هل يقلب اعتقال المصري حجازي اتجاهات التحقيق في احداث 11سبتمبر/ايلول؟

تاريخ النشر: 14 يناير 2002 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

أمر قاضي محكمة نيويوركية بمواصلة احتجاز المصري عبد الله حجازي، الذي اعتقل عقب تفجيرات 11 ايلول/ستمبر، وذلك برغم أن التهمة الموجهة إليه لا تزيد عن "الكذب" في أقوال أدلى بها للمحققين حول جهاز يستخدم لتوجيه الطائرات من الارض، كان عثر عليه في غرفته في الفندق المطل على برجي مركز التجارة العالمي.  

ولا يزال حجازي، 30 عاما، يثير حيرة المحققين الاميركيين، الذين يبدون شكوكا قوية حيال علاقته بتفجيرات نيويورك وواشنطن، ولكنهم في الوقت نفسه، لا يجدون سبيلا لابقائه قيد الاحتجاز والتحقيق، سوى اتهامه بالكذب في افاداته، وذلك بعدما عجزوا عن الاتيان باي دليل مادي قد يؤدي لربطه بتهمة محتملة وهي "استخدام الجهاز لتوجيه طائرات الانتحاريين الى اهدافها". 

وطبقا لصحيفة (لوس انجيليس تايمز)، فقد اعتبر القاضي فرانك ماس، في قراره الذي رفض بموجبه طلب كفالة تقدم به محامي حجازي (30 عاما)، إن قضية الاخير "قد تكون جزءا هاما من قضية الإرهاب".  

وتقول الصحيفة ان شبهات المحققين تحوم بقوة حول الجهاز الذي يستخدم للاتصال بمقصورة القيادة في الطائرات من على الأرض، ويشمل أكثر من سبعمئة قناة ترددية.  

وكان حجازي نفى في بداية التحقيق معه علاقته بالجهاز، بل انه قال انه لا يعرف كيف وصل الى خزانة غرفته في الفندق.  

ولكن المحققين، وكما توضح الصحيفة، يقولون في وثيقة الاتهام إنه "غير أقواله ثلاث مرات وفي كل مرة أعطى سببا مختلفا لاحتفاظه بالجهاز".  

وكانت قصة حجازي بدات مع احداث 11 سبتمبر، عندما دمر برجا مركز التجارة العالمي، وحينها كان في غرفته في الطابق الخامس والعشرين من فندق ملينيوم المواجه للمركز، وعندما وقعت الحادثة أخلي الفندق من نزلائه على عجل ومن بينهم حجازي الذي ترك خلفه جواز سفره داخل خزنة الغرفة ونسخة من القرآن الكريم.  

وبعد عدة أيام عثر أحد موظفي الفندق الذي كان يتفقد الضرر الذي لحق بغرف الفندق على الخزانة وبداخلها أيضا جهاز اللاسلكي فاتصل بالسلطات التي ألقت القبض على حجازي واستجوبته عدة مرات.  

الى هنا، وتورد لوس انجيليس تايمز رد محامي حجازي في مسالة اتهام المحققين لموكله بتغيير افادته حول الجهاز، حيث نفى إن يكون حجازي غير روايته، واكد انه "لا يزال يصر على أنه لا علاقة له بالجهاز" واضاف ان حجازي نفى ان يكون شارك في احداث سبتمبر.. انه متهم بالكذب فقط" .  

وبالاضافة الى كل ذلك، تشير الصحيفة الى ان اسم حجازي لم يكن ورد ضمن الاسماء التي تم رصدها والاشتباه بعلاقتها بالتفجيرات، ولا تشتمل الاستنتاجات حول ظروف اعتقاله اية اتهامات بتورطه بهذه التفجيرات.  

وعلى اية حال، فان لوس انجيليس تايمز تنقل عن محامي حجازي، روبرت اس.دن قوله ان اعتقال حجازي جاء تحت مبرر "انه شاهد مادي في التحقيقات، واشارته الى انه يتم احتجازه حاليا في اشد الاماكن حراسة في سجن مركز مانهاتن بوليتان للاصلاح، والذي لا يغادره سوى ساعة واحدة في اليوم". 

الى هنا، فقد لفتت الصحيفة الى ان السؤال الذي راود المحققين في بداية اعتقال حجازي كان عن سبب وجوده في الغرفة الواقعة في الطابق الحادي والخمسين من الفندق المطل على موقع الاحداث، وكذلك عن حقيقة ما اذا كان نزوله في هذا الفندق تحديدا كان محض صدفة ام انه جاء بتنسيق مسبق مع مختطفي الطائرات؟ وهل كان على اتصال بهم أثناء الاختطاف والهجوم؟  

وفي اجابة على هذه التساؤلات، تقدم لوس انجيليس تايمز بعض الاجابات التي توفرت من تحريات المحققين. "لقد التحق حجازي بمعهد لدراسة الكومبيوتر في نيويورك واختار له المعهد ذلك الفندق وتلك الغرفة وطلب منه الإقامة المؤقتة فيها إلى أن يعثر لنفسه على سكن دائم، وهكذا، نزل حجازي في مقر اقامته الجديد في السابع والعشرين من أغسطس".  

المحققون تحروا صحة هذه الحقائق عندما سألوا إدارة المعهد، وبالتالي كان حجازي صادقا في مسالة انه لم يكن له يد لا في اختيار الفندق ولا في اختيار الغرفة المطلة على مركز التجارة العالمي. 

وبعد اتضاح عدم وجود القصدية في اختيار الغرفة والفندق، تمسك المحققون بالجهاز الغامض المصدر، والذي طبقا للمحللين والخبراء، يعمل على أكثر من سبعمائة قناة، ومن المستحيل أن يتصل بطائرة في الجو إلا إذا كان هناك اتفاق مسبق بينه وبين قائد الطائرة على قناة بعينها.  

وزاد من تمسك المحققين بالجهاز كدليل على وجود اهمية للقضية، تكشف حقيقة مفادها ان حجازي ملم بالاتصالات الجوية بحكم خدمته العسكرية في القوات الجوية المصرية، حيث قال في افاداته انه تلقى تدريبات على الاتصالات خلال فترة هذه الخدمة.  

جدير بالذكر ان عبد الله حجازي هو ابن دبلوماسي مصري كان يعمل في السفارة المصرية في واشنطن وفي البعثة المصرية في الأمم المتحدة.  

وبحسب ما يشير محاميه في حديثة لصحيفة لوس انجيليس تايمز، فقد تلقى حجازي دراسته في اوروبا والولايات المتحدة، فيما تلقى دراسته الابتدائية والثانوية في واشنطن، وذكر المحامي ان شقيق حجازي الاصغر يدرس في احدى مدارس نيويرك التقنية، في حين بقي والداه وشقيقته في مصر واللذين "يريدان القدوم الى اميركا لمتابعة قضية ابنهما، لكنهم يتخوفون على سلامتهم الشخصية".  

والحقيقة القائمة الان هي ان عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي لم يعثروا على أي دليل لصلة حجازي بهجمات سبتمبر الارهابية، كما تنقل صحيفة واشنطن بوست عن احد المراجع القانونية التي قالت انه "وبرغم ذلك، يواصل هؤلاء المحققون متابعاتهم وتحرياتهم في القضية بسبب الظروف المريبة التي تحيط بها". 

وتضيف الصحيفة ان "السلطات تقول انه من الممكن ان يكون حجازي، الذي دخل البلاد بموجب فيزا للدراسة، قد نفى علاقته بالجهاز لشعوره بالتوتر في ضوء الاجواء التي سادت العالم بعد الهجمات". 

وتنسب الصحيفة الى احد المسؤولين عبارة تنم عن الحيرة المطبقة، اذ يقول "لا نعرف تحديدا الان ماذا يمكننا ان نخرج به من قضية هذا الشخص".—(البوابة)—(مصادر متعددة)