كورونا أنقذ إدارة ميلان

تاريخ النشر: 27 مايو 2020 - 12:24 GMT
ميلان أمام مفترق طرق
ميلان أمام مفترق طرق

وضع الاتحاد الإيطالي لكرة القدم موعداً مبدئياً لاستئناف منافسات دوري الدرجة الأولى «سيري آ» يوم 14 يونيو المقبل، مع إمكانية التأجيل مجدداً وفقاً لقرارات السلطات الصحية.

وقالت شبكة «سكاي سبورتس» الإيطالية، أن الاتحاد الإيطالي أعطى موعداً لرابطة الدوري حتى يوم 20 أغسطس المقبل لاستكمال منافسات المسابقة، والذي قد يمتد حتى آواخر الشهر نفسه، من أجل ختام منافسات الكأس.

وأشارت الشبكة الإيطالية إلى أن الإعلان عن مصير الموسم الحالي من الكرة الإيطالية سيتم بشكل نهائي يوم 28 من الشهر الجاري، بعد الاجتماع الذي سيعقد بين فينتشينزو سبادافورا وزير الرياضة في إيطاليا والاتحاد الإيطالي ورابطة أندية الدوري.

استئنافٌ سيكون «رمزياً» بالنسبة لأي سي ميلان، حيث ستحاول إدارة الفريق اللومباردي إنهاء الموسم بأعلى مركز ممكن تمهيداً لصيفٍ استثماري منتظر، وذلك استناداً إلى الأخبار المتداولة.

وبعد انتقال ملكية ميلان إلى صندوق إيليوت الأميركي، ارتفعت التطلعات وكثرت الآمال، خاصةً بعد اعتماد الإدارة الجديدة فور تسلمها زمام الأمور على أبناء النادي لشغل مراكز إدارية مهمة.

في بداية الأمر، قام صندوق إيليوت بتعيين إيفان غازيديس في منصب الرئيس التنفيذي قادماً من آرسنال، وهو رجل أعمال يُعرف في الوسط الرياضي بتحصيله عائدات كبيرة من خلال الاستثمار باللاعبين الشباب، حيث يقوم بتطويرهم وبيعهم مقابل مبالغ مضاعفة.

أثار تعيين غازيديس موجة غضب بين جماهير ميلان. ولاحتواء هذا الغضب قامت الإدارة بتعيين أسطورة النادي باولو مالديني مديراً تقنياً إضافةً إلى تعيين زفونمير بوبان مديراً للكرة، الأمر الذي أثار «الفوضى» داخل إدارة ميلان، بعد اختلاف الأهداف ووجهات النظر.

أراد غازيديس استقدام لاعبين شباب لتطويرهم وبيعهم بمبالغ كبيرة بعد بروزهم، سيراً على أسلوبه السابق في آرسنال، وهو ما عارضه مالديني وبوبان اللذان أعطيا الأولوية لعودة الفريق إلى الواجهة على حساب العائدات.

التضارب في الأفكار والأهداف دفع بوبان إلى انتقاد ملّاك النادي الجدد مشيراً إلى أنهم لا يريدون مساعدة الفريق، كما اتهم غازيديس بتجاهله وتجاهل مالديني في اتفاقه مع المدرب رالف رانغنيك (معروف عنه تميزه في تطوير اللاعبين الشباب)، المرشح لقيادة الفريق الموسم المقبل، ليقرر الرئيس التنفيذي إقالة بوبان في نهاية المطاف.

هكذا، أصبح الطريق ممهداً أمام غازيديس لتحريك أحجاره على الرقعة اللومباردية من دون أي عوائق إدارية أو جماهيرية في ظل تداعيات كورونا الصعبة، التي ستبرر إلى حد كبير أي سياسة قد يتم اتباعها لتخفيف الأعباء المالية.

تغييرات منتظرة

بدأ مشروع ميلان الجديد مطلع الموسم الماضي، عندما كان الفريق قاب قوسين أو أدنى من بلوغ مقعد مؤهل إلى دوري أبطال أوروبا، لولا النتائج المتقلبة في الجولات الأخيرة.

بعدها، قامت الإدارة بإقالة المدرب الأسبق جينارو غاتوزو، وعينت مكانه مدرب سامبدوريا السابق ماركو جيامباولو، إلا أن هذا الأخير فشل في تحسين الفريق لتتم إقالته بعد ثلاثة أشهر ونصف. بعدها تم تعيين ستيفانو بيولي بهدف الخروج بأقل الأضرار الممكنة.

ووفقاً للصحافة الإيطالية، سيدخل بيولي في دائرة الإقالة عند انتهاء الموسم الحالي تمهيداً للتوقيع مع مدرب لايبتزيغ السابق رانغنيك، الذي أكد بدوره اهتمام النادي الإيطالي باستقدامه في مقابلةٍ أجراها مع صحيفة "بيلد" الألمانية.

ولا تزال الأسماء المقترحة للمجيء إلى سان سيرو قيد الدراسة. الإدارة تفكر الآن في التخلي عن مواهبها الشابة بأعلى مبلغ ممكن والتخلص من اللاعبين أصحاب الرواتب الكبيرة، على رأسهم المهاجم زلاتان إبراهيموفيتش.

عاد "إبرا" إلى ميلان هذا الموسم في صفقة قسمت الجمهور بين مؤيد ومعارض نظراً إلى عمر اللاعب المتقدم، لكن الجانب المعنوي وشخصية السويدي القوية وحدت الجميع.

رغم فاعليته في انتشال الفريق ووضعه في دائرة المنافسة على مقاعد الأبطال، لن يفعّل إبرا بند تجديد عقده مع ميلان حتى الموسم المقبل، وسيرحل إلى نادٍ جديد، حيث أوضحت صحيفة «كوريري ديلا سيرا» الإيطالية أن إبراهيموفيتش سيغادر ميلان نهاية الموسم الحالي للعودة إلى الدوري السويدي، وأن نادي هاماربي الذي يعد إبرا أحد ملاكه، هو وجهته المقبلة.

تجدر الإشارة إلى أن إبراهيموفيتش ليس اللاعب الوحيد المهدد بالرحيل هذا الصيف، حيث من المرجح أن يرحل الوافد الجديد رادي كرونيتش، إضافةً إلى كلٍّ من جيانلويجي دوناروما وجياكومو بونافينتورا.

تنتظر الإدارة عودة وكيل أعمال اللاعبين المعروف مينو رايولا، في محاولةٍ لاستثمار الأموال التي ستربحها بعد بيعهما لشراء مواهب شابة.

تسلّم صندوق إيليوت زمام الأمور أعطى مؤشرات على أن العمل سيكون لإعادة ميلان إلى الضوء، غير أن ذلك لم يحدث حتى الآن، بعد أن كثرت المشاكل في المنظومة إثر ضعف سوق الانتقالات.

مشروع جديد ينتظر الفريق ـ وفقاً للصحافة الإيطالية ـ قوامه المواهب الشابة.

المشروع يمكن أن ينجح في ظلّ توجه العديد من أندية النخبة إلى بيع نجومها أو استبدالهم بهدف مواجهة تداعيات كورونا المالية.

الصورة حتى الآن غير واضحة تماماً، غير أن الأسلوب المتبع من قبل الملاك الجدد منذ توليهم زمام الأمور أثبت أن الاستثمار هو هدفهم الرئيسي. الأسابيع المقبلة ستعطي صورة أشمل.