تقع مدينة كابادوكيا على قمة هضبة وعرة تابعة لجبال طوروس في شرق ووسط الأناضول، وتشتهر المدينة بصخورها البركانية الناجمة عن تآكل الوديان والكهوف، وتنتشر فيها العديد من الكنائس والأديرة المحفورة في قلب الصخور مع أنفاق ومدن مدفونة تحت الأرض، والسياحة في كابادوكيا مميزة وغنية حيث تجمع بين عدد كبير من الحضارات والديانات القديمة مع هندسة معمارية مميزة وطابع تراثي فريد من نوعه، وفي مقالنا هذا سنتعرف على أهم المواقع السياحية في كابادوكيا والتي تحظى بشعبية كبيرة عند الزوار والسكان المحليين.
أفضل معالم السياحة في كابادوكيا
عند دخول مدينة كابادوكيا ستشاهد مدينة منحوتة في الصخر مع طبيعة وعرة ومسارات مشي ضيقة وشوارع مرصوفة بالحجارة ومنازل حجرية ساحرة مما يجعل السياحة في كابادوكيا على أعلى مستوى، وإضافة لذلك سيحظى الزوار بمتعة ركوب المنطاد وركوب الخيل والتسوق ضمن المحلات التجارية التراثية لشراء الفخاريات والمنسوجات والحرف اليدوية، وفيما يلي أشهر تلك الأماكن:
1- متحف زلفي المفتوح في غوريميه كابادوكيا
متحف تاريخي فريد من نوعه موجود في الهواء الطلق، ويأخذك عبر رحلة مثيرة بمدينة كابادوكيا القديمة ليكون من أبرز الأماكن السياحية في كابادوكيا، وكان المتحف عبارة عن قرية تضم دير بيزنطي قديم خلال القرن التاسع عشر، وفي القرن العشرين ازدهرت القرية بشكل كبير ليتم إخلاؤها عام 1952م بسبب عوامل الانجراف الصخري والتعرية، ولتتحول إلى متحف يصنف ضمن أروع معالم السياحة في كابادوكيا، ويشتهر المتحف بوجود مركزين دينيين يطلق على إحداهما كنيسة العنب والتي لاتزال إلى الآن محافظة على شكلها الخارجي ومسجد صخري ضخم يلفت النظر، وإن ميزة المتحف قائمة على وجود المسارات المتعرجة والتي تشق طريقها عبر الصخور مع وجود كهوف داخلية ينبعث منها دخان الحرائق.
2- قلعة اوشيسار في كابادوكيا
قلعة صخرية تكثر فيها الأنفاق والكهوف تتواجد على الطريق الواصل بين قريتي جوريمه ونوشهير على قمة عالية مما يمنح الزائر متعة مشاهدة الوديان والمناظر الطبيعية المحيطة بالقلعة، وهي من أفضل أماكن سياحية في كابادوكيا حيث تضم معالم تاريخية وأثرية، وتعد نقطة انطلاق مهمة لتخطيط رحلات سياحية إلى كابادوكيا من خلال مسارات المشي عبر الوديان وخاصة في داخل وادي بيدجن والوادي الأبيض الذي يصل إلى قرية جوريم، والقلعة مكونة من طبقات وتضم كل طبقة مجموعة من الغرف المحفورة في الصخور، والتي تتصل مع بعضها بمجموعة أدراج تم نحتها في الجبال، وفي طرف القلعة توجد مجموعة من الكنائس وقبور الرهبان القديمة.
3- مداخن العفاريت في غوريميه
يستقطب هذا المكان السياحي الخلاب عدداً كبيراً من الزوار والسياح سنوياً كونه من أجمل الأماكن في كابادوكيا، وتقع المداخن في مدخل قرية جوريم الصخرية والتي تكونت من التمدد الطبيعي للجبال والهضاب، وتشكل المداخن ظاهرة فريدة من نوعها وتعد مكاناً مثيراً للزيارة والاستكشاف.
