كرة برازوكا تخطف الأضواء

تاريخ النشر: 04 يونيو 2014 - 02:56 GMT
كرة برازوكا بجوار كأس العالم
كرة برازوكا بجوار كأس العالم

لا يعرفن ليونيل ميسي ولا شواطئ كوباكابانا، وبلدهن باكستان لم يتأهل إلى نهائيات كأس العالم في البرازيل، إلا أنهن سيكن حاضرات في المونديال من خلال "برازوكا"، الكرة التي عملن على تصنيعها.

إنهن العاملات الباكستانيات، غولشان بيبي هي واحدة من تلك العاملات، وهي إلى جانب زميلاتها سيتابعن المباراة الافتتاحية للمونديال بين البرازيل وكرواتيا في 12 الجاري.

إلا أن أعينهن بخلاف مئات ملايين المشجعين حول العالم، لن تبحث على البساط الأخضر عن نجوم الكرة، بل ستكون شاخصة على الكرة عينها: برازوكا.

فالكرة التي ابتكرتها شركة آديداس الألمانية، صنعت في سيالكو شرق باكستان على يد عمال شركة "فورورد سبورتس" ومعظمهن من النساء.

وتمتاز برازوكا بابتكار جديد على مستوى الهيكلية، إذ تنفرد بتناظر فريد لست لوائح متماثلة إلى جانب هيكلية مختلفة للطبقة السطحية توفر ميزات التحكم بالكرة وإمساكها واستقرارها وافضل آلية لحركتها على أرض الملعب.

وقالت غولشان التي تتطلع لانطلاق المونديال: "النساء جميعاً في المصنع فخورات لكون الكرات التي صنعنها ستستعمل".

ويعتبر تصنيع الكرات في باكستان بمثابة تقليد قديم رغم أن البلد الذي يقطنه 180 مليون نسمة يشتهر برياضة الكريكت التي تعتبر اللعبة الشعبية الأولى.

ويحتل منتخب باكستان المرتبة 159 عالمياً في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم.

وتصنع الشركة المحلية فورورد سبورتس منذ منتصف التسعينيات كرات لحساب شركة آديداس، تستخدم في الدوري الفرنسي الأول لكرة القدم وفي بطولة ألمانيا ودوري الأبطال وفي المونديال راهناً.

ثمن الكرة يفوق راتب صانعها بعد الكثير من الفضائح المتصلة بعمالة الأطفال، وتحديداً بدوامات العمل الطويلة مقابل رواتب زهيدة لحساب شركات غربية كبرى.

سعت آديداس لتحسين معايير العمل لدى شركائها المحليين.

في معمل يقع ضمن منطقة مغبرة ومزدحمة، يصر المدير العام لشركة فورورد سبورتس، خواجا مسعود أخطر على احترام معايير العمال ويشدد على أن جميع العاملين، ومن بينهم الكثير من النساء المحجبات، عليهن إثبات أنهن في السن القانونية وإبراز هوية تؤكد ذلك.

ومع عجز اليد العاملة الصينية عن تلبية حجم متطلبات برازوكا، اختارت آديداس الشركة الباكستانية لزيادة إنتاجها مع اقتراب موعد المونديال.

وفي أقل من شهر، نجح الباكستانيون في تأمين المعدات اللازمة والانطلاق في عملية التصنيع.

وبراتب يتخطى بقليل مائة دولار أميركي شهرياً، وهو ما يفوق بعض الشيء الحد الأدنى للأجور في باكستان، لكنه أقل بكثير من ثمن برازوكا البالغ 160 دولاراً، ينكب العمال على لصق الأجزاء الستة للكرة عالية التقنية.

برازوكا خليفة جابولاني:

تعتبر برازوكا، التي تعني برازيلي وتشير لنمط الحياة البرازيلية، الكرة الأكثر اختباراً في التاريخ، فقد جربها على مدى سنتين ونصف أكثر من 600 من أفضل لاعبي العالم الحاليين والسابقين، ومنهم حارس إسبانيا إيكر كاسياس وظهير البرازيل داني ألفيش وزميله في برشلونة نجم الأرجنتين ليونيل ميسي ولاعب الوسط الألماني باستيان شفاينشتايغر والنجم الفرنسي السابق زين الدين زيدان، وكذلك 30 فريقاً في 10 دول في 3 قارات.

وبرازوكا هي الكرة الثانية عشرة لشركة آديداس في نهائيات كأس العالم وستخلف جابولاني التي أثارت جدلاً كبيراً في مونديال جنوب إفريقيا 2010 لأنها صنعت "من أجل تعقيد مهمة الحراس" وفقاً لحارس تشيلي كلاوديو برافو.

وتم استخدام برازوكا في عدد من المباريات الدولية الودية خلال العام الحالي، ولكن بتصميم مختلف، وأيضاً في مباراة ودية جمعت بين السويد والأرجنتين في فبراير الماضي.

وتمثل الكرة الجديدة بتصميمها الأساور الملونة التقليدية الجالبة للحظ المنتشرة في البلاد، بالإضافة إلى كونها تعكس الحيوية المرافقة لكرة القدم في البلد الأميركي الجنوبي العاشق للعبة.

وكانت شركة آديداس أطلقت الكرة الرسمية الأولى من تصنيعها عام 1970 وأطلقت عليها تيلستار، ثم اتبعتها بعشر نسخات أخرى، آخرها جابولاني، ما معناه الاحتفال بلغة ايسيزولو.

ولم تكن جابولاني الكرة الوحيدة في جنوب إفريقيا 2010 إذ قدمت آديداس كرة أخرى خاصة فقط بالمباراة النهائية التي فازت فيها إسبانيا على هولندا بهدف في الوقت الإضافي لأندريس إنييستا، وكانت النسخة الذهبية من جابولاني وأطلقت عليها اسم جوبولاني.