قبل ما يقارب من ثلاثين عاماً، وتحديداً في عام 1993 بين رمال صحراء الرياض الحارقة، بدأت المملكة العربية السعودية إنشاء أحد أهم مشاريعها المعمارية على الإطلاق بتصميم فريد وتنفيذ أجمل، ألا وهو الجسر المعلق الرياض، والذي يطلق عليه أيضاً جسر وادى لبن في إشارة إلي المنطقة التي تم إنشاء الجسر بها والتي تقع في الجهة الجنوبية من مدينة الرياض في وسط المملكة، ويعد الجسر المعلق بالرياض واحد من أكبر الجسور المعلقة بالعالم والأول من نوعه من حيث التصميم والبناء وأسلوب التنفيذ، فتابعونا اليوم لتتعرفوا على المزيد من التفاصيل حول هذا المشروع العملاق.
موقع الجسر المعلق الرياض
يقع الجسر المعلق الرياض فوق وادي لبن الذي يقع في المنطقة الجنوبية الغربية بمدينة الرياض في وسط المملكة العربية السعودية، وهو من أفضل المناطق الجاذبة للسياح بالمملكة، وقد ساهم هذا الجسر في تسهيل المرور على القادمين من الطريق الدائري الشمالي إلى طريق جدة السريع، وإلى غرب وجنوب الرياض.
الأهمية السياحية للجسر المعلق في الرياض
يعد الجسر المعلق الرياض واحد من أهم معالم الرياض السياحية فهو أحد التحف المعمارية والهندسية بالمدينة، ويرجع ذلك إلى طريقة توزيع الكابلات والتي يصل عددها إلي 48 كابل، والتي تختلف عن باقي الجسور المعلقة، حيث تم توزيع الكابلات من الوسط على عكس باقي الجسور المعلقة، وهو ما أعطاه تصميماً هندسياً وشكلاً جمالياً مميزاً، وقد كان نظام توزيع الكابلات هذا من ابتكار المصمم "سيشاردى سريتيفاسان" وهو واحد من أكثر من 300 فرد عمال ومهندسين وفنيين اشتركوا في تشييد هذا الصرح العملاق.
تفاصيل مشروع الجسر المعلق بالرياض
ترجع عظمة الجسر المعلق الرياض إلى تفاصيله المميزة حيث بلغ طول الجسر 763 متراً بعرض يصل إلى 35 متراً ويتألف من مسارين منفصلين متعاكسين بينهما جزيرة يصل عرضها إلى حوالى 5.4 متراً، ويتألف من كابلات يقع حملها على عمودين، عمود شمالي يصل ارتفاعه إلى 72.5 متراً وآخر جنوبي يصل إلى 80.5 متراً، ويصلح لحمل سيارات بحمولة تصل حتى 65 طن وذلك بفضل تصميمه المقاوم للرياح والزلازل.
وقد تم تشييد الجسر المعلق في الرياض بعد إجراء دراسات دقيقة ومكثفة لمعرفة تأثير الأحمال على سلامة الجسر، كما أجربت العديد من التحاليل لدراسة تأثير الزلازل والعواصف الترابية على سلامته، وقد وضحت الدراسات والأبحاث أن هذا التصميم المميز له القدرة على مقاومة السحب ومقاوم للرياح، كما راعى المصممون عند تنفيذ الجسر المعلق بالرياض عدم المساس بطبيعة العوامل البيئية للوادي.
وقد تم الانتهاء من تنفيذ هذا المشروع عام 1997 في افتتاح شهد وجود الأمير عبدالله بن عبدالعزيز -ولي عهد المملكة العربية السعودية آن ذاك- بتكلفة قدرت قيمتها بحوالي 190 مليون ريال سعودي وفي مدة وصلت إلى ست سنوات وستة أشهر.