4- مدينة ديرينكويو
تعرف المدينة باسم مدينة الجن أو العفاريت وهي من أقدم أماكن السياحة في تركيا، وتوجد في ولاية نوشهير، وتمتاز بوجودها تحت الأرض بعمق يصل لحوالي 80 كم، وتم استخدامها من قبل المسيحيين بغرض الاختباء والهروب من الغزوات وسخط الروم الوثنيين، وصممت المدينة بفتحات تهوية ليدخل الهواء مع غرف بجانب بعضها تتوفر فيها أماكن تخزين للطعام وآبار للشرب، مما مكن الناس من العيش تحت الأرض لفترات طويلة من الزمن، وحالياً تعتبر المدينة من أهم المدن الموجودة تحت الأرض وأحد أهم معالم سياحية في كابادوكيا إلى جانب مدينة كايمكلي القريبة منها.
5- مدينة كايمكلي تحت الأرض
يعود تاريخ المدينة إلى القرن السادس والسابع بعد الميلاد حيث استخدمها المسيحيون كملجأ للهرب من ظلم الوثنيين الرومان، وقاموا بحفر المدينة تحت الأرض مع غرف لها شكل المتاهة موصولة مع بعضها بوساطة أنفاق مكونة من 8 طوابق بحيث يستطيع زوار المدينة استكشاف الطوابق الأربعة الأولى، وكلما اتجهت إلى الأسفل يزداد ضيق الأنفاق مما يجعلها غير مناسبة للخائفين من الأماكن الضيقة.
6- قرية جوريم
تقع القرية في وادي كابادوكيا الذي يتبع لبلدة أرجوب، وهي من القرى الجذابة والجميلة وتعد واحدة من أهم المناطق الأثرية التي وضعت ضمن قائمة منظمة اليونسكو للتراث والثقافة، وعند وضع برنامج سياحي في كابادوكيا لابد من تخصيص فترة كافية لاستكشاف قرية جوريم والتعرف على مداخنها الجبلية ومساراتها الضيقة وواجهاتها الحجرية وكهوفها الصخرية، مع زيارة مجموعة من الكنائس والأديرة والمتاحف الموجودة في الهواء الطلق، وما يميز القرية ويجعلها من ضمن أشهر معالم سياحية في كابادوكيا هو أن نصفها مدفون في الأرض في ظل وجود متاهات من الغرف المتصلة مع بعضها بأنفاق متعرجة.
7- منطاد كابادوكيا
عند زيارة مدينة كابادوكيا سيعيش الزائر عدد كبير من التجارب المثيرة ومن ضمنها ركوب المناطيد، والتي هي بمثابة أماكن ترفيهية في كابادوكيا إضافة إلى كونها عامل مهم لتشجيع السياحة في كابادوكيا، حيث تمكن الجميع من استكشاف كامل المدينة من السماء والتمتع بجمال معالمها التاريخية والطبيعية، ويتم نفخ المناطيد الهوائية والتأكد من سلامتها ثم الانطلاق في الجولة السياحية في الصباح الباكر لتستمر لحوالي ساعة من الزمن، وقد يصل عدد المناطيد في فترة الصيف إلى حوالي 100 منطاد يومياً.
8- متحف جوريم في الهواء الطلق
يتبع المتحف لمنظمة اليونسكو للتراث والثقافة، ويوجد خارج حدود قرية جوريم الأثرية، ويضم مجموعة كبيرة من الكنائس والأديرة البيزنطية الحجرية مع لوحات جدارية مذهلة، ويقال بأن عمر المتحف يعود لـ12 قرن تقريباً في وقت كانت فيه كابادوكيا ذات أهمية دينية كبيرة عند البيزنطيين، وحالياً يعتبر المتحف من أهم أماكن سياحية في كابادوكيا تركيا، ويحظى بشعبية واسعة عند الزوار حيث تجد كنيسة ايلمالي كيليس التي تتميز بوجود لوحة جدارية تمثل صعود يسوع المسيح عند بابها، وهناك كنيسة القديسة باربرا بنقوشها وزخارفها الحمراء المميزة، وكنيسة الأفعى مع لوحة جدارية كبيرة للقديس جورج والكنيسة المظلمة.
