمبر 2010.
ودافع بلاتيني عن موقفه قائلاً: "مثلما كررت دائما، الرئيس ساركوزي لم يكن ليسمح لنفسه بأن يطلب مني التصويت لملف قطر 2022 لأنه يعلم أني رجل حر"، مذكراً بأنه وبكل "شفافية" كشف عن نتيجة تصويته.
وأكدت "فرانس فوتبول" أنها ستسلم الأدلة التي بحوزتها إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي سبق له في 2011 أن فتح تحقيقاً بعد ادعاءات بأن قطر دفعت الرشاوى لكي تحصل على شرف استضافة مونديال 2022، لكنه عاد وأقفل الملف لعدم وجود أدلة.