تسبب الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم فريق برشلونة في الإعوام الأخيرة بزعزعة حقيقة مسلّم بها، تشير إلى أن أفضل لاعب كرة قدم عبر التاريخ ليست مسألة محصورة بين مواطنه دييغو مارادونا والبرازيلي بيليه، بيد أن ثمة من يرى بأن الأفضل ليس حتى أحد هؤلاء الثلاثة.
قرر ثلاثة أساتذة هولنديين مولعين بكرة القدم القيام بدراسة مفصّلة تهدف لوضع معايير "منطقية وعلمية"، تسمح بمعرفة أفضل لاعب في تاريخ اللعبة الأكثر شعبية في العالم.
وسبق لستيف يانسن، ديفيد روبن ومارتن كونواي أن وضعوا إصدارات خاصة بكل منهم تتعلق بالموضوع، قبل أن يتحدوا للخروج بمعادلة موحّدة.
يقول يانسن: "كنا نتحدث عن واقع أن الاستفتاءات التي تختص باختيار الأفضل في رياضة معينة أو أي نشاط آخر عبر التاريخ، يتأثر بقوة بالفترة التي عاشها المُستفتى آراؤهم والذين يفضلون عفواً نجوماً عايشوهم، وذلك على حساب آخرين لم يحظوا بفرصة الوقوف على انجازاتهم وفنياتهم".
أكثر من 600 شخص تراوح اعمارهم ما بين 16 و80 سنة شاركوا في الاستفتاء، الذي قام به الأساتذة الثلاثة عبر الموقع الإلكتروني الخاص بجامعة امستردام في هولندا، وقد طُلب من هؤلاء اختيار أفضل خمسة لاعبي كرة قدم عبر التاريخ من بين 190 جرى تحديدهم سلفاً، كما منحوا الفرصة لانتقاء اسم غير وارد حتى في اللائحة.
وقام الأساتذة بعدها بعملية حسابية أخذت في الاعتبار الأسماء الـ 172 التي انتقاها المشاركون في الاستفتاء، وأعمار هؤلاء المستفتى آراؤهم، وتبين أن الاختيار وقع على لاعبين أعجبوا بهم عندما كانوا، أي المشاركون في الاستفتاء، في سن المراهقة وبداية العشرينات من عمرهم.
اللافت أن الهولندي يوهان كرويف، نجم أياكس امستردام وبرشلونة ومنتخب هولندا السابق، كان الأكثر شعبية، بعدما احتل المركز الأول، إذ جرى اختيار اسمه من 86,1 في المئة من المشاركين في الاستفتاء، ربما لأن المسح جرى في هولندا، وتلاه بيليه الفائز بكأس العالم ثلاث مرات أعوام 1958 و1962 و1970 (55,6 في المئة) فمارادونا المتوج بطلاً للعام في مناسبة واحدة عام 1986 (47,8 في المئة).
وقال يانسن: "المشاركون في الاستفتاء الذين نشأوا في ستينات القرن الماضي وقع اختيارهم على بيليه بنسبة اكبر ممن نشأوا قبل هذه الفترة وبعدها. الأمر عينه انطبق على كرويف في السبعينات، ومارادونا في حقبة الثمانينات".
ولوحظ أن لاعبين هولنديين كثر فرضوا نفسهم في الاستفتاء إلى جانب كرويف، أبرزهم ماركو فان باستن نجم أياكس وميلان وبطل أوروبا مع المنتخب البرتقالي عام 1988، ودينيس برغكامب المتألق سابقاً مع آرسنال، إذ احتلوا مراكز بين الستة الآوائل، وهي نتيجة تبدو منطقية في استفتاء جرت رحاه في هولندا.
وأضاف يانسن نفسه: "لو أجري الاستفتاء في فرنسا، لوردت أسماء فرانك ريبيري، زين الدين زيدان، ميشيل بلاتيني وجوست فونتين بنسبة أكبر بكثير.
وإذا ما أراد الاتحاد الأوروبي للعبة القيام بنفسه باستفتاء لاختيار أفضل لاعب في التاريخ، فيجدر به عدم الأخذ بعين الاعتبار جنسيات المشاركين فيه فحسب، بل وأعمارهم كذلك".
وبالنسبة لميسي الحائز على جائزة "الكرة الذهبية" التي تمنح سنوياً لأفضل لاعب في العالم وذلك في الأعوام الثلاثة الماضية، فقد احتل المركز العاشر في الاستفتاء بنسبة أصوات بلغت 7,9 في المئة فقط.
وختم يانسن: "في ظرف خمسة أو ستة أعوام، سنكتشف ما إذا كان ميسي يستحق فعلاً موقعاً بين أفضل اللاعبين على الإطلاق أم أنه سيكون بمثابة رونالدينيو آخر، يبرز لفترة ثلاث او اربع سنوات قبل ان يأفل نجمه".
تأتي هذه الدراسة مع منح الإسباني أندريس إنييستا جائزة افضل لاعب في أوروبا للسنة 2012، بعد اختياره الأفضل في بطولة الأمم الأوروبية الأخيرة التي احتفظت بلاده بلقبها.
وقد تقدم إنييستا كلاً من ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو، فيما رآه البعض خطوة مستحقة أتت متأخرة كثيراً، في إشارة لاستحقاق إنييستا الاختيار الافضل في العالم على حساب ميسي في مرتين من ثلاث توّج بها الأرجنتيني.
ويذهب البعض لاعتبار ميسي مستفيداً من جهود الثنائي إنييستا – تشافي هرنانديز، منطلقين من أن إنجازات ميسي مع برشلونة ما كانت لتتحقق من دون هذا الثنائي.
في حين أخفق الأرجنتيني مع منتخب "التانغو" لافتقاده خدمات إنييستا وهيرنانديز.
وجاءت الدراسة الهولندية الاخيرة، لتميز بين اللاعب الأفضل، واللاعب الذي يصنع فارقاً بمفرده، من دون الحاجة إلى مساعدة قد تكون حاسمة من الرفاق.
ويرى نقاد أن أسماء مثل بكنبارو وكرويف وبيليه ومارادونا يمكن ذكرها دون الحاجة لإيراد آخرين إلى جانبها، الأمر الذي يختلف كثيراً مع ميسي.
فيما يأتي أسماء أصحاب المراكز العشرة الأولى:
يوهان كرويف (هولندا) 86,1 في المئة.
بيليه (البرازيل) 55,6.
دييغو مارادونا (الأرجنتين) 47,8.
ماركو فان باستن (هولندا) 32,3.
زين الدين زيدان (فرنسا) 32.
دينيس برغكامب (هولندا) 24,1.
فرانتس بكنباور (ألمانيا) 12,3.
يوزيبيو (البرتغال) 12.
روماريو (البرازيل) 11,6.
ليونيل ميسي (الأرجنتين) 7,9.