شارون يسقط في فخ منطقه الأمني

تاريخ النشر: 22 أبريل 2001 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

يعرض الهجوم الذي وقع اليوم الاحد في اسرائيل، غداة لقاء امني مبشر بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني، رئيس الوزراء ارييل شارون الى السقوط في فخ منطقة الامني في حال قرر الرد عسكريا. 

وقد اسفر هجوم كفر سابا، شمال تل ابيب، على سقوط قتيلين احدهما منفذ الهجوم الانتحاري و39 جريحا. 

وجاء هذا الهجوم الذي نفذ قبل اربعة ايام من الاحتفال بالذكرى الثالثة والخمسين لقيام دولة اسرائيل، ليذكر الاسرائيليين بانهم لن ينعموا بالامن طالما لم يتم التوصل الى حل للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني. 

واكد ناطق باسم رئاسة الحكومة الاسرائيلية التي وجهت اصابع الاتهام مباشرة الى السلطة الفلسطينية "ان مرتكبي (الهجوم) سيدفعون الثمن". 

من جهته قال الطيب عبد الرحيم امين عام الرئاسة الفلسطينية لوكالة فرانس برس "اننا نرفض تحميل السلطة الفلسطينية مسؤولية حادث انفجار كفر سابا والسلطة الفلسطينية ترفض اي مساس بالمدنيين من الجانبين" بدون ان يدين الهجوم صراحة. 

واعتبرت الاوساط الدبلوماسية ان في حال لم يرد زعيم اليمين القومي (الليكود) ارييل شارون الذي حقق فوزا كاسحا في السادس من شباط/فبراير على اساس التزامه الواضح "باعادة الامن للاسرائيليين"، على هجوم كفر سابا فان ذلك سعتبر بمثابة تراجع منه عن وعده. 

وفي المقابل اذا رد على الهجوم عسكريا فانه قد يزيد حدة الانشقاقات التي بدات تظهر في معسكره بعد ان اعاد الجيش الاسرائيلي احتلال موقعا في منطقة تقع تحت الحكم الذاتي الفلسطيني في قطاع غزة لمدة 24 ساعة من 16 الى 17 نيسان/ابريل في انتهاك واضح لاتفاقات الحكم الذاتي وذلك ردا على قذائف هاون سقطت على الاراضي الاسرائيلية. 

وقد اعتبرت واشنطن العملية العسكرية "مبالغ فيها وغير متناسبة" الامر الذي اعتبر بمثابة اكبر انذار توجهه الولايات المتحدة حليفة اسرائيل الاساسية في المنطقة، لارييل شارون منذ توليه مهامه في السابع من اذار/مارس. 

وابدى وزراء في الحكومة الامنية المصغرة، من حزبي العمل والليكود، اكبر تشكيلات الائتلاف الحكومي، على حد سواء تحفظاتهم ازاء هذه العملية وحثوا شارون على ان يعتمد حلا سياسيا وليس عسكريا للنزاع. 

ويواصل وزير الخارجية، العمالي شيمون بيريز اتصالاته السياسية بين الكواليس مع المسؤولين الفلسطينيين سعيا الى استئناف مفاوضات السلام وهو ما اثار غضب احزاب اليمين التي طالبت بوقف هذه الاتصالات. 

واعلن اسحق ليفي زعيم الحزب القومي الديني، اكبر احزاب المستوطنين، للاذاعة العسكرية اليوم الاحد "يجب اصدار تعليمات لشيمون بيريز بوقف جميع الاتصالات مع الفلسطينيين حتى يفهموا انه لا مفاوضات ولا تخفيف في العقوبات (على المدنيين في الاراضي الفلسطينية) طالما لم يتوقف اطلاق النار". 

وتجري هذه الاتصالات بالتوازي مع اللقاءات الامنية التي تهدف رسميا الى وقف اعمال العنف. 

وقال دبلوماسي اسرائيلي لرفانس برس طالبا عدم الكشف عن هويته "من الواضح ان اعتداء كفر سابا من فعل منظمات (فلسطينية) تسعى الى اجهاض كل محاولة للخروج من الازمة وتسعى الى الدفع باسرائيل نحو التصعيد". 

واضاف "هذا المأزق لن يستمر طويلا. فاذا لم يقرر شارون اختيار حل سياسي فان ذلك سيسرع ساعة الحقيقة بالنسبة للعماليين" الذين لا يمكنهم على حد قوله اعتماد منطقه الامني البحت—(أ.ف.ب)