في موسم تتسارع فيه الخطى نحو التغيير والتجديد داخل ريال مدريد، يثبت لوكا مودريتش أن بعض الأسماء لا تتقادم، بل تزداد قيمة كلما مر الزمن. ورغم بلوغه عامه الأربعين، لا يزال النجم الكرواتي يقدم أداءً خارجًا عن المألوف في الدوري الإسباني هذا الموسم.
دقائق محدودة.. وتأثير كبير
مودريتش لم يكن لاعبًا أساسيًا في تشكيلة كارلو أنشيلوتي هذا الموسم. فقد بدأ أساسيًا في 15 مباراة فقط من أصل 33 جولة في الدوري الإسباني، بمتوسط مشاركة لا يتجاوز 50 دقيقة في المباراة. ومع ذلك، كانت مساهماته الفنية حاسمة، وتفوق على العديد من الأسماء التي تلعب دقائق مضاعفة.
من بين الأفضل في صناعة الفرص
رغم محدودية عدد الدقائق، يحتل مودريتش المركز الرابع بين أكثر اللاعبين صناعة للفرص المحققة للتسجيل في الليغا، بـ16 فرصة، متفوقًا على العديد من اللاعبين الأساسيين مثل رافينيا، يامال، وأليكس بايينا الذين يلعبون ما يقارب 80 دقيقة في المباراة.
أما على صعيد إجمالي الفرص، فيأتي مودريتش سابعًا في ترتيب الدوري بـ58 فرصة، ويحتل المركز الثاني في معدل صناعة الفرص لكل مباراة، بمعدل 3.2 فرصة، خلف أليكس بايينا فقط.
لاعب بديل..لكنه لا يزال القلب النابض
الأرقام تثبت أن مودريتش لا يزال أحد أكثر اللاعبين تأثيرًا في الليغا، سواء من حيث الرؤية أو القدرة على خلق المساحات والفرص. رغم تراجُع مستواه البدني وتقدّمه في العمر، يظل أحد الأعمدة الإبداعية لريال مدريد، ومحورًا أساسيًا في بناء الهجمات.
ظاهرة نادرة في كرة القدم الحديثة
ما يقدمه مودريتش هذا الموسم يتجاوز التوقعات. فهو ليس مجرد لاعب يُكمل عددًا في التشكيلة، بل عنصر فعّال يضيف قيمة كلما وطأت قدماه أرض الملعب. حالة نادرة تجمع بين الخبرة، الذكاء، والدقة، وتؤكد أن بعض النجوم لا يُقاسون بالسن، بل بما يصنعونه كل دقيقة.