بوش يتوعد''أسوأ'' قادة العالم.. ورامسفيلد يعتقد ان الضربات الجوية لا تكفي لاسقاط صدام

تاريخ النشر: 30 يوليو 2002 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

توعد الرئيس الاميركي جورج بوش مجددا بالقضاء على من وصفه بـ"اسوأ قادة العالم" في اشارة واضحة الى حكام العراق وايران. وفي هذه الاثناء اعرب رامسفيلد عن اعتقاده ان الضربات الجوية وحدها لا تكفي لاسقاط صدام كما قال ان الاسلحة العراقية مخبأ تحت الارض على عمق كبير. وقالت اسرائيل انها جاهزة للرد على أي هجوم عراقي. فيما جددت موسكو وطهران معارضتهما أي عمل عسكري. 

بوش 

قال الرئيس الاميركي جورج بوش امام مجموعة من الجمهوريين في تشارلستون بولاية كارولينا الجنوبية، في جنوب شرق الولايات المتحدة "سنرد بحزم دفاعا عن الحرية ايا يكن الثمن. وهذا يعني ايضا انه لا يمكننا ان نترك اسوأ قادة العالم يبتزون الولايات المتحدة وحلفاءها واصدقاءها بأسوا اسلحة العالم". واضاف ان من الضروري ايضا التصدي "لاولئك الذين يفكرون في الانضمام الى مجموعات ارهابية" لان "هذا يتعلق بمستقبلنا ويتعين علينا استخدام قوتنا وثروتنا لجعل القرن الحادي والعشرين قرن سلام وامل وحرية".  

رامسفيلد: الضربات الجوية لا تكفي 

وفي سياق التحضير لهجوم اميركي على العراق، قال دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الاميركي ان عددا كبيرا من المواقع العسكرية العراقية الكيماوية والبيولوجية والنووية "مدفونة على عمق كبير" ويصعب تدميرها باستخدام السلاح الجوي فقط. 

ورفض رامسفيلد في التصريحات التي ادلى بها الاثنين ان يكشف عن كيف ستتعامل واشنطن مع تلك المخزونات من الاسلحة القاتلة ومع منشات الابحاث لكنه هاجم التقارير الاخيرة المتناقضة بشأن خطط اميركية لشن هجوم بري وجوي للاطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين. 

وقال خلال مؤتمر صحفي بمقر قيادة القوات الاميركية المشتركة بسافولك بفرجينيا "العراقيون يفعلون الكثير على عمق دفين". 

وقال رامسفيلد ان "العراقيين يملكون اسلحة كيميائية وبيولوجية ويريدون امتلاك اسلحة نووية، لكنهم تعلموا كيف يخبئون منشآتهم وينقلونها ويخدعون الولايات المتحدة". واضاف ان "الفكرة المتمثلة في ان في الامكان القيام به (التدمير) بسهولة تنطلق من مفهوم خاطىء للوضع" والامر يتعلق اذاً "بمهمة اوسع مما هو مقترح".  

ولم يوضح ما تعتزم واشنطن القيام به لاطاحة الرئيس العراقي.  

وصرح رامسفيلد بان العراقيين استفادوا من المعلومات التي حصلوا عليها من جواسيس اميركيين فروا الى الاتحاد السوفيتي وروسيا وتعلموا كيف يخفون "الموقع المحدد" للاهداف العسكرية. 

وقال وزير الدفاع الاميركي للصحفيين "لا تصدقوا كل ما تقرأون" وسخر من تقرير نشر في واشنطن بوست في مطلع الاسبوع جاء فيه ان عددا كبيرا من القادة العسكريين الاميركيين يفضلون السياسة الاميركية الحالية "لاحتواء" الرئيس العراقي لا الاطاحة به بالقوة العسكرية. 

وكان رامسفيلد يتفقد مناورات "تحدي الالفية 2002" وهي مناورات واسعة عبر اجهزة الكومبيوتر وعبر تدريبات فعلية ميدانية لتقويم قدرة مختلف الجيوش الاميركية على القتال بطريقة افضل. وقد بدات هذه المناورات الاسبوع الماضي في الولايات المتحدة وتستمر حتى 15 آب/اغسطس.  

وفي سياق مماثل، نقلت صحيفة "فايننشل تايمز" اليوم عن مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) قوله ان صدام حسين يؤجج النزاع الاسرائيلي الفلسطيني ليحول الانظار الدولية عن برامجه للحصول على اسلحة الدمار الشامل. 

وقال مساعد وزير الدفاع الاميركي دوغ فايث "ان العراق يقوم بوعي منه وبشكل منتظم بصب الزيت على نار العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية" عبر تقديم اموال لعائلات الانتحاريين الفلسطينيين. 

وهددت واشنطن مرارا بشن هجوم على العراق للاطاحة بنظام الرئيس صدام حسين الذي تتهمه بانتاج اسلحة للدمار الشامل. 

واضاف فايث ان صدام حسين "يعتقد انه كلما شجع العمليات الانتحارية ضد الاسرائيليين كلما حول انتباه العالم عن مشكلة النظام الديكتاتوري العراقي وبرامجه للحصول على اسلحة الدمار الشامل وعن انشطته الارهابية". 

واستبعد المسؤول الاميركي ان يؤدي اي هجوم اميركي على العراق الى تدهور العلاقات الاميركية مع دول المنطقة معتبرا ان اقامة نظام جديد في بغداد سيولد املا جديدا للسلام في المنطقة. 

ربما لا يزال واردا، ذلك ان العملية قد تتطلب هذا العدد من الجنود لضمان عدم حصار القوات التي ستنزل في بغداد او عزلها عن مصادر الامداد.  

ورفض الناطق باسم "البنتاغون" بريان وايتمان التعليق على هذه المعلومات. وقلل الناطق باسم البيت الابيض آري فليشر اهمية التسريبات قائلا انها شديدة التناقض مع تسريبات اخرى نشرت اخيرا في الصحف في شأن خطة لاجتياح كثيف للعراق.  

اسرائيل 

وعلى هذا الصعيد، قال وزير الدفاع الاسرائيلي الاسبق موشي ارينز ان اسرائيل الان اكثر قدرة على الانتقام من الهجمات الصاروخية العراقية مما كانت اثناء حرب الخليج عام 1991 وانها جهزت انظمة جديدة للاستطلاع والدفاع الصاروخي. 

وفي رده على سؤال عن انتقام عراقي محتمل قال ارينز الذي كان وزير للدفاع اثناء حرب الخليج وهو الان عضو بالبرلمان الاسرائيلي "اعتقد ان بعض الاسباب التي كانت تبرر عدم القيام باي شيء في ذلك الوقت... لا توجد في الوقت الحالي." 

وقال ارينز ان العراق لديه عدد صغير من صواريخ سكود لها قدرات كيماوية وربما بيولوجية وكذلك رؤوس حربية تقليدية لكن النظام الدفاع الصاروخي الاسرائيلي الجديد أرو/2 جاهز لاداء مهمته. 

ونظام أرو/2 الذي تم تطوير بالتعاون مع برنامج "حرب النجوم" الامريكي وتم نشره في ارجاء اسرائيل على مدى الاعوام الثلاثة الماضية يستخدم الصواريخ في اسقاط الصواريخ المهاجمة. 

واشار ارينز الى تفوق تكنولوجي اخر لاسرائيل يتمثل في قمر التجسس الاصطناعي افق/5 الذي وضعته مؤخرا في مدار حول الارض. وقال انه اثناء حرب الخليج احبطت الولايات المتحدة عملية كانت اسرائيل تعتزم القيام بها لمهاجمة قاذفات صواريخ سكود بان امتنعت عن اطلاع اسرائيل على صور الاقمار الاصطناعية لغرب العراق. 

واضاف ارينز قائلا امام مجموعة من الدبلوماسيين والصحفيين الاجانب "اليوم اذا شعرنا بقلق لما يحدث في منطقة قد تطلق منها الصواريخ ضد إسرائيل فان لدينا قدراتنا الخاصة للاستطلاع والتجسس".  

روسيا 

وعلى صعيد ردود الفعل فقد اكدت موسكو وطهران وعمان معارضتها أي عمل عسكري اميركي على العراق. 

وجدد الكسندر سلطانوف نائب وزير الخارجية الروسي في تصريحات له من انقرة موقف روسيا الداعي الى ايجاد حل سلمي للمشكلة العراقية، معتبرا ان على العراق الالتزام بقرارات الامم المتحدة. 

وبعد محادثات مع وزير الخارجية التركي الجديد شكري سينا غوريل اعلن المسؤول الروسي للصحافيين انه يمكن حل المشكلة العراقية سلميا وكرر معارضة روسيا لعملية عسكرية تستهدف العراق، بحسب الوكالة. 

ودعا من جهة اخرى النظام العراقي الى تطبيق قرارات الامم المتتحدة وشدد على ضرورة التعاون بين بغداد والامم المتحدة. 

واوضح سلطانوف ان المسؤولين الاتراك يشاطرون روسيا القلق نفسه وقال "لاحظنا ان وجهات النظر بيننا متطابقة واننا قلقون من التطورات في المنطقة". 

وكان سلطانوف زار قبل تركيا كلا من العراق وسوريا والاردن والكويت والمملكة العربية السعودية. 

يشار الى ان تركيا الحليف الرئيسي للغرب في المنطقة ترى ان العمليات العسكرية ضد العراق قد يكون لها انعكاسات خطيرة على اقتصادها الذي يعاني اصلا من صعوبات. 

وقد طالب المسؤولون الاتراك الولايات المتحدة بان تتشاور مع انقرة بشان مخططاتها الخاصة بالعراق وذلك خلال الزيارة التى قام بها مؤخرا الى تركيا مساعد وزير الخارجية الاميركي بول وولفويتز. 

ايران 

كما، قال الرئيس الايراني محمد خاتمي "ان أي ‏ ‏تدخل عسكري في العراق سيؤثر بشكل مدمر على الاوضاع في المنطقة برمتها".‏ ‏  

وشدد خاتمي خلال لقائه الذي تداولته وسائل الاعلام المحلية بمفوض السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا على "ارغام حكومة العراق بالطرق ‏ ‏الاخرى على الامتثال للاراده الدولية وتطبيق قرارات الامم المتحدة".‏ ‏  

واضاف "ان استقرار العراق وتماسكه ووحدة اراضيه مهم بالنسبة لايران ونرى ان القضايا الداخلية للدول يجب ان تتولى معالجتها شعوبها بمنأى عن التدخل الاجنبي".‏ ‏  

وأكد ضرورة توسيع علاقات بلاده مع الدول الاوروبية في كافة المجالات "الامر ‏ ‏الذي تعتبره من السياسات الثابته والمبدأية للجمهورية الاسلامية الايرانيه".‏ ‏  

الملك عبدالله  

وبحث العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني مع رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير قضيتي الشرق الاوسط والعراق محذرا من اتخاذ اي خطوة ضد العراق قبل تعزيز احتمالات التوصل الى تسوية للصراع الاسرائيلي – الفلسطيني—(البوابة)—(مصادر متعددة)