ابقى الرئيس الاميركي جورج بوش على تشدده حيال العراق معلنا تصميمه على تغيير نظام صدام حسين، فيما نقل الجيش الاميركي مروحيات جديدة من المانيا الى الكويت. الى ذلك اعلنت المعارضة ان واشنطن طلبت منها تقديم اسماء لتدريبهم على الاسلحة.
اعلن الرئيس الاميركي جورج بوش اليوم الاثنين ان هدف السياسة الاميركية لا يزال التوصل الى تغيير النظام في العراق.
ورفض بوش تشبيه وضع كوريا الشمالية بوضع العراق مؤكدا ان العراق "حالة فريدة". وكان الرئيس الاميركي يتحدث للصحافيين اثر لقاء في البيت الابيض مع الامين العام لحلف شمال الاطلسي جورج روبرتسون.
وقال "ان السياسة التي تنتهجها الولايات المتحدة هي سياسة تغيير النظام في العراق لان صدام حسين تجاهل الامم المتحدة خلال احد عشر عاما".
واوضح ان ان تلك كانت "سياسة الادارة السابقة وسياسة هذه الحكومة لاننا لا نعتقد انه (صدام حسين) سيتغير".
واضاف "لكن اذا عمل مع الامم المتحدة (..) عندها يمكننا ان نعتبر ان نظامه قد تغير".
واوضح بوش "ان السياسة التي تنتهجها الولايات المتحدة هي سياسة تغيير النظام في العراق لان صدام حسين تجاهل الامم المتحدة خلال احد عشر عاما".
واوضح ان تلك كانت "سياسة الادارة السابقة وسياسة هذه الحكومة لاننا لا نعتقد انه (صدام حسين) سيتغير".
واضاف ان "الامم المتحدة تبنت احد عشر قرارا لحل حالة هذا الرجل وكل هذه القرارات تدعو من بين ما تدعو اليه، الى نزع الاسلحة. وخلال احد عشر عاما كان رده لا ارفض نزع الاسلحة".
واوضح ان "ما يزيد من حالته الفريدة ايضا انه استعمل الغاز ضد شعبه وانه استعمل اسحلة دمار شامل ضد دول مجاورة للعراق وضد مواطنيه. وهو يرغب في امتلاك سلاح نووي وقال بوضوح انه يكره الولايات المتحدة واصدقاءنا".
واضاف "لكن اذا عمل من اجل تلبية جميع شروط الامم المتحدة، الشروط التي اعلنتها بوضوح وبشكل تمكن العالم باسره من فهمها، عندها سيشكل هذا الامر اشارة عن ان نظامه قد تغير".
في هذه الاثناء، اعلن مسؤول اميركي اليوم الاثنين ان الجيش الاميركي بصدد نقل عشرين مروحية من نوع اباتشي اي اتش-64 من اوروبا الى الكويت في اطار تعزيز قواته في الخليج.
وقال ان هذه العملية التي بدأت الاسبوع الماضي تشمل 450 جنديا ينتمون الى كتيبة الطيران الحادية عشرة ومقرها ايليشيم (المانيا) وكذلك ست مروحيات من طراز يو اتش-60 بلاك هوك.
وكانت هذه المروحيات قد نشرت في البانيا في 1999 خلال الحرب التي شنها الحلف الاطلسي ضد صربيا ولكنها لم تستعمل في الصراع اذ كانت واشنطن تخشى على امن عسكرييها.
ولكنها استعملت خلال حرب الخليج 1991 لتدمير رادارات عراقية متقدمة في بدء الحملة الجوية.
وفي الغضون ، اعلن "المؤتمر الوطني العراقي" المعارض ان وزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون" ستدرب نحو خمسة الاف معارض عراقي في الولايات المتحدة. وتحدث رئيس "المجلس الاعلى للثورة الاسلامية" في العراق آية الله محمد باقر الحكيم عن معلومات يملكها مفادها ان الرئيس العراقي صدام حسين سيأمر باستخدام الاسلحة الكيميائية في حال الحرب.