وقد صرح دكتور علي المنبهي مستشار الإدارة العامة للمسح والتقييم بوزارة النقل في مداخلة صوتية مع قناة الإخبارية السعودية أن العمر الافتراضي لمشروع الجسر المعلق الرياض يصل إلى 150 عاماً، وهو رقم كبير في عمر الجسور المعتاد على مستوى العالم، وقد ذكرت التقارير أن الارتفاع الإجمالي للجسر يصل إلى نحو 175.5 متر في أعلى نقطة منه.
المزارات السياحية في جسر الرياض المعلق
يحرص السياح على زيارة الجسر المعلق الرياض للتمتع بمشاهدة صورة بانورامية خلابة لمعالم الرياض الجميلة من خلال النظر عبر واجهات زجاجية عالية، والتقاط الصور التذكارية في ضوء النهار، ويمكن للزائرين الوصول إلى الجسر عن طريق المصعد الذي يقوم بتوصيلهم إلى الطابق 99، ويتم قطع تذاكر الزيارة من مكتب التذاكر الواقع في مدخل الجسر، والتي يبلغ سعرها 69 ريال سعودي للشخص البالغ، و23 ريال سعودي للأطفال أقل من 10 سنوات.
ونظرًا لأهمية هذا الجسر العظيمة تحرص المملكة العربية السعودية على إضاءته باللون الأخضر في أيام الاحتفالات بالعيد الوطني.
خدمات الجسر المعلق بالرياض
يمكن للسياح وزائري الجسر المعلق بالرياض قضاء وقت ممتع من خلال الخدمات المقدمة بالجسر، وزيارة بعض الأماكن المميزة به والمتمثلة فيما يلي:
مطعم الجسر المعلق
يمكن للسياح تناول الأطعمة في مطعم مشويات الجسر المعلق، والذي يحرص على تقديم أفضل الأطعمة المميزة وأجود المشويات بأسعار مناسبة ويمكن للزائرين اصطحاب الأطفال معهم والتمتع بالموسيقى الهادئة، والاستقبال الرحب من قبل العاملين بالمطعم، ويقدم المطعم مجموعة من أشهى الأطباق مثل أطباق الكباب وأطباق الحميس النعيمي والدجاج المشوي ومجموعة متنوعة من المقبلات والسلطات التي ترضي جميع الأذواق.
المحلات التجارية والبازارات
يمكن لزائري الجسر المعلق في الرياض التسوق وشراء الهدايا التذكارية من المحلات التجارية الموجودة في مدخل الجسر والتي من أشهرها محل "مون بلانك"، ومحل "كارولينا هريرا".
المشكلات التي تواجه جسر الرياض المعلق
لعل أهم مشكلة تواجه العابرين على جسر الرياض المعلق هي التكدس المروري على طول الجسر حيث يتضاعف عدد العابرين من على الجسر يوميًا، وعلى الرغم من أن الزمن المتوقع لعبور الجسر هو 25 دقيقة فقط، إلا أن هذه المدة الزمنية تتضاعف لعدة مرات في حالة وقوع الحوادث المرورية وفي أوقات الذروة.
ونظرًا لأهمية الجسر المعلق بالرياض تسعى وزارة النقل السعودية لحل تلك الأزمة المرورية، وبدأت بالفعل في وضع اللوحات الإرشادية عند المخرج رقم 28 المتجه ناحية الشمال، وعند المخرجين رقم 33، 34 المتجهين ناحية الجنوب، كما تعمل حاليًا وزارة النقل على دراسة فتح امتداد للطريق عند المخرجين 34، 33 إلى طريق جدة لتسهيل الحركة المرورية وتخفيف الازدحام والتكدس.
في النهاية وفي ضوء ما ذُكر سابقاً يمكننا أن نستشعر ما أضفاه الجسر المعلق الرياض من قيمة على العمارة السعودية وما أضفته العمارة السعودية عليه من سحراً وجمالاً لذلك يعد من تحف الرياض المعمارية، فإذا كنتم من قاطني المملكة أو زوارها فلا تترددوا في زيارة هذا المشروع المعماري المذهل.
