رياضة ملاكمة النساء ، التي تعتبر رياضة غير قانونية في الألعاب الأولمبية منذ عام 1986 ، قد يتم إدخالها في أولمبياد بكين عام 2008 . هذا ما أعلنته آنيتا دي فرانتس رئيسة اللجنة النسوية في اللجنة الدولية الأولمبية في إجتماعها ألأخير في المغرب .
في مقابلة مع أحد الصحف قالت دي فرانس :" النساء سوف يشاركن في 27 رياضة في أولمبياد أثينا في شهر أغسطس من هذا العام، لكن ليس في رياضة الملاكمة رغم أنهن سيشاركن في كرة القاعدة الخفيفة". وأضافت :" رياضة الملاكمة سيتم قبولها ربما في أولومبياد عام 2008 في الصين" . واعربت دي فرتس عن تفاؤلها في نجاح مثل هذا القرار، وأعطت رياضة كرة السلة للنساء كمثال حين قالت من كان يعتقد أن كرة السلة التي لم تكن ضمن البرنامج حتى عام 1976 أصبحت اليوم رياضة شعبية تلعبها النساء بحماس وإثارة.
من ناحيته أعرب مايك تانكريد رئيس اللجنة الأوولمبية الأسترالية عن موافقته أنه يتوجب تشجيع النساء وإعطائهن الفرصة للمشاركة في كل الرياضيات التي يمارسها الرجال. وقال :" عدد النساء المشاركات في الألعاب الأولمبية آخذ بالإزدياد وهدفنا هو الوصول لنسبة مشاركة 50/50".
يذكر أنه في أولومبياد أثينا سيكون هناك نسبة 44% من النساء من مجموع 10600 مشارك ، وهذا إرتفاع بنسبة 38% بالمقارنة مع أولمبياد سيدني عام 2000 .
هذا وتعترف دي فرانس أن مشاركة النساء في كل الرياضيات خاصة الملاكمة ليس بالهمة السهلة، فهناك حاجة لكثير من العمل لإعطاء صورة جيدة للنساء في وسائل الإعلام وكذلك هناك حاجة لوضع إستراتيجيات تسويق لجذب الممولين. كما وأعترفت دي فرنس أن هناك حاجة لتوعية الجماهير أن المرأة يمكنها ممارسة جميع الرياضيات وهناك حاجة أن يتم تصوير المرأة ليس بناءاً على شكلها وإنما على أدائها.
يذكر أن رياضة الملاكمة ليست بالرياضة الغريبة عن العالم العربي فكان هناك العديد من البطولات العربية والأفريقية التي شاركت فيها "بنات" ملاكمات من أربع دول عربية، هي: مصر، والمغرب، والجزائر، والسودان، ويسجلن بذلك أول بادرة على حلبة الملاكمة النسائية العربية. المدهش أن الملاكمات يمارسن اللعبة دون إدراك لأبعادها المجتمعية ولا حتى الدينية، فإحدى اللاعبات المصريات "مروة بكر" تقول لنا عندما سألناها عن سماعها للحكم الشرعي في ممارسة الملاكمة: لا.. لم أسمع بتحريم الملاكمة بصفة عامة، وليس هناك فتوى على حد علمي تم نشرها بهذا الشأن، ولم يقل أحد لنا شيئًا عن ذلك، ولو تأكدت أنها حرام فعلاً، فسأراجع أمر استمراري في ممارستها. وتوضح "مروة بكر" دوافعها للممارسة بأنها ترتبط بتشجيع أسرتها للحفاظ على رشاقتها من ناحية، وللدفاع عن نفسها بعد انتشار ظاهرة "معاكسات الشوارع" للبنات من الشبان المتعطلين.
أما الملاكمة المغربية "نادية الصياد" فلم تلتفت إلا إلى حبها لهذه اللعبة، فهي تحب الألعاب العنيفة بشكل عام، حتى إنها فازت ببطولة العالم عام 1999 في "الكيك بوكسنج"، وهي لعبة تعتمد على الملاكمة باليدين والرجلين أيضا!. يذكر أن الملاكمة كلعبة رياضية عنيفة تثير جدلاً أخلاقيًا وفقهيًا؛ حيث صدر عدد من الفتاوى التي تحرم اللعبة لعدم جواز الإيذاء للآخرين، ولإهانتها لوجه الإنسان الذي كرمه الله .
والسؤال الذي لا بد منه : هل سنرى ملاكمات عربيات في أولمبياد بكين 2008 ؟ ..... ( البوابة)