يستمر صراع حبس الأنفاس بين سائقَي مرسيدس بطل العالم سبع مرات البريطاني لويس هاميلتون الساعي إلى تحقيق انطلاقته المئة في التجارب الرسمية والفوز الثالث هذا العام، وسائق ريد بول الهولندي ماكس فيرستابن الطامح للفوز بلقبه الأول في الفئة الأولى في جائزة إسبانيا الكبرى على حلبة برشلونة، المرحلة الرابعة من بطولة العالم لفورميولا ون الأحد.
ووصلت المنافسة إلى ذروتها بعد انتهاء ثلاث مراحل في حين لم تترجم الترجيحات التي رافقت التجارب الشتوية على حلبة صخير البحرينية قبل انطلاق الموسم الحالي على مسار الحلبات والتفوق الذي أظهرته حظيرة ريد بول النمساوية، فخالف هاميلتون التوقعات بتصدره ترتيب السائقين برصيد 69 نقطة متقدماً بفارق 8 نقاط عن “ماد ماكس”.
وفاز هاميلتون في السباق الافتتاحي في البحرين وأعاد الكرة في البرتغال الأحد، ما جعله يتربع على الصدارة كما اعتاد أن يفعل في الأعوام الأخيرة، فيما كان الفوز في جائزة إيميليا رومانيا على حلبة إيمولا من نصيب فيرستابن، فيما استعرت المنافسة على أسرع لفة خلال السباق التي تمنح صاحبها نقطة يتيمة.
البحث عن تتويج جديد
يسعى هاميلتون لتحقيق فوزه الخامس على التوالي في كتالونيا منذ عام 2017 والسادس في مسيرته بعد فوز أول في عام 2014 ليعادل الرقم القياسي بحوزة الأسطورة الألماني ميكايل شوماخر (6).
وفي حال تمكن من تسجيل أسرع توقيت في “امتحان” السبت، فسيحتفل بهذا الإنجاز للمرة المئة في مسيرته، بعدما حرمه زميله الفنلندي فالتيري بوتاس من هذا الشرف بتفوقه عليه بفارق 0.007 ثانية الأسبوع الماضي على حلبة بورتيماو البرتغالية.
وبرز فيرستابن وريد بول كمنافسين شرسين على اللقب، مما انعكس إيجاباً على البطولة العالمية وعلى المشاهدين، فيما أكد مدير مرسيدس النمساوي توتو وولف أنه يستمتع بالأحاسيس ذاتها التي شعر بها حين علم أن “الأسهم الفضية” ستدخل بمنافسة مع فريق ريد بول المهيمن حينها على البطولة (أحرز لقب السائقين والصانعين بين عامي 2010 و2013)، قبل سبعة أعوام.
وقال وولف “عندما كنا متأخرين في التجارب (الشتوية) في البحرين، حدثت ضجة لم أشعر بها في الفريق منذ عام 2013، عندما توارد لنا أننا سنكون هنا (في فورميولا ون)”، مضيفاً “الجميع متحمس ولا يزال. أريد أن أكون سعيداً بعد أبو ظبي في نهاية العام لكن في الوقت الحالي، سنخطو خطوة واحدة في كل مرة”.
وفي وقت يواصل هاميلتون إظهار جميع قدراته القيادية وموهبته التي حولته إلى “بطل متسلسل” حقق 97 فوزاً في مسيرته حتى الآن، مع حرفة سباق لا تشوبها شائبة واحتراف بارع وتركيز فولاذي، تغيّرت معالم ورغبات مطارده المباشر فيرستابن هذا العام.
يبدو واضحاً أن أنظار الهولندي تتركز على الصورة الكبيرة، أي على المركز الأول على عتبة منصات التتويج، وهو أمر أكده مدير بطولة فورميولا ون البريطاني روس براون.
ورأى أنه “من الواضح أن ماكس فيرستابن يقارب هذه البطولة بطريقة مختلفة لأنه، وأخيرا، بات يملك سيارة قادرة على الفوز باللقب”.
ومن بين السائقين الذين يملكون بين أوراقهم العديد من الأسباب للتألق في برشلونة، العائد إلى البطولة الإسباني كارلوس ساينس سائق آلباين (رينو سابقاً).
ويبدو أن بطل العالم مرتين سابقاً مع رينو بدأ يجد نفسه مع فريقه الجديد – القديم، حيث تمكن من حصد النقاط للسباق الثاني على التوالي إثر تألقه في ألغارفي حيث حل ثامناً وبعد وصوله خامساً على حلبة إيمولا.
ووصف السائق المخضرم قبل خوض غمار منافسات جائزته الكبرى ما عاشه في البرتغال بـ ”الرائع، لقد استمتعت”.
وتابع “كنا نتنافس مع سيارة لماكلارين وأخرى لفيراري، وهو أمر لم نكن نفكر فيه في إيمولا أو البحرين. لذا اعتقد أننا خطونا خطوة كبيرة من ناحية أداء السيارة”.
ويحتل “الماتادور” المركز 12 في ترتيب السائقين متأخراً بفارق 9 مراكز و32 نقطة عن سائق ماكلارين البريطاني لاندو نوريس الثالث وصاحب الأداء الرائع في بداية العام مع وصوله ثلاث مرات ضمن المراكز الخمسة الأولى.
في المقابل يغرد سائق هاس “الروكي” الروسي نيكيتا مازيبين خارج السرب في صورة سلبية عكسها منذ وصوله إلى فورميولا ون في أول ثلاثة سباقات له.
