سياسات مسؤولية المؤسسات تجاه المجتمع يجب أن تركّز على الاستدامة والمهارات الأساسية

كشفت دراسة حديثة هي أولى من نوعها وأجراها مركز أخلاقيات الأعمال التابع لغرفة دبي بالتعاون مع مؤسسة الإمارات أنّ 40% من المستطلعين يرون أنّ مسؤولية المؤسسات تجاه المجتمع تسهم في وفاء الموظفين في حين أنّ دراسة أخرى أبرزت أنّ 42% من المستطليعن يرون أنّ هذه المسؤولية تزيد الإنتاجية وترفع مستواها.
ولكن على الرغم من هذه النسب الإيجابية، لا يزال مفهوم مسؤولية المؤسسات تجاه المجتمع بحاجة إلى مزيد من الترسيخ في دولة الإمارات العربية المتحدة، ذلك أنّ الدراسة نفسها كشفت أنّ 56% من المستطلعين لا يشاركون في أنشطة للمسؤولية تجاه المجتمع بسبب نقص في الوعي وأنّ 41% منهم تنقصهم الموارد المالية للمشاركة في مثل هذه الأنشطة.
وفي هذا الصدد، وتشديداً على أهمية مسؤولية المؤسسات تجاه المجتمع وأهمية تطوير المبادرات الخاصة بهذا الشأن، صرّح السيد هو جيلبرت، مدير العلاقات العامة والشؤون الخارجية لدى شركة بيبسيكو اسيا، الشرق الأوسط وأفريقيا ومتحدث في القمة أيضاً: "نحن في شركة بيبسيكو قطعنا على أنفسنا عهداً بالنمو المستدام من خلال الاستثمار في مستقبل أصحّ وأسلم لمجتمعنا وكوكبنا. وهذا العهد هو حجر الزاوية لرسالتنا القائمة على الأداء اندفاعاً بهدف محدد، فنجاح الشركة على الصعيد المالي (الأداء) مرتبط ارتباطاً وثيقاً بمسؤولياتنا تجاه المجتمع والبيئة (الهدف)".
وعلى صعيد آخر، لم يثبت قط أنّ مبادرات مسؤولية المؤسسات تجاه المجتمع تؤثر تأثيراً مباشراً على الربحية خصوصاً في الإمارات حيث أنّ هذه المبادرات شبه معدومة. لكنّ المحللين والخبراء يرون أنّ الشركات القائمة في الإمارات والتي تقدم على مثل هذه المبادرات يجب أن تركّز أكثر على برامج مستدامة ومرتبطة ارتباطاً مباشراً بعمل الشركة الجوهري.
وفي السياق نفسه، قالت السيدة وفاء ترنوسكا، المديرة الإقليمة لمبادرات مسؤولية الشركة تجاه المجتمع في شركة دي أل إيه بايبر الشرق الأوسط ومتحدثة في القمة الثامنة لمسؤولية المؤسسات تجاه المجتمع: " لا جدوى من سياسة تكون غير مستدامة وصعبة التحقيق والتنفيذ. فسياسة المسؤولية تجاه المجتمع يجب أن تبدأ بالمهارات الجوهرية. ولذلك، ما من سياسة صحيحة إلا إن كانت بيئية".
وفي هذا الإطار، تطلق شركة بيبسيكو أول منتدى للشباب عن المسؤولية الاجتماعية في 24 أبريل 2011 تزامناً مع انعقاد القمة الثامنة لمسؤولية المؤسسات تجاه المجتمع التي تنظمها المؤسسة العالمية للبحوث الشرق الأوسط. هذا المنتدى مخصص للشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و30 سنة ويتيح لهؤلاء تبادل الأفكار والآراء وتعزيز معرفتهم في موضوعين أساسيين هما حماية البيئة والتمكين من خلال التعليم.
أما القمة فتلتئم من 24 إلى 28 أبريل الجاري في دبي، وتحديداً في فندق موفنبيك في منطقة جميرا بيتش رزيدنس وتتخللها مناقشات حول مواضيع هامة مثل "مسؤولية المؤسسات تجاه المجتمع في الشرق الأوسط"، "كيفية تطوير الاستراتيجية الصحيحة للمسؤولية تجاه المجتمع" وغير ذلك من مواضيع حثيثة. أما لائحة المتحدثين في القمة فتتضمّن السيد مكسيم شعيا، مستكشف ومتسلّق جبال من لبنان، السيد خالد خليفة، رئيس منطقة الشرق الأوسط، مكتب آسيا، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، الإمارات العربية المتحدة وغيرهما.