ما زالت أصداء خروج المنتخب الإماراتي من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم (روسيا 2018)، تتوالى داخل الإمارات، حيث وجه أسطورة الكرة الأرجنتينية والعالمية دييغو مارادونا انتقادات لاذعة لمواطنه إدغاردو باوزا ،مدرب الأبيض، مطالباً بضرورة العمل على نظام جديد يعيد الحياة مرة أخرى للمنتخبات الإماراتية بشكل عام.
ودعا مارادونا المسؤولين عن الكرة الإماراتية من خلال تصريحات خاصة نشرت اليوم الأربعاء عبر صحيفة "الاتحاد" الإماراتية، بضرورة وضع استراتيجية للنهوض بكرة القدم بشكل عام، دون اللجوء إلى المسكنات.
وقال مارادونا: "لابد أن يكون هناك مشروع طويل الأجل لبناء اللعبة بشكل عام، وأرى أن باوزا المدرب الحالي، جاء في توقيت غريب جداً، اختيار المدرب والتوقيت معاً أمران مستغربان للغاية.
"الجميع اعتقد أنه ساحر لكي يقود المنتخب نحو التأهل، في وقت ضاعت فيه فرصة الصعود قبل قدومه، والكرة الإماراتية تحتاج إلى استراتيجية لا يصلح أن يكون باوزا المدرب فيها، فهو من وجهة نظري لا يصلح لتنفيذ الاستراتيجية الجديدة للكرة الإماراتية.
"وجودي منذ سنوات في الملاعب الإماراتية، سواء كمدرب سابق للوصل أو كمشاهد ومتابع للأحداث عن قُرب، جعلني أعلم الكثير عن أحوال ومستويات اللاعبين بشكل أفضل بكثير من أي مدرب قادم من مناطق بعيدة ولا يعلم أي شيء عن أحوال الكرة هنا".
وأضاف مارادونا: "أعتقد أن باوزا لا يعلم عن المنتخب والكرة الإماراتية مثلي، ووجودي منذ خمس سنوات بشكل دائم هنا يجعلني أقف على الكثير من مناطق القوة، والضعف في الكرة الإماراتية وأتعجب كثيراً من عدم الاستفادة من تاريخي الطويل، في الوقت الذي يأتي ويرحل مدربون لا تاريخ لهم".
وحول السبب المباشر والأساسي لعدم تأهل الإمارات للنهائيات إلى مباراة الفريق أمام استراليا، قال الأسطورة الأرجنتينية: "ضياع التأهل للمونديال بدأ منذ المباراة الثانية في التصفيات أمام أستراليا في ملعب محمد بن زايد، تابعت المباراة من المدرجات، وكانت الهزيمة أمراً غريباً، وبدلاً من أن يستفيد المنتخب من الانتصار الإيجابي على اليابان في الجولة الأولى، تحول الأمر إلى النقيض تماماً، وضد أستراليا لم يقدم اللاعبون مردوداً مناسباً، خاصة قلبي الدفاع".
واستطرد: "من لعبة وحيدة وخطأ دفاعي فادح ما زلت أتذكره، ضاع جزء كبير من الحلم المونديالي، لتتوالى بعد ذلك الأزمات، التي جعلت الفريق في النهاية لا يجد لنفسه مكانه المناسب بين المنتخبات الكبيرة على مستوى العالم".
وتحدث مارادونا عن ثنائي الكرة الإماراتي أحمد خليل وعمر عبد الرحمن، قائلاً: "تمنيت أن أرى لاعباً مثل أحمد خليل، لاعب الجزيرة في الدوري الإسباني، مثلاً مع أتلتيكو مدريد أو فالنسيا، وأن يحترف عمر عبد الرحمن في الدوري الإيطالي، ولكن هذه الأمور الاحترافية ترجع للاعبين أنفسهم، ورغبتهم في خوض مثل هذه التجارب، ومن الممكن أن يكون عدم احتراف اللاعبين الإماراتيين ليس لأسباب مالية، بل من الممكن أن تكون هناك مشاكل عائلية مثلاً تعوق احترافهم بالخارج، وهذه نقطة يحسمها اللاعب في المقام الأول والأخير".
وانتقل مارادونا إلى نقطة أخرى، قائلاً: "أنا جاهز للمساهمة في أي مشروع للكرة الإماراتية، دون أن يمنعني هذا من الوجود مع نادي الفجيرة الذي أمنحه كل جهدي وخبرتي وقدراتي".
وعن تفاصيل هذا المشروع، قال النجم الأرجنتيني: "لا بد من العمل سوياً في البداية على قطاع الناشئين، كونه المنبع الأساسي لتطوير أي لعبة، ومن خلاله ستكون هناك قاعدة مهمة للعمل عليها، وحالياً لا أرى قاعدة يمكن البناء عليها وهي نقطة ضائعة في التخطيط للمستقبل، أضف إلى ذلك أنه من غير المنطقي أن يكون لدينا منتخب لديه قوة كبيرة، لكنه في نفس الوقت يفتقد إلى النواحي الفنية والجمالية، والكرة الحديثة لابد أن يتوافر بها عنصرا القوة والفن".