لوف يترقب التتويج في اليورو بعد نجاحه بتغيير أسلوب لعب ألمانيا

تاريخ النشر: 31 مايو 2012 - 10:56 GMT
البوابة
البوابة

نجح يواكيم لوف مدرب منتخب ألمانيا في فترة قصيرة بتغيير أسلوب لعب فريقه ويسعى للتتويج الكبير الأول في سجله الشخصي كمدرب في بطولة يورو 2012 التي ستنطلق في الثامن من الشهر المقبل في بولندا وأوكرانيا.

مهووس بمتابعة أدق التفاصيل

لم يحصد ألقاباً بعد، إلا أنه بات ينظر إلى لوف على أنه المدرب الأفضل للمنتخب الألماني على مر العصور بعد أن تمكن خلال أعوام قليلة من تغيير الكرة البدنية والصلبة المعتادة للماكينات، إلى أداء جميل يعتمد على التمرير.

لوف، الذي كان لاعباً جيداً في الدرجة الثانية والمدرب الأفضل في درجات ودول مختلفة وفاز بلقب كأس ألمانيا مع شتوتغارت وبطولة الدوري النمساوي مع تيرول، تم استدعاؤه من قبل يورغن كلينسمان عام 2004، من أجل تحديث المنتخب الألماني المتراجع، في وقت تحول فيه الأخير إلى منتخب مرهوب الجانب لتاريخه لا لأدائه.

كان كلينسمان هو المحفز الكبير، الذي تجرأ على تحطيم القوالب الحجرية، ولوف هو المهووس الذي يتابع كل تفصيل في الاستعدادات والمخطط الذي يقف خلف النجم الشهير السابق.

وربما كانت الصيغة الأقرب لذلك هي النسخة الاسبانية في برشلونة التي ضمت بيب غوارديولا وتيتو فيلانوفا.

وقد أحرز الثنائي معاً المركز الثالث في كأس القارات عام 2005 ومونديال 2006 على أرضهما ووسط جماهيرهما في كلتا البطولتين، وكسبا محبة قلوب المشجعين بكرة هجومية رشيقة.

تغيير من أجل التطوير

بعد مونديال 2006، رحل كلينسمان وتولى لوف المنصب، ويحكي المدرب الحالي في مقابلة أجراها مؤخراً مع صحيفة "سوديوتشه تسايتونغ": "عندما توليت المهمة، كان هدفي هو تغيير أسلوب لعب المنتخب. كنت مقتنعاً بأن كرة القدم الألمانية ستتطور بشكل بعيد المدى، إذا لعبنا كرة فنية بصورة أكبر".

كان لوف قد تعلم مهنة التدريب في سويسرا، حيث أنهى مشواره كلاعب، في بلد لم يكن ينظر إلى كرته بجدية كبيرة في ألمانيا.

ويروي في مقابلة أخرى مع مجلة "11 فريوندي": "سويسرا تركت بصمتها في نفسي. عثرت هناك على أفكار كنت أبحث عنها من دون أن أدري".

التنظيم وتوزيع المساحات

ويضيف: "في السر، كنت أمقت أساليب التدريب التي كانت سائدة في ألمانيا. عانيت الأمر تماماً على المستوى النفسي. بدأت قناعتي تتراجع تجاه أساليب التدريب البدنية الصرفة تلك. كما كانت الخطط متروكة بشكل كبير إلى الحظ. في سويسرا كانوا يتحدثون عن التنظيم وتوزيع المساحات. يا له من أمر رائع!".

وبالفعل بدأت هذه الفلسفة تؤتي ثمارها. خلال يورو 2008 حين توقفت مسيرة الألمان على يد إسبانيا في النهائي، وفي مونديال 2010، احتلوا المركز الثالث بمنتخب كان متوسط أعماره يقل عن 25 عاماً، أبهر الجميع بفوزين كبيرين على إنجلترا والأرجنتين.

الجمال والرشاقة

ويكشف لوف عن أحد معتقداته: "بالنسبة لي، كرة القدم مرتبطة بالجمال والرشاقة. في نهاية مباراة ما، أود التأكد من أننا كنا الأفضل على مستوى اللعب، وأننا لم نفز بالحظ وحده".

ولا تكفي بالنسبة له "المميزات الألمانية" الكلاسيكية، مثل الرغبة الحديدية والانضباط والقوة، حيث يصرح: "ذلك لم يعد كافياً من أجل التواجد في القمة العالمية. هناك دول أخرى تملك تلك الصفات ذاتها كذلك".

ولا تمر مقابلة يجريها المدير الفني لألمانيا من دون أن يوجه إليه السؤال المتعلق بماهية مفتاح الفوز على إسبانيا، التي تعثرت ألمانيا أمامها مرات عدة: "لا بد من لعب كرة أفضل، ذلك هو الحل الوحيد. بالقوة والصلابة فقط لن نتمكن من الفوز عليها".

ويضيف: "لم يعد ممكناً إحراز أي لقب بأداء سيء. لا بد من تفكيك المنافس بطريقة جميلة. في 2010 ارتكبنا خطأ أمام إسبانيا، لكني عدت إلى دياري بإحساس جيد. لم نحرز اللقب، لكن المنتخب لعب جيداً وهاجم وترك انطباعاً جيداً وأيقظ المشاعر. الجماهير تقول: إننا راضون عن طريقة لعبهم. وليس المباراة كانت سيئة ، لكننا كسبنا. ذلك هو ما يهمني".

لفك الصيام بعد 16 عاماً

يضع الألمان آمالهم في هذا الألماني المثير للإعجاب والمتواضع القادم من الجنوب، من أجل وضع نهاية لصيامهم عن الألقاب منذ 16 عاما كاملة.

لم يخب أملهم فيه حتى الآن بتأهل لم تشبه شائبة، وعبر الفوز بجميع مباريات التصفيات العشر.

لكن لوف (52 عاماً) يحاول التقليل من الآمال، حيث يحذر: "بالطبع نريد اللقب. لكننا لو لم نحققه، فلن ينـهار العـالم، تطور المنتخب لن ينتـهي بهـذه البطولة".

لكن ما قد يحدث هو أن يتم ذلك التطور تحت قيادة شخص غيره.

ويمتد تعاقد لوف حتى أواخر تموز المقبل، وهو لا يستبعد تدريب أحد الأندية، وخاصة في الخارج.

وبات اسمه يرن بالفعل داخل العديد من الأندية الأوروبية الكبرى.

التشكيلة الأساسية

ـ لحراسة المرمى: مانويل نوير (بايرن ميونخ)، وتيم فيزه (فيردر بريمن)، ورون روبرت تسييلر (هانوفر).

ـ للدفاع: هولغر بادشتوبر وفيليب لام وجيروم بواتنغ (بايرن ميونيخ)، وماتس هاملز ومارسيل شميلتسر (دورتموند)، وبينيديكث هاويديس (شالكه) وبير ميرتيساكر (ارسنال الانكليزي).

ـ للوسط: ماريو غوتسه وإيلكاي غوندوغان (دورتموند) وتوني كروس وتوماس مولر وباستيان شفاينشتايغر (بايرن ميونخ)، وماركو رويس (مونشنغلادباخ)، ولارس بندر وأندرو شورليه (باير ليفركوزن)، وسامي خضيرة ومسعود أوزيل (ريال مدريد)، ولوكاس بودولسكي (كولن)،

ـ للهجوم: ماريو غوميز (بايرن ميونخ)، وميروسلاف كلوزه (لاتسيو).

برلين ـ ماريا لاورا أراوز (د ب أ)