"المؤتمر الوطني"
في لندن، صرح ناطق باسم " المؤتمر الوطني العراقي" رفض ذكر اسمه وقال انه مكلف تقديم لائحة المتطوعين للتدريب العسكري: "كنت في واشنطن الاسبوع الماضي. اجرينا محادثات مع البنتاغون. في الواقع، قالوا لنا انهم يريدون برنامج تدريب خمسة آلاف رجل. وسنقدم لهم اللائحة لقد اعطينا اسماء. ونحن في منتصف الطريق (...) انه امر صعب لان لدينا عددا كبيرا من المتطوعين (...) اننا نعطي اللائحة وهي (واشنطن) تحقق في كل اسم لاسباب امنية. واذا بدا ان كل شيء مقبول، يتولون الامور ويؤمنون برنامج التدريب". وأضاف: " قالوا لنا خمسة آلاف في بداية التدريب وربما عشرة الاف في ما بعد".
ونقلت صحيفة "الواشنطن بوست" عن مصادر عسكرية وفي ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش ان "البنتاغون" كان احتفظ بخمسة الاف عراقي لاطلاق المرحلة الاولى من التدريب، من غير ان توضح المكان لكن الناطق باسم " المؤتمر الوطني العراقي" قال ان "ما فهمناه هو ان التدريب سيبدأ في الولايات المتحدة وينتقل في ما بعد الى الخارج" وافاد ان المجندين "في غالبيتهم من خارج العراق، وهم لاجئون ربما في الاردن وايران وتركيا او ايضا في اوروبا او بريطانيا. ويقيم البعض منهم في الولايات المتحدة". وأكد انه سينفق نحو 92 مليون دولار على هذه العملية، لافتا الى انها "ليست اموالا نقدية. انها القيمة المقدرة للتدريبات. فالكلفة المقدرة للفرد الواحد تصل الى عشرة آلاف دولار".
وقالت الصحيفة ان "المؤتمر الوطني العراقي" سيتبلغ خلال الاسبوع ومشاريع تهدف الى تاهيل المجندين العراقيين على التقنيات الاساسية للمعارك والاستخبارات الميدانية اضافة الى الترجمة للوحدات الاميركية في حال شن هجوم بري. وسيدرب آخرون على على تحديد اهداف القنابل الموجهة باللايزر ميدانيا وادارة معسكر لاسرى الحرب في العراق.
و"المؤتمر الوطني العراقي" الذي انشىء في 1992 في لندن، هو ائتلاف حركات المعارضة الداخلية او في المنفى التي تضم مختلف التيارات المعارضة للنظام في بغداد من اسلاميين وشيوعيين وقوميين. واعلنت الادارة الاميركية مطلع تشرين الاول صرف مساعدة بقيمة ثمانية ملايين دولار لهذا الائتلاف كانت جمدت في ايار الماضي اثر اتهامات بسوء الادارة.
الحكيم
وفي طهران، أكد الحكيم الذي يرأس ابرز حركات المعارضة الشيعية العراقية والمعارض لشن اي هجوم على العراق، انه اذا حصلت الحرب "فان وحدات عراقية عدة سترفض القتال" لانها "لا تدعم النظام".
وقال في مؤتمر صحافي: "أظهر( صدام) في الماضي انه لا يتردد في (اللجوء الى الاسلحة الكيميائية). لدينا معلومات مفادها انه يستعد للتصدي للهجوم باسلحة كيميائية"، الا انه "من غير المؤكد احترام الضباط لاوامره". واضاف ان "على الشعب العراقي ان يطيح صدام حسين وليس على اي قوة اجنبية"، خصوصا ان "الشعب العراقي كان على وشك تحقيق ذلك" في 1991 عندما سيطر الشيعة والاكراد غداة حرب الخليج على عدد من المدن الكبرى قبل ان يقمع الجيش العراقي، الذي ظلَّ مواليا لصدام، بالقوة حركتهم الثورية. واشار الى ان الولايات المتحدة "اعطت آنذاك الضوء الاخضر" لعملية القمع.
ودعا الحكيم الى "تأليف حكومة داخلية تمثل القوى العراقية كافة، العرب والاكراد والتركمان وكل الاقليات الوطنية" بعد قلب نظام الحكم. وحذر من "ان الشعب العراقي لن يقبل" بتأليف حكومة عسكرية موقتة كما تنوي الولايات المتحدة بعد اطاحة النظام القائم بالقوة. و"لقد قلنا ذلك للاميركيين وسمعونا". وسئل عمن يمكن ان يشارك في هذه "الحكومة الداخلية"، فلم يجب، كما لم يقل ما اذا كان سيقبل هو شخصيا القيام بدور ما—(البوابة)—(مصادر متعددة)