لربما لم يتوقعها البعض بهذه السرعة، فقد اعلن رودي فولر مدرب المنتخب الألماني عن إستقالته من منصبه كمدربا للفريق. وأعلن فولر إستقالته صباح اليوم الخميس، وبعد ساعات من نهاية المباراة مع فريق جمهورية التشيك التي خسر بها الألمان بالنتيجة 2-1، حيث أهدر الفريق الألماني فرصته للتأهل لربع نهائي بطولة اليورو 2004 .
المدرب فولر إبن ال 44 عاما ، كان نجما كبيرا في المنتخب الألماني في الماضي وحاز على بطولة كاس العالم مع ألمانيا عام 1990 . فولر تم تعيينه مدربا للمنتخب الألماني بعد نهاية يورو 2000 ، وبإعقاب فضيجة المخدرات لللمدرب كريستوف دائوم الذي كان من المفروض أن يقوم بتدريب الفريق. فولر وفي بطولة كأس العالم 2002 نجح في الوصول للنهائي الذي خسرته المانيا ضد البرازيل.
ولكن أداء الفريق في كأس الأمم الأوروبية كان مخزي ومخجل حيث لم تفز المانيا في أي من مباراتها الثلاثة ، حيث حصلت على نقطتين من أصل 12 وسجلت هدفين في ثلاثة مباريات وهو الأسوأ في تاريخها.
بعد الخسارة مع التشيك صرح مولر أنه سيستمر في تدريب الفريق ، ولكن يبدو أنه غير رأيه. وقال فولر في تصريح صحفي :" أنها مجازفة أن أستمر في تدريب المنتخب الألماني الذي أحبه كثيراً، أنا أعترف إننا فشلنا فشلا ذريعا. أعتقد أن الفريق بحاجة لمدرب جديد لإعادة بناء منتخب قوي يمكنه تسجيل الأهداف".
من العدل أن نذطر أن رودي فولر الذي يبدي نفس الروح القتالية التي اظهرها عندما كان لاعبا يزرع الرعب في مناطق جزاء الفرق الخصمة، نجح في اعادة اطلاق المنتخب الالماني فأوصله الى نهائي بطولة العالم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان وأهله الى نهائيات بطولة اوروبا 2004. ولد فولر في هاناو شرق هانوفر وكانت بدايته الكروية مع فريق ميونيخ ،1860 الخصم اللدود لبايرن ميونيخ، قبل ان يبدع مع فيردر بريمن.
وعرف فولر المجد في ايطاليا خلال كأس العالم 1990 في ايطاليا عندما ساعد منتخب ألمانيا الغربية على احراز اللقب امام الارجنتين (1-0) بعد ان كان فشل بتحقيق نفس الهدف قبل اربع سنوات في المكسيك وامام المنتخب ذاته ايضا الارجنتيني (2-3) عما بانه ادرك التعادل 2-2 لمنتخب بلاده قبل ربع ساعة من نهايةالمباراة قبل ان يحسم الارجنتينيون المباراة بواسطة خورخي بوروشاجا. وانتقل فولر الى مرسيليا الفرنسي، بعد خمس سنوات في الدوري الايطالي مع روما، وأحرز معه دوري ابطال اوروبا 1993.
وأنهى فولر مسيرته مع فريق باير ليفركوزن الالماني والذي اصبح مديره الفني بعد الاعتزال. واستلم فولر تدريب المنتخب الالماني مؤقتا بعد الخروج المخزي من بطولة اوروبا 2000 ثم جدد عقده مباشرة قبل انتزاع التأهل الى كأس العالم 2002 في المباريات الفاصلة امام اوكرانيا (1-1 و4-1) ثم كان المشوار المفاجىء في كأس العالم 2002 في كوريا واليابان عندما وصل “المانشافت” وهو لقب المنتخب الالماني الى المباراة النهائية لكنه خسرها امام برازيل رونالدو (0-2).
هذا وقال غيرهارد ماير رئيس الإتحاد الألماني لكرة القدم :" نشعر بالأسف والحزن لإستقالة فولر، ولكن لا يوجد أمامنا اي مفر سوى قبولها".ومن المتوقع أن يقوم أوتومار هيتسفيلد الذي ترك تدريب فريق بايرن ميونخ أن يتم تعيينه مدربا للمنتخب الألماني.
جدير بالذكر أنه تواصلت الانتقادات الموجهة لهجوم المنتخب الألماني لكرة القدم الذي بدا أضعف خطوط الفريق خلال كأس الأمم الأوروبية المقامة حاليا بالبرتغال حيث لم يسجل إلا هدفين في ثلاثة مباريات. وجاءت أحدث الانتقادات من غيرد مولر أحد أبرز الهدافين في تاريخ كرة القدم الألمانية الذي اعترف بأن مدرب المنتخب رودي فولر لا يملك حاليا خيارات أخرى رغم ما بدا من تواضع المهاجمين الألمان في الفترة الأخيرة.
وقال مولر، الذي يعد أفضل هداف في تاريخ بطولات العالم برصيد 14 هدفا،:" إن المهاجمين في جيله كانوا أفضل كثيرا من المهاجمين الحاليين مشيرا إلى أن المشكلة لا تقتصر على الهجوم وإنما تبدأ من خط الوسط الذي لا يقوم بالتمويل الواجب للمهاجمين".
هذا ويعترف نجم المنتخب السابق كارل هاينتس رومينيجه بان ألمانيا تخلفت عن المنتخبات الاوروبية الاخرى في السنوات الاخيرة ويقول: “نواجه حاليا ما واجهته فرنسا بعد فوزها ببطولة اوروبا عام ،1984 لأننا نلاقي صعوبة كبيرة في ايجاد جيل جديد يمكنه سد الثغرة التي تركها جيل ألمانيا الذهبي”.
وأضاف: “في السابق كنا نتفوق على سائر المنتخبات الاوروبية من ناحية اللياقة البدنية فلاعبونا كانوا الاقوى بدنيا والاطول قامة فسيطرنا على الكرة الاوروبية من 1966 الى 1996 وأحرزنا خلال هذه الفترة بطولة اوروبا ثلاث مرات اعوام 1972 و1980 و،1996 وبطولة العالم مرتين عامي 1974 و،1990 بيد ان المنتخبات الاخرى تحسنت تدريجيا في السنوات من الناحية البدنية وتخطتنا من الناحية التكتيكية فأصبحت في المقدمة ونحن في الصف الثاني”. واتهم رومينيجه الاتحاد الالماني بأنه لم يضع خطة لتكوين اللاعبين واعتبر ان هولندا وفرنسا وايطاليا وانجلترا ركزت على هذه الناحية، فخرجت في السنوات الاخيرة الكثير من اللاعبين الذين يملكون فنيات عالية واثبتوا جدارتهم في افضل الاندية الاوروبية”.
( البوابة)