يسعى مونتيري المكسيكي لتجاوز العملاق الإنجليزي تشلسي الساعي بدوره لتعويض خيبته الأوروبية، وذلك عندما يقارعه اليوم الخميس في نصف نهائي كاس العالم للأندية الذي يقام حالياً في اليابان.
ويمر تشلسي الذي يشارك في البطولة القارية للمرة الأولى بعدما حقق الموسم الماضي بقيادة المدرب المؤقت حينها الإيطالي روبرتو دي ماتيو حلم الفوز بدوري أبطال أوروبا، بفترة صعبة هذا الموسم إذ فقد لقب المسابقة القارية بعد أن حل ثالثاً في مجموعته خلف يوفنتوس الإيطالي وشاختار الأوكراني.
كما أنه يعاني كثيراً في الدوري المحلي الذي كان يتصدره مستهل الموسم بعد فوزه في سبع مباريات من أصل 8 (تعادل في الأخرى) قبل أن يستضيف مانشستر يونايتد في المرحلة التاسعة ويخسر أمامه (2 - 3) في 28 تشرين الأول الماضي مما تسبب بفقدان توازنه ودفع مالكه الملياردير الروسي رومان آبراموفيتش للتخلي عن خدمات دي ماتيو والإستعانة بالإسباني رافاييل بينيتيز المغضوب عليه من قبل جماهير النادي.
لكن الأمور لم تتغير بصورة جذرية تحت قيادة مدرب ليفربول السابق، إذ تعادل البلوز في مباراته الأولى معه ضد مانشستر سيتي، ثم أمام فولهام، قبل أن يسقط أمام جاره ويست هام يونايتد للمرة الأولى منذ الثالث من أيار 2003.
ويبدو أن الوضع بدأ يتحسن مؤخراً بعد أن حقق النادي اللندني فوزه الأول السبت الماضي على حساب سندرلاند (3-1) في مبارياته الثماني الأخيرة في الدوري، والأول في البريميير ليغ بقيادة بينيتيز الذي يبحث اليوم عن فوزه الثالث مع البلوز.
وستكون كأس العالم بالتالي الوسيلة المثلى لتشلسي حتى يُنسي جماهيره خيبة دوري الأبطال ومعاناة الدوري المحلي، لكن بينيتيز يعلم أن الفوز بهذه البطولة قد لا يكون كافياً بالنسبة له من أجل مواصلة مشواره مع الفريق حتى نهاية عقده الصيف المقبل، إذ سبق له أن توج بلقب البطولة عام 2010 مع إنتر الإيطالي على حساب مازيمبي الكونغولي بطل إفريقيا حينها (3-0)، إلا أن ذلك لم يمنع النيراتزوري من التخلي عن خدماته بعد التتويج مباشرة.
وقد ذكرت بعض التقارير أن المدرب آفرام غرانت سيخلف بينيتيز حتى نهاية الموسم بانتظار تعاقد محتمل مع مدرب برشلونة سابقاً بيب غوارديولا الذي سيتقاضى 20 مليون جنيه استرليني سنوياً في حال استلم الإشراف على الفريق اللندني.
ويبدو أن آبراموفيتش الذي اختبر العمل مع ثمانية مدربين منذ وصوله إلى تشلسي قبل 9 أعوام ونصف، وضع غوارديولا نصب عينيه لكي يتولى الإشراف على النادي وقيادته إلى مجد مماثل لذلك الذي حققه المدرب الإسباني الشاب مع برشلونة حين قاده للفوز بـ 14 لقباً خلال المواسم الأربعة التي أمضاها معه.
وذكر موقع "إي إس بي إن" الرياضي أن آبراموفيتش سيعرض على غوارديولا عقداً يمتد لأربعة أعوام يتقاضى بموجبه 20 مليون جنيه إسترليني سنوياً إضافة للمكافآت التي سترفع راتب المدرب الإسباني عن الأعوام الأربعة إلى أكثر من 100 مليون جنيه، مما سيجعله دون أدنى شك المدرب الأكثر تقاضياً للأجور في العالم.
وحاول آبراموفيتش سابقاً أن يغري "بيب" للإشراف على تشلسي، لكنه يبدو هذه المرة بأمس الحاجة لمدربٍ من طراز الإسباني من أجل النهوض من كبوته وإرضاء الجماهير التي اعترضت كثيراً على إقالة دي ماتيو والتعاقد مع بينيتيز.
