ثمة روايتان في ظهور مدفع رمضان، وكلاهما تتفاقان على الصدفة وعلى المكان.
الرواية الاولى تقول ان استخدام مدفع رمضان للمرة الأولى بدأ قبل خمسة قرون في عهد المماليك ممن حكموا مصر وغيرها من البلدان المجاورة، فمع غروب شمس أول أيام شهر رمضان من عام 865 هـ، رغب السلطان المملوكي «خوش قدم» تجريب مدفع كان قد تلقاه كهدية من صاحب مصنع ألماني.
وتصادف ذلك الوقت مع غروب الشمس، وكان سرور الناس عظيما بذلك، فقد ظنوا تعمد السلطان إطلاق المدفع لتنبيه الصائمين بدخول وقت الإفطار، لتخرج عقب الإفطار جموع من أهالي القاهرة إلى بيت القاضي الذي كان مقرا للحكم آنذاك، لشكر السلطان على هذه السنة الحسنة التي استحدثها رغم انه لم يكن يقصدها، لكنه ما أن رأى سرور الناس بها قرر المضي بإطلاق المدفع كل يوم إيذانا بالإفطار. كما زاد على ذلك مدفع السحور ثم الإمساك.
أما الرواية الثانية فتقول أن أن انطلاق المدفع جاء عن طريق الصدفة ، عندما كان بعض الجنود فى عهد الخديوى اسماعيل يقومون بتنظيف أحد المدافع ، فانطلقت منه قذيفة دوت فى سماء المحروسة ، وتصادف أن كان ذلك وقت أذان المغرب فى أحد أيام رمضان فظن الناس أن الحكومة اتبعت تقليداً جديداً للإعلان عن موعد الإفطار ، وساروا يتحدثون بذلك ، وقد علمت الحاجة فاطمة ابنة الخديوى اسماعيل بما حدث ، فأعجبتها الفكرة ، وأصدرت فرماناً يفيد باستخدام هذا المدفع عند الإفطار والإمساك وفى الأعياد الرسمية ، وبالفعل بدأت الحكومة فى تنفيذ هذا الأمر وصار تقليداً متبعاً حتى الآن .
ومنذ ذلك الحين ارتبط المدفع باسم الحاجة فاطمة . وتفيد المادة الميدانية بأن سكان حى الخليفة والقلعة والحسين يؤكدون انتساب المدفع إلى الحاجة فاطمة غير أن معظمهم لا يعرف شخصيتها الحقيقية وعلاقتها بالمدفع ، حيث نُسى أصل الحكاية وبقى الاسم فقط مرتبطاً بالوجدان الشعبى المصرى على مدى أكثر من قرن من الزمان.