سماسرة اسرائيل ينتشرون فـي شمال الأردن لشراء الزيتون

تاريخ النشر: 04 أكتوبر 2011 - 02:55 GMT
قال النقابي محمد البشارات عضو نقابة أصحاب المعاصر: إن الأسعار لن تتأثر بهذا القرار الذي يسمح بتصدير الزيتون الى الخارج، مع التحفظ على التصدير الى إسرائيل، ذلك لأن الحكومة حددت كمية معينة للتصدير الى الخارج، وبهذا سوف تضبط الاسعار في الداخل
قال النقابي محمد البشارات عضو نقابة أصحاب المعاصر: إن الأسعار لن تتأثر بهذا القرار الذي يسمح بتصدير الزيتون الى الخارج، مع التحفظ على التصدير الى إسرائيل، ذلك لأن الحكومة حددت كمية معينة للتصدير الى الخارج، وبهذا سوف تضبط الاسعار في الداخل

في الوقت الذي ينادي فيه النائب الإسرائيلي '' إلداد '' وغيره بأن يكون حل القضية الفلسطينية على حساب الأردن، وأن الأردن هو الوطن البديل لفلسطين، تُصر الحكومة الأردنية على أن تبقي على علاقاتها مع إسرائيل طبيعية، وآخر ذلك ما صرحت به وزارة الزارعة من أنها لن تمنع تصدير الزيتون إلى إسرائيل، بالرغم من معارضة غالبية الشعب الأردني التعامل مع إسرائيل.

وزارة الزراعة واللجنة الفنية التي ضمت مساعد الأمين العام للتسويق والمعلومات رئيسا، ومساعد الأمين العام للثروة النباتية، ومستشار الوزير لشؤون التسويق، ومدير وحدة الزيتون بالاضافة الى مندوب عن وزارة الصناعة والتجارة ومندوب عن اتحاد المزارعين الأردنيين، ونقابة المهندسين الزراعيين، ونقابة أصحاب معاصر الزيتون، ومنتجي الزيت، والجمعية الأردنية لمصدري منتجات الزيتون، هؤلاء قالوا انهم بقرارهم هذا وضعوا نصب اعينهم فائدة المزارعين أو بعضهم، فالكثيرون من الذين يعملون بالزراعة يرفضون أن يربطهم شيء باسرائيل.

صدمة

هذا القرار بتصدير الزيتون المروي الى إسرائيل (للكبيس) ولد صدمة لدى المزارعين والمواطنين خاصة في ظل قرار سابق بمنع التصدير بعد الرفض الشعبي الذي تم العام الماضي بسبب ضخامة حجم ما تستورده إسرائيل من زيتون وزيت، وخاصة في هذه الاوقات الحساسة التي تُستهدف الاردن فيها من بعض المتطرفين الإسرائيليين، على الصعيد الإسرائيلي الرسمي والشعبي.

معاناة

تقصت (اللواء) أسباب هذا القرار، وكشفت أساليب وطرق تلاعب التجار والمزارعين في تغيير نوعية الزيتون المصدر الى اسرائيل: صاحب معاصر الكفارات الكبرى حسين عبيدات قال: لقد استبشر المزارعون خيراً بالمحصول وبموسم الزيتون لهذا العام، فالشكر لله على أن الأشجار حملت من رزقه سبحانه ما لم نشهده منذ فترة كبيرة، لكن بعد هذا القرار تشاءم الكثيرون، حيث أن الله لن يطرح البركة في محصولهم لأن التجار الذين ينوون شراءه سيصدرونه إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة للاسرائيليين، والمزارع للأسف مجبر على بيع محصوله لهؤلاء لأنهم يحتكرون السوق، خاصة في ظل وجود مثل تلك الصفقات، والذي يحصل على الزيتون لبيعه في دول اوروبية على اساس انه إسرائيلي، دون ذكر المصدر الحقيقي، هذا بالإضافة إلى انها تسبب انخفاض العرض في الاسواق وبالتالي سوف يرتفع سعر المنتج وسوف يعاني المواطن من غلاء الزيتون والزيت.

رفض

المزارع عدنان المومني من إحدى قرى عجلون وصاحب مزرعة صغيرة من أشجار الزيتون (البعلي) قال: انه يرفض ان تصدر ثمرة الزيتون المبارك الى إسرائيل، وأصحاب هذا القرار أيضا يعرفون لماذا نرفض، وأكد انه لن يشارك في تلك الصفقة حتى لو اغنته هو وعائلته ''على حد تعبيره''.

المزارع وائل شقيرات اتفق ايضا مع زميله المومني حيث أكد انه لن يشارك في هذه الصفقة، ولن يبيع اي منتج لاي تاجر يتعامل مع اسرائيل، حتى لو كسد المحصول لهذا العام. وأعلن شقيرات استعداده لبيع تنكة الزيت بـ10 دنانير داخل الاردن على ان يبيعها لاسرائيل بـ1000 دينار، خاصة ان اسرائيل لا تعترف بتصدير منتجاتنا إلى الخارج بل يصدرونها تحت مسميات اسرائيلية وعلى أساس انه أُنتج في إسرائيل.