ومن المؤكد أن بينيتيز يدرك بأنه سينضم إلى ضحايا آبراموفيتش والتي تضم الإيطالي كلاوديو رانييري (أقيل من منصبه في أيار 2004)، والبرتغالي جوزيه مورينيو (رحل في أيلول 2007)، وآفرام غرانت (أيار 2008)، والبرازيلي لويز فيليبي سكولاري (شباط 2009)، والإيطالي كارلو أنشيلوتي (أيار 2011)، والبرتغالي أندريه فيلاش بواش (آذار 2011)، علماً بأن هناك مدربين استلما الإشراف على الفريق مؤقتاً خلال حقبة الملياردي الروسي هما الهولندي غوس هيدينك (من شباط 2009 حتى أيار من العام ذاته)، ودي ماتيو بالذات (من آذار 2012 حتى نهاية الموسم قبل أن يوقع بشكل نهائي).
مونتيري يثير القلق
وبغض النظر عما سيحصل في المستقبل القريب أو البعيد، سيسعى بينيتيز جاهداً لتجنيب فريقه خيبة إضافية على يد مونتيري الذي ثأر لنفسه وبلغ الدور نصف النهائي للمرة الأولى في تاريخه بعد تخطيه عقبة أولسان هيونداي الكوري الجنوبي بطل آسيا بالفوز عليه 3-1.
ويدين مونتيري الذي أصبح رابع فريق مكسيكي يصل إلى الدور نصف النهائي بعد أميركا (حل رابعاً عام 2006)، وباتشوكا (حل رابعاً عام 2008)، وأتلانتي (حل رابعاً عام 2009) إضافة إلى نيكساكا الذي حل ثالثاً عام 2000 حين كانت البطولة بنظام مجموعتين يتأهل عنهما المتصدران إلى النهائي، إلى لاعب ليون الفرنسي السابق الأرجنتيني سيزار ديلغادو الذي سجل ثنائية في ربع الساعة الأخير بعد أن افتتح زميله خيسوس كورونا رويس التسجيل منذ الدقيقة الثامنة.
ويقول فيكتور فوسيتيتش مدرب مونتيري أن فريقه لن يستطيع منع منافسه تشلسي من التسجيل في مباراتهما بنصف النهائي لكنه لا يزال يؤمن بقدرة النادي المكسيكي على تحقيق أكبر انتصار في تاريخه على الإطلاق.
وسجل تشلسي 9 أهداف في آخر مباراتين له عقب بداية صعبة تحت قيادة المدرب المؤقت رافاييل بنيتز إذ سجل المهاجم فيرناندو توريس أربعة أهداف بعد فترة غياب طويلة.
وثأر مونتيري لنفسه ومحا ذكريات الخروج من الدور ذاته الموسم الماضي على يد كاشيوا ريسول (بركلات الترجيح بعد تعادلهما 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي) في أول مشاركة له في هذه البطولة، وبات يأمل بتحقيق المفاجأة وحرم الإنجليز من فرصة الفوز بالكأس للمرة الثانية بعد عام 2008 حين توج بها مانشستر يونايتد الذي كان قد حصل على تذكرته إلى اليابان بعد تغلبه على تشلسي بالذات في نهائي دوري أبطال أوروبا.
ويأمل البلوز أن يكون خير ممثل للقارة العجوز وأن يبقي الكأس أوروبية لأن برشلونة الإسباني بقيادة نجمه المتألق الأرجنتيني ليونيل ميسي توج باللقب الموسم الماضي بفوزه الساحق على سانتوس البرازيلي 4-0.
وتتفوق أندية أوروبا على نظيرتها الأميركية الجنوبية بخمسة ألقاب مقابل ثلاثة في البطولة بنظامها الجديد اعتباراً من عام 2000، حيث فازت بنسخها الثلاث الأولى فرق برازيلية هي كورينشيانس وساو باولو وإنترناسيونال أعوام 2000 و2005 و2006، قبل أن تنتقل السيطرة إلى الفرق الأوروبية عبر ميلان الإيطالي (2007)، ومانشستر يونايتد (2008)، وبرشلونة (2009)، وإنتر (2010)، وبرشلونة مجدداً (2012).