2016 عام للنسيان في مسيرة ميسي

تاريخ النشر: 27 ديسمبر 2016 - 05:18 GMT
ليونيل ميسي وخيبة الأمل بعد نهائي كوبا أميركا
ليونيل ميسي وخيبة الأمل بعد نهائي كوبا أميركا

مزيد من خيبات الأمل والإحباطات، قليل من الاحتفالات واللحظات السعيدة هكذا سيكون عنوان 2016 في مسيرة نجم كرة القدم الأرجنتيني ليونيل ميسي مهاجم برشلونة.

وعلى عكس المتوقع، أنهى ميسي 2016 بدون ألقاب فردية كبيرة وسط اتهامات وإدانة جنائية بالتهرب الضريبي مقابل إخفاقات جديدة مع منتخب بلاده ولحظات سعادة قليلة مع البارسا.

وفاز "ليو" مع برشلونة بلقبي الدوري وكأس ملك إسبانيا الموسم الماضي، كما كان الأكثر تسجيلاً للأهداف هذا العام برصيد 59 هدفاً مع برشلونة والمنتخب الأرجنتيني، وأنهى العام بعرض رائع أمام اسبانيول قاد فيه البلاوغرانا للفوز بنتيجة 4-1.

ولكن هذا كله لم يمنع المذاق اللاذع لمسيرة ميسي في عام 2016 والذي تجلى في إخفاقه مع المنتخب في الفوز بلقب كوبا أميركا في نسختها المئوية بالولايات المتحدة، إضافة لفوز منافسه التقليدي البرتغالي كريستيانو رونالدو بجائزة الكرة الذهبية المقدمة من مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية لأفضل لاعب في العالم.

وأحرز رونالدو عدداً أقل من رصيد ميسي من الأهداف خلال 2016 حيث سجل 55 هدفاً فحسب، إلا أنه توج مع المنتخب البرتغالي بلقب كأس أوروبا (يورو 2016) بفرنسا وبألقاب دوري أبطال أوروبا وكأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية مع ريال مدريد.

ومثل ميسي أمام القضاء الإسباني في 2016 بتهمة التهرب من سداد ضرائب قيمتها 1ر4 مليون يورو (5ر4 مليون دولار) بين عامي 2007 و2009 وهو ما تسبب في زيادة العبء الذهني على اللاعب قبل خوض فعاليات كوبا أميركا التي خسر فيها المباراة النهائية أمام منتخب تشيلي بركلات الترجيح.

ودافع ميسي عن نفسه أمام المحكمة مطلع يونيو الماضي، وأكد: "لم أكن أعلم أي شيء، كما قال والدي من قبل. اعتدت لعب كرة القدم. وثقت بالمحامين الذين تولوا هذا الأمر ولم تكن لدي أية فكرة عن الموضوع".

وبعد شهور من تصدره عناوين الصحف والتقارير الإعلامية بسبب هذه القضية، مثل النجم الأرجنتيني مجدداً أمام المحكمة.

وبعد جلسة استماع لأقوال اللاعب استغرقت أكثر من ثلاث ساعات، لم يتردد المحامي العام الإسباني في وصف ميسي بأنه زعيم عصابة فيما دافع هداف البارسا عن نفسه مؤكداً بأنه بريء من هذه الاتهامات وأنه وثق بمحاميه.

وفي انتظار الحكم القضائي، سافر "ليو" إلى الولايات المتحدة للمشاركة في كوبا أميركا على أمل تعويض هذه المشاكل من خلال إحراز لقب النسخة المئوية من البطولة القارية.

وبعد عام من الخسارة أمام منتخب تشيلي في نهائي كوبا أميركا 2015، وبعد عامين من الخسارة أمام ألمانيا في نهائي كأس العالم 2014 بالبرازيل، كانت الفرصة سانحة أمام ميسي لتعويض كل هذا ولكنه والفريق الأرجنتيني سقطا مجدداً في المباراة النهائية أمام منتخب تشيلي بركلات الترجيح.

ولعبت مهارة وأهداف ميسي دوراً لا يمكن التغاضي عنه في بلوغ الفريق لنهائي البطولة حيث اجتاز مواطنه السابق غابرييل باتيستوتا وتربع على قمة قائمة هدافيه عبر التاريخ.

ولكن المنتخب الأرجنتيني بقيادة المدرب خيراردو مارتينو سقط مجدداً أمام منتخب تشيلي في النهائي علماً بأن ميسي ساهم في هذا بعدما أطاح بركلة الترجيح التي سددها عالياً، وهو ما حدث معه مرة واحدة فقط مع برشلونة.

وبعدها بدقائق، ووسط أجواء الحزن والإحباط التي سيطرت عليه لخسارة النهائي القاري، أعلن الهداف اعتزاله الدولي.

وقال ميسي في 26 يونيو على ملعب ميتلايف في نيو جيرزي: "إنه أمر لا يمكن تصديقه، ولكننا لم نحرز اللقب، خسرت أربع مباريات نهائية منها ثلاث مباريات على التوالي. الحقيقة أنه أمر مخزٍ".

وجاء قرار ميسي باعتزال اللعب الدولي بمثابة صدمة كبيرة للجماهير الأرجنتينية.

ومثلما حدث في كل إخفاق سابق للفريق، وجهت أصابع الانتقاد إلى ميسي ثم خرجت المسيرات تتوسل إلى النجم الكبير بالعدول عن قرار الاعتزال الدولي.

وبالفعل، عدل "البرغوث" عن قراره في أغسطس الماضي وعاد للمشاركة مع الفريق في المباريات الدولية.

وقال ميسي في إشارة جديدة إلى تزايد نضجه الذهني: "أعشق بلدي وأحب هذا القميص كثيراً، علينا إصلاح بعض الأمور في الكرة الأرجنتينية، ولكني أفضل أن يكون هذا داخلياً وألا يتم انتقادي من الخارج".

وبعدها بأيام، أصدرت المحكمة الإسبانية حكمها على كل من ميسي ووالده بالسجن 21 شهراً مع إيقاف التنفيذ، ولم يدخل الثنائي السجن، لكن هداف البلاوغرانا تعلم كثيراً من هذه التجربة.

ويطمح ميسي الآن في أن يكون عام 2017 أفضل من العام الحالي علماً بأنه سيفتتح العام بالزواج من صديقته أنتونيلا روكوتزو التي أنجبت منه طفلين، كما يأمل ميسي في إحراز المزيد من الألقاب مع برشلونة الذي قد يجدد عقده معه خلال 2017 أيضاً.