9- وادي اهلارا كابادوكيا
وادي جميل يقع في جنوب غرب كابادوكيا ويأسر قلب كل من يزوره، ويمنح السياحة في كابادوكيا تميزاً خاصاً كونه من أجمل أماكن سياحية في كابادوكيا في الشتاء، ويبلغ طول الوادي حوالي 14 كم، ويمتد من قرية أهلار وحتى قرية سليم ويحتوي على مناظر طبيعية خلابة وأشجار شاهقة الارتفاع، وفيه العديد من المعالم التاريخية والآثار المنحوتة في صخوره الجبلية، ولقد كان مكان هام لتجمع الرهبان الهرامسة الذين حفروا في الصخر وبنوا أديرة ومنازل للسكن والإقامة، وتجد فيه أراضي زراعية خصبة تجاور نهر ميليديز وبجواره جبلين بركانيين هما جبل حسن وجبل ميلدز.
10- الوديان الحمراء والوردية
وديان جميلة بلون أحمر وأصفر وبرتقالي تتواجد بين قريتي جوريم وجافوشين بحيث تكون من أجمل أماكن سياحية في كابادوكيا، ولقد تشكلت الوديان من الانفجارات البركانية وتآكل المياه والرياح بفعل عوامل التعرية منذ آلاف السنين، وتضم الوديان حدائق جميلة وأراضي زراعية يعمل بها عدداً من المزارعين المحليين ومسارات مخصصة للمشي، وكنائس قديمة محفورة في الصخر مثل كنيسة الأعمدة وكنيسة الصليب وكنيسة الصلبان الثلاثة مع لوحات جدارية ومنحوتات محفورة في الجدران والأسقف.
11- قرية جافوشين
قرية ريفية جميلة وصغيرة ومن أبرز معالم السياحة في كابادوكيا، وتقع بين منطقتي جوريم وأفانوس وتمتاز بطبيعة صخرية تشكلت عبر ملايين السنين بفعل ثوران البراكين، ومنذ القدم عاش المسلمون مع الروم قرب قرية جافوشين التي كان يقطنها الرهبان المسيحيون الهاربون من سخط الروم مما ساهم في انتشار الديانة المسيحية في القرية بحيث أصبحت مركزاً دينياً مهماً خلال القرن الثامن، وبعدها تحولت القرية لدير للعبادة وتم إنشاء كنيسة القديس يحيى المعمدان، والتي هي من أقدم كنائس القرية وأكبرها.
12- قرية سوغانلي
مكان رائع للزيارة ومن أفضل معالم السياحة في كابادوكيا حيث تمتاز بكونها قرية محفورة في الصخر يعود تاريخها للعصر الروماني، وفي فترة الإمبراطورية البيزنطية أصبحت مركزاً كبيراً لنشر المسيحية وفي قمتها العالية الصخرية تتواجد العديد من الأديرة مع أشهر اللوحات الجدارية المحفوظة، ومن أشهر كنائسها كنيسة القبعة السوداء وكنيسة الأفعى والكنيسة المخفية، إضافة إلى دير كيسليك، والطريق المؤدي إليها مزدحم بالقرى المهجورة والمعالم التاريخية المثيرة للفضول.
13- وادي باشباج
يقع الوادي على قمة صخرية مذهلة تأخذ شكل الفطر مما جعله من أهم وأشهر أماكن السياحة في كابادوكيا، ولقد سكن المنطقة مجموعة دينية تسمى بمجموعة القديس سمعان العمودي قامت بالحفر فوق القمم وإنشاء غرف رهبانية للصلاة في عزلة، وبجوار الوادي يقع متحف زيلو في الهواء الطلق ويبعد عنه مسافة 2 كم.
14- مدينة أفانوس
مدينة نابضة بالحياة توجد قرب نهر كيزيليرماك، وتتكون من جزء قديم فيه شوارع ضيقة مرصوفة بالحصى مع قصور عثمانية مهجورة مصطفة على جانبي الشوارع في مشهد خلاب، والمدينة ذات أهم عوامل جذب السياحة في كابادوكيا بسبب شهرتها في صناعة الفخار والتي يرجع تاريخها للعصر الحثي، وفي الوقت الحالي يقوم الحرفيون باستخدام الطين الأحمر الموجود في نهر كيزيليرماك من أجل صناعة الفخار، ويتم عرض منتجات المدينة من الفخار في المحلات التجارية الموجودة في الشارع الرئيسي من المدينة وعلى ضفة النهر، وفي المدينة يوجد متحف غوراي جيراميك الخاص بعرض السراميك مع مجموعة من الكهوف الصخرية الجميلة والساحرة.
15- قيصري
مدينة صاخبة وتاريخية تقع على الطريق المؤدي لكابادوكيا المؤدي إلى المطار، وتشكل إحدى أجمل معالم السياحة في كابادوكيا حيث تضم معالم أثرية من العصرين السلجوقي والعثماني مع قلعة في ساحتها الرئيسية بين محلات تجارية حديثة وشوارع مزدحمة بالمارة، وفيها متحف معمار سنان وكان عبارة عن مدرسة طبية ومن ثم تحول لمتحف يجمع أهم القطع الأثرية والمنسوجات والسرامرك والمنحوتات الحجرية من الحضارة السلجوقية، ويمكن مشاهدة جبل ارجييس من أي مكان في المدينة ويعد أعلى نقطة موجودة في كابادوكيا، ويمتاز بمنحدراته الثلجية المناسبة للتزلج، وفي جنوب القرية تتواجد قوافل السلطاناني وهي بقايا من العصر السلجوقي في الطريق المؤدي إلى كارافا شراي.
16- حاجيبيكتاش
أطلق عليه هذا الاسم كونه محج لأتباع طائفة بيكاتش التي أسسها صوفي إيراني يدعى حاجيبكتاش فالي، والمتحف عبارة عن مكان للعبادة والصلاة وفيه منبر مؤسس الطائفة
، وبين قريتي نوشهير وحاجيبكتاش تقع قرية جوشهير والتي تحتوي على أشهر أماكن السياحة في كابادوكيا وأهم مناطق الجذب السياحي، وهما دير أجيك سراي الحجري وكنيسة سانت جان العائدة للقرن الثالث عشر.
17- أورغوب
من المدن القديمة التابعة لمنطقة كابادوكيا وتشتهر بفنادقها ومطاعمها الراقية، وتضم مباني تاريخية عائدة للعصر السلجوقي مثل مسجد كارامانوغلو الذي يعود تاريخه للقرن الثالث عشر وقبر توربيسي ألتيكابي، ويفصل جزء المدينة القديم عن الحديث تل عالي، ويضم الجزء القديم مجموعة من المنازل الحجرية العائدة للعصر العثماني والتي تحولت حديثاً إلى فنادق للإقامة، وفي وسط المدينة كنيسة أغيوس قسطنطين إيليني الجميلة، وبقرب المدينة توجد قرية مصطفى باشا الصغيرة وتضم تجمعاً من السكان اليونانيين والأتراك مع منازل قديمة وشوارع مرصوفة بالحصى.
18- متحف غوراي
من أهم المتاحف الخزفية على مستوى العالم والموجودة تحت الأرض، وأحد أهم معالم السياحة في كابادوكيا وتركيا حيث يضم منحوتات وفخار وأدوات خزفية وقطع أثرية وتاريخية تعود لآلاف السنين، وتعبر عن حجم الثقافة والتاريخ لمدينة كابادوكيا.
في نهاية هذا المقال تم التعرف على أفضل معالم السياحة في كابادوكيا، والتي يمكن زيارتها عند القدوم إلى المدينة حيث القلاع والمتاحف والمدن المدفونة تحت الأرض والكهوف والمداخن، بحيث تكون الرحلة السياحية لهذه المنطقة مفعمة بالإثارة والغموض.
