مدفع ''الحاجة فاطمة'' يعلن موعد الافطار في مصر منذ الف عام

تاريخ النشر: 17 نوفمبر 2001 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

يواصل مدفع رمضان الذى يسميه المصريون مدفع ‏ ‏"الحاجة فاطمة" ومنذ الف عام اعلان موعد الافطار كل يوم عبر اثير الاذاعة وباشراف طاقم عسكرى ‏ ‏خاص تخليدا لذكرى تاريخية متصلة منذ بدء هذا المدفع عمله .‏ ‏  

المدفع التاريخي تنقل من مكان لاخر وخاض عدة معارك تاريخية خرج منها سليما..والان ‏ ‏استقر فى القلعة باشراف ضابط برتبة رائد يعاونه ثلاثة مساعدين يتولون تنظيف ‏ ‏وتشحيم المدفع يوميا وربط توقيت اطلاق قذيفته عند غروب الشمس بخط مباشر مع ‏ ‏الاذاعة ليفطر على صوته كل المصريين .‏ ‏  

ووفقا للروايات التاريخية فان اطلاق اسم "الحاجة فاطمة " على هذا المدفع يعود ‏ ‏لكبر حجمه وعدم ظهوره الا فى شهر رمضان ولخروجه من ثلاث معارك تاريخية كبرى ‏ ‏قديمة دون أي تلف على العكس من كل المدافع الاخرى فضلا عن تعلق المصريين به من ‏ ‏اجيال متعددة.‏ ‏  

وحكاية مدفع رمضان فى مصر طريفة وتميز القاهرة الاسلامية عن غيرها من ‏ ‏العواصم الاسلامية فقد عرفه المصريون بالمصادفة أول مرة في عهد الوالي الأخشيدي ‏ ‏خوشقدم عام 859 هجرية عند قيامه بتجربة مدفع تم اهداؤه اليه من أحد الأمراء لكن ‏ ‏وقت التجربة صادف غروب اول ايام شهر رمضان الكريم فظن أهل القاهرة أن انطلاقه ‏ ‏ايذانا ببدء الافطار. ‏ ‏ 

وفي اليوم التالي ذهب مشايخ الحارات الى القاضي ليشكروه على الصوت الجديد الذي ‏ ‏سمعوه قبل انتهاء يوم الصيام فأعجب القاضي بالفكرة وتبناها وأمر باطلاقه لدى ‏ ‏غروب مساء كل يوم. ‏ ‏  

وبعد ذلك تم تخصيص المدفع لاعلان موعد الافطار وتم نقله الى اعلى ربوة فوق جبل ‏ ‏المقطم لتسمعه مصر كلها وفي العصر الفاطمي كان انطلاقه مدويا في جميع أنحاء ‏ ‏قاهرة المعز لدين الله .‏ ‏  

وفي العصر المملوكي تطور الاهتمام بمدفع رمضان وكان والي مصر يشرف بنفسه على ‏ ‏تجهيزه قبل الافطار واعداد العاملين على المدفع وصيانته وزاد الاهتمام في عهد ‏ ‏الأمير محمد علي وقام باستيراد مدفع جديد كبير وضخم من المانيا ووضعه بقلعة صلاح ‏ ‏الدين الأيوبي وكان صوته مميزا ويحدث دويا هائلا تعود عليه سكان القاهرة الذين ‏ اسموه "الحاجة فاطمة".‏ ‏  

وفي عهد الخديوى اسماعيل انتقل مدفع رمضان مرة ثانية الى جبل المقطم وكان ‏ ‏يحتفل بخروجه من القلعة قبل رمضان بيومين في احتفال شعبي ويتم نقله على عربة ‏ ‏ذات عجلات ضخمة تتحمل وزنه طوال الطريق حتى يتم وضعه فوق جبل المقطم وبلغ ‏ ‏الاعتناء به شأنا كبيرا .‏ ‏ 

وكان يتم اختيار العاملين عليه وعددهم 4 أشخاص بدقة ويتم انتقاؤهم وقتها ‏ ‏من بين عشرات الأشخاص العاملين بالجندية ويشترط ان تكون حالتهم الصحية جيدة حتي ‏ ‏يتمكنوا من دفع الدانات بقوة داخل المدفع وحملها في أثناء الصيام والقيام بعمل ‏ ‏الصيانة اليومية للمدفع، وبعد انتهاء الشهر الكريم يتم انزال المدفع من فوق جبل ‏ ‏المقطم ونقله في احتفال كبير الى مخازن القلعة ويحفظ للعام التالي. ‏  

‏ وقبيل شهر رمضان الحالى تم اخراج "الحاجة فاطمة " وتجهيزها وبدأت العمل اول ‏ ‏ايام الشهر عندما اعلن صوت جهورى عبر الاذاعة " مدفع الافطار .. اضرب ". ‏ --(كونا)