يبحث الأطباء عن المؤشرات ' الإنتظار اليقظ ' أفضل حل.
وجدت دراسة جديدة بأن أكثر من نصف الرجال الأمريكان الذين حصلوا على معالجة بالإشعاع أو الجراحة لسرطانِ بروستات خضعوا لبرنامج "الانتظاروالمشاهدة" الذي لم يتضمن معالجة نشيطة.
لأن تعاقب الورم يمكن أن يتفاوت على نحو واسع بين المرضى، قال الدكتور ديفيد سي . ميلير باحث مشارك في الدراسة، "هناك تغيير عظيم في حدوث سرطانِ البروستات." واضاف "هناك بعض أمراض السرطان تكون فيها المعالجة الواضحة مفيدةَ، "وقال "في الحالات الأخرى، يمكننا أن نَتفادى المعالجة العدوانية، بكل آثارها الجانبية." ويحاول الأطباء الآن أن يقرروا أَي الرجال سيكونون بحال أفضