اذا اقبلت باض الحمام على الوتد واذا ادبرت بال الحمار على الاسد.
المثل معروف للجميع.. واذا لم يكن كذلك، فهو لا شك يستحق الوقوف عنده والتامل.
سالت اكثر من صديق، ومنهم دقرم "بياع الورد" عن تفسيره لهذا المثل.. فقال بعد ان حك راسه وعبث قليلا بمنخريه (وهو ما يزال يعبث بمنخريه): انا بصراحة ما اقدرش اتكلم..
قالت : ليه يا سيد سكتم بكتم.
قال وقد كف عن العبث بمنخريه، وبعد ان فرك اصبعه، وصار يعبث باصابع قدمه التي تطل، اطلالة رائعة، من ثقب الجراب: تصدق يا ابو سرداح عمري ما سمعت بيه.. ويستحيل اني اقدر افسره!؟
قلت له : ليه يا سيد حصرم.. عفوا دقرم؟.
قال وهو يتخلل اصبع قدمه الكبير بعود ثقاب ليخرج ما اعتراه من اقذار، ثم ينكش اسنانه به، ويضع رجلا على رجل: شوف.. انا احترمك كتير والله، بس عندك حاجة مش عاجباني قوي!؟
قلت وقد اعتراني الشك بان دقرم استطاع اخيرا ان يمسك بخيط مهم من شخصيتي.. قلت وانا احك راسي: وايه هي يا معلم؟
قال: انت من يوم ما اشتغلت في البوابة ومقالاتك بئت تتنشر هناك ياعم، بئيت تشوف حالك علينا، وعاملي فيها فيلسوف، وكل يوم جايبلي مثل او قول لكاتب معرفش فين قريته وتسالني عنه، كده مش كويس عشانك؟
انهى دقرم كلامه وقد انتقل لتسليك اذنيه باصبعه الصغير وبنفس عود الثقاب الذي نكش به اسنانه..
قلت له وانا احك انفي تحسسا: طيب.. ممكن تتجاوز يا سيد دقرم عن الحكاية دي وتقولي رايك في المثل اصلي مهتم عن جد بيه؟
حدجني بنظرة مستريبة، وقال كاشفا عن ابتسامة خبيثة، واسنان مسوسة مخلعة: طيب .. تدفع كام؟ ولم ينس ان يمسح اصبعه الصغير بكم قميصه.
قلت وانا احك اذني: عيب الكلام ده.. دحنا يا راجل صحاب..
قال: وهو يتحرك في مكانه ، ويضرب على امعائه بيديه: بامارة البت اللي خلعتها مني.. فاكر يا ابو سرداح!
قلت متاففا: ايه ده.. مشيرا الى بطنه التي اخذت تكركر؟
قال: انت حتناسبني.. بطني وانا حر فيها.
قلت له وانا اقف هاما بالمغادرة: انت حر فعلا..
وهربت.. فلحقني وامسكني بيده اياها قائلا: ايه هو انت زعلت.. دنا يا راجل بهزر معاك..
ابعدت يده فورا و قلت شاعرا بالقرف: ابعد عني جالك القرف.. روح حط ايدك في بركة اسيد او ديتول او مية نار وبعدين تعالى حطها عليا..
قال مدعيا الحزن: والمثل.. مش حتفسره؟.
قلت :ابقى فسروا براحتك.. اقولك.. ابقى خلي النكاشة تفسرهولك..!؟
..
اعزائي.. معلش حنفسر المثل في الحلقة الجاية!؟
ابو سرداح القرفان
