مورينيو في مهب الريح عقب عناده مع كاسياس

تاريخ النشر: 10 يناير 2013 - 12:52 GMT
البوابة
البوابة

لمجرد تغيير واحد في تشكيلة ريال مدريد، أصبح المدير الفني جوزيه مورينيو في مهب الريح، وإن كانت العاصفة التي يواجهها حالياً من صنع يده.

وطالما بدا المدرب البرتغالي مستمتعاً بالجدل الدائر حوله والمشاكل التي يتورط فيها بشكلٍ مستمر على مدار مسيرته الحافلة بالإنجازات مع بنفيكا ويونياو ليريا وبورتو في البرتغال، ومع تشلسي الإنجليزي ثم إنتر الإيطالي، وحالياً مع ريال مدريد الإسباني.

وحل مورينيو في المركز الثاني بقائمة أفضل المدربين في العالم لعام 2012 خلف الاسباني فيسنتي دل بوسكي المدير الفني للمنتخب الاسباني ضمن استفتاء الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

ورغم ذلك، أثار مورينيو الجدل والشكوك لغيابه عن حفل توزيع جوائز الفيفا والذي أقيم مساء أمس بمدينة زيوريخ السويسرية.

ولم يكن مورينيو يوماً من الرجال الذين يخوضون المواجهة ويبتعدون عنها، ونادراً ما تردد في ممارسة هوايته المعتادة بالاصطدام مع المسؤولين واللاعبين البارزين ورؤوساء الأندية والمشجعين والحكام وبشكلٍ خاص مع وسائل الإعلام.

ورغم ذلك، قد يكون مورينيو قضم هذه المرة أكثر مما يستطيع مضغه إذ جاء التحدي مع إيكر كاسياس حارس مرمى الريال والمنتخب الاسباني ليجد المدرب نفسه في مواجهة موجة عاصفة من الانتقادات الجماهيرية والإعلامية.

وعلى أي حال، لا يمكن اعتبار كاسياس مجرد لاعب كبير وإنما قائد الفريق والمنتخب الإسباني.

وقاد "القديس" الريال للفوز بلقبي دوري أبطال اوروبا عامي 2000 و2002، كما لعب دوراً كبيراً في فوز المنتخب بألقاب كأس أوروبا مرتين عامي 2008 و 2012، وكأس العالم 2010.

وجرت العادة في الريال على أن يكون نجوم الفريق أكثر أهمية من المدير الفني، وعندما تحدث المشكلة، يقف النادي إلى جوار اللاعب ويفتح الباب أمام رحيل المدرب.

ويأمل مورينيو بتغيير هذا الواقع خاصة بعد نيله تأييد ومساندة فلورنتينو بيريز رئيس النادي حتى الآن.

وانتقل "ذا سبيشل ون" من إنتر إلى تدريب الريال عام 2010 ولكن ذلك لم يكن فقط بحثاً عن الراتب القياسي الذي يحصل عليه ولكن للوعد الذي حصل عليه من بيريز بأن يتمتع بسلطة هائلة في النادي، وهي السلطة والقوة التي أنكرها بيريز على المدربين السابقين للفريق الذي قضى معظمهم فترات قصيرة على رأسه.

وعندما أصر مورينيو على إقالة الارجنتيني خورخي فالدانو من منصب المدير الإداري للنادي في حزيران 2011، لبى له بيريز رغبته وإن كان ذلك على امتعاض.

وعندما أصر المدرب البرتغالي قبل شهور قليلة، على الإطاحة بالنجم الفرنسي الشهير زين الدين زيدان، لم يتأخر بيريز في الاستجابة أيضاً.

ورغم كل ما سبق، هل سيكون بيريز مستعداً للموافقة على معاملة مورينيو لكاسياس؟

وفاجأ مورينيو الجميع بوضع الحارس المخضرم على مقاعد البدلاء في آخر مباراتين للفريق أمام ملقة في 22 الشهر الماضي وأمام ريال سوسييداد الأحد الماضي مدعياً أن أنتونيو آدان الحارس البديل بحالة أفضل من كاسياس حالياً.

ولكن الحظ عاند المدرب البرتغالي إذ ظهر آدان بمستوى متواضع في المباراة التي خسرها الريال 2-3 أمام ملقة ليتسع الفارق بين الريال صاحب المركز الثالث في الدوري الإسباني ومنافسه برشلونة المتصدر إلى 16 نقطة.

وفي مباراة الفريق التالية أمام سوسييداد، عاند الحظ مورينيو مجدداً عندما طُرد آدان بعد ست دقائق فقط من بداية المباراة ليضطر للدفع بكاسياس.

وأوضحت وسائل الإعلام أن مورينيو حاول بهذه الأزمة مع كاسياس أن يحفز بيريز ويدفعه لإقالته ومساعديه حتى يستفيد ومساعدوه من التعويض الذي سيدفعه النادي لهم نظير الفترة المتبقية في عقودهم والتي تمتد حتى 2016.

كما شهدت الفترة الماضية جدلاً هائلاً اشعل مورينيو جزءاً منه بنفسه، بشأن حرص المدرب البرتغالي على العودة للتدريب في الدوري الإنجليزي.

ورفض مورينيو الإفصاح خلال عطلة أعياد الميلاد عن الحارس الذي سيدفع به في لقاء سوسييداد قبل أن يدفع بآدان ضمن التشكيلة الأساسية مجدداً عكس رغبة المشجعين وبيريز كما أوضحت وسائل الإعلام.

ولذلك، لم يكن غريباً أن تنتشر اللافتات المطالبة بإقصاء مورينيو قبل أن تتبخر خطط الأخير بطرد آدان اثر خشونة واضحة مع كارلوس فيلا ليعود كاسياس لحراسة عرين الريال.

ورغم فوز الريال 4-3، عاد مورينيو لمواجهة العاصفة وغضب الجماهير.

وقال مورينيو: "إذا أطلقت الجماهير صافراتها ضدي بسبب قرار وضع إيكر (كاسياس) على مقاعد البدلاء، فلا بأس، وإذا كانت الصافرات للأداء السيء من الفريق، فأنا أتقبله... من الرائع أن تطلق الجماهير صافراتها عند سماع اسمي وأن يساعدوا الفريق مثلما يفعلون".

يذكر أن كاسياس شارك أساسياً أمس خلال مباراة الريال أمام ضيفه سيلتا فيغو (4-0) في إياب دور الـ 16 من مسابقة كأس ملك إسبانيا، وقد أنقذ القديس مرمى الميرينغي في أكثر من مناسبة مؤكداً علو كعبه.