قبيل اجتماع شارون بالرئيس الاميركي : اصابة اسرائيلية بنيران فلسطينيين

تاريخ النشر: 29 يوليو 2003 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

فيما ينتظر ان يلتقي الرئيس الاميركي جورج بوش برئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون اليوم شهدت الاراضي الفلسطيني عملية عسكرية اسفرت عن اصابة فتاة اسرائيلية بجروح وجاءت هذه العملية في اعقاب العثور على جثة جندي اسرائيلي مقتولا وهدد وزير الدفاع الاسرائيلي بمحاسبة مرتكبي هذه العملية. 

افادت مصادر عسكرية اسرائيلية ان فتاة اسرائيلية في الحادية عشرة اصيبت بجروح طفيفة في الساق اثر اطلاق نار فلسطيني ليل الاثنين الثلاثاء قرب مستوطنة يتسار اليهودية بشمال الضفة الغربية. 

وكانت الفتاة في سيارة عندما وقع اطلاق النار. من جهة اخرى ذكر المتحدث باسم الجيش في بيان بالحظر المفروض على المدنيين الاسرائيليين بدخول المنطقة المصنفة "ا"، اي القطاعات الخاضعة للحكم الذاتي الفلسطيني، تخوفا من عمليات خطف او قتل. 

وقد جدد هذا الامر اثر العثور الاثنين قرب بلدة عربية في شمال اسرائيل على جثة جندي اسرائيلي مقتول كان اعتبر مفقودا منذ اسبوع. وحامت شكوك اجهزة الامن الاسرائيلية حول مجموعات فلسطينية مسلحة حصلت على مساعدة متواطئين محتملين من العرب الاسرائيليين. 

وقال وزير الدفاع الاسرائيلي شاوول موفاز للاذاعة الاسرائيلية العامة ان الجندي الذي سيدفن بعد الظهر "قتل بدم بارد فور خطفه (...) وسنحقق العدالة بالقائنا القبض على اولئك الذين ارتكبوا هذه الجريمة اينما وجدوا". واضاف "لكن الغضب الذي تثيره لدينا هذه الجريمة لن يمنع اسرائيل الطامحة الى السلام من بذل قصارى جهودها من اجل دفع العملية السياسية". 

وجاءت هذه الحوادث في وقت يسعى فيه رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الى تهدئة مخاوف الرئيس الاميركي جورج بوش من السياج الامني الذي تقيمه اسرائيل حول المناطق الفلسطينية. 

ومن المقرر ان يجتمع بوش بارييل شارون اليوم بعد محادثات تمهيدية جرت امس بين شارون وكونداليزا رايس مستشارة الرئيس للامن القومي. 

وقال مسؤولون اسرائيليون عشية زيارة شارون الثامنة للبيت الابيض منذ توليه رئاسة الوزراء انه سيأخذ تعليقات بوش على هذا الامر بجدية واشاروا الى ان المرحلة النهائية من الجدار الامني التي تقام على اراض يريد الفلسطينيون اقامة دولتهم عليها لم تتقرر بعد. 

وقال احد المسؤولين "ليس هناك جدار بين شارون وبوش" مشيرا الى ان اي خلافات يمكن حلها. 

ويبدأ شارون المحادثات متعهدا باطلاق سراح 540 سجينا فلسطينيا من بينهم 210 من اعضاء الجماعات الاسلامية كانت اسرائيل ترفض الافراج عنهم وذلك في محاولة لتعزيز موقف رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس وخطة السلام التي تدعمها الولايات المتحدة والمعروفة باسم (خارطة الطريق.) 

وتهدف الخطة الى انهاء الصراع والانتفاضة الفلسطينية المندلعة ضد الاحتلال الاسرائيلي منذ 34 شهرا واقامة دولة فلسطينية بحلول عام 2005. 

ورحب سكوت مكليلان المتحدث باسم البيت الابيض بقرار اسرائيل الافراج عن السجناء قائلا ان مثل هذه الخطوات "تسهل احراز تقدم على طريق السلام." لكن الفلسطينيين يطالبون بالافراج عن جميع السجناء وعددهم ستة الاف سجين فلسطيني في السجون الاسرائيلية. 

وفي لفتة اخرى قبل بدء زيارة شارون ازالت القوات الاسرائيلية نقاط تفتيش بالقرب من رام الله والخليل بالضفة الغربية وفتحت بذلك الطريق امام اكثر من مئة قرية لاول مرة منذ اندلاع الانتفاضة. 

واعرب بوش عن قلقه يوم الجمعة الماضي من السياج الامني ووصفه بانه "مشكلة" بعد محادثاته مع عباس في البيت الابيض التي بدا انها تضع رئيس الوزراء الفلسطيني على قدم المساواة مع شارون في واشنطن. 

وقال بوش "من الصعب للغاية بناء الثقة بين الفلسطينيين واسرائيل مع اقامة سياج يتلوى كالثعبان عبر الضفة الغربية". 

ويخشى الفلسطينيون ان يكون هذا السياج الذي يقطع اراضي الضفة الغربية بمثابة ترسيم من جانب واحد لحدود دولتهم المستقبلية ووضع مساحات كبيرة من الاراضي المصادرة في الضفة الغربية داخل الجانب الاسرائيلي من السياج. 

وصرح مسؤولون اسرائيليون بان شارون سيؤكد لبوش على ان السياج يستهدف فقط منع المهاجمين الفلسطينيين من الوصول الى المدن الاسرائيلية. 

لكن مئات من قطع الاراضي الزراعية الفلسطينية اصبحت معزولة على جانبي السياج في الضفة الغربية. وتعتزم اسرائيل بشكل مؤقت الالتفاف بالسياج حول المستوطنات الكبيرة في الضفة الغربية. 

ورغم الجدل المثار خصصت اللجنة المالية بالكنيست الاسرائيلي مبلغ 750 مليون شيقل (170 مليون دولار) من ميزانية الحكومة يوم الاثنين لبناء السياج وهو حائط خرساني في بعض اجزائه وسياج من المجسات الالكترونية في اجزاء اخرى. 

وتراجعت الهجمات على اسرائيل بدرجة كبيرة منذ اعلان النشطاء الفلسطينيين هدنة مدتها ثلاثة اشهر يوم ٢٩ يونيو حزيران الماضي. 

وقال مسؤول بارز "اذا الوضع (الامني) تغير. سيكون علينا اعادة النظر (في المشروع)." 

لكن المسؤول قال انه يتعين اولا على السلطة الفلسطينية وعباس "اتخاذ خطوات كبيرة لنزع سلاح (الجماعات) وتفكيكها." وهي الرسالة المتوقع ان يؤكد شارون عليها في محادثاته مع بوش. 

وسعى عباس للحوار بدلا من المواجهة مع الجماعات الفلسطينية خوفا من تفجير حرب اهلية فلسطينية.