مأزق

وبدوره قال عضو الجمعية الأردنية لمصدري زيت الزيتون حامد الكسواني: لقد وجدت وزارة الزراعة نفسها في مأزق، خاصة انها لم تستطع توفير أسواق أخرى باستثناء الأسواق الإسرائيلية، لهذا كانت مجبرة - مع التحفظ - على الموافقة على تصدير المنتج إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة متجهة الى اسرائيل، فهذه مشكلة طويلة الأمد تعاني منها وزارة الزراعة في ظل غياب مخططات تسويقية للمنتج الزراعي في الأردن، وهذا في النهاية تقصير من وزارة الزراعة.

شروط إسرائيلية

وأضاف الكسواني: انه يجب على المزارعين والتجار الكبار الالتزام بالشروط التي وضعتها وزارة الزراعة لاتمام تلك الصفقات مع الجانب الإسرائيلي، لكي لا يتسبب هذا القرار بضرر على الشارع الأردني، حيث أنه لا يُسمح بتصدير الزيتون الا للكبيس فقط والمروي ايضا بعيدا عن الاصناف البعلية، والتي تستغل لانتاج الزيت ذي الجودة العالية. لكن التساؤل المشوب بالخوف هو: هل الحكومة قادرة على مراقبة المنتج الذي يُصدر إلى اسرائيل للتأكد ما اذا كان مروياً وللكبيس فقط؟

تحفظات

نقيب أصحاب المعاصر عناد الفايز أكد من جانبه ان القرار التوافقي للجنة الفنية ولوزارة الزراعة جاء لغايات مساعدة المزارعين، على الرغم من التحفظات التي أبداها اعضاء اللجنة الفنية. وسيكون في هذا القرار حل للكثير من المشاكل، خاصة ان المزراعين عانوا طوال السنوات الماضية من كساد كثير من منتجاتهم الزراعية.

تبرير

وبدوره قال النقابي محمد البشارات عضو نقابة أصحاب المعاصر: إن الأسعار لن تتأثر بهذا القرار الذي يسمح بتصدير الزيتون الى الخارج، مع التحفظ على التصدير الى إسرائيل، ذلك لأن الحكومة حددت كمية معينة للتصدير الى الخارج، وبهذا سوف تضبط الاسعار في الداخل، ولن تختلف الاسعار عن سابقاتها، بل يمكن ان تكون أرخص بعض الشيء لأن المحصول في هذا العام والحمد والشكر لله جيد جدا، وأفضل من العام المنصرم بكثير.

سماسرة

وقد وصلتنا معلومات من مصادر في وزارة الزراعة، وتأكدنا من صحتها من عدد من المزارعين في مناطق الشمال تفيد ان السماسرة يقومون بتقديم عروض مغرية لاصحاب مزارع في مناطق الشمال، والتي تنتج افضل انواع الزيتون البعل، معلنين انهم سيصدرون كميات كبيرة من هذا الزيتون، ليس للكبيس بل للعصر في معاصر إسرائيل، ليقوم الاسرائيليين هم بدورهم إما بتصديره أو بيعه داخل أسواقهم، ويعتمد السماسرة في تحركهم هذا على ضعف الرقابة الحكومية، وان الحكومة لن تفحص كميات الزيتون التي ستصدر الى إسرائيل. وهنا تكمن المنفعة، حيث ان أسعار الزيتون البعل أكبر من أسعار الزيتون المروي، ونسبة الربح اكبر بالتأكيد، وقد نجح السماسرة في عقد اتفاقيات مع عدد من المزراعين لشراء كميات الزيتون منهم لتصديره للعصر وليس للكبيس .

لا تعليق

وزارة الزراعة امتنعت عن التعليق على المسألة على أساس انه أمر انقضى، وان اللجنة الفنية والوزارة قررتا ما هو من مصلحة المزارعين. ووفق بيان لوزارة الزراعة، فإن اللجنة تدارست عملية التصدير، وجرى خلال الاجتماع نقاش موسع حول أهمية قطاع الزيتون ودعمه والنهوض به لما له من مساهمة في الاقتصاد الوطني، ولما يتميز به المنتج الاردني من جودة عالية ومنافسة في الاسواق العالمية، باعتباره منتجا وطنيا مميزاً، وتم خلال الاجتماع اتخاذ قرار بالأغلبية بالسماح بتصدير ثمار الزيتون حتى منتصف تشرين الثاني المقبل، ويأتي هذا القرار بناء على تنسيب اللجنة الفنية.

ووفق جدول وزعته الزراعة، فإن توقعات انتاج الزيتون للموسم الحالي ستصل بالمجمل إلى 174 ألف طن، منها 143 ألف طن للعصر و 30 الف طن للكبيس. اما التوقعات لكمية انتاج زيت الزيتون فتقدر ب 27 الف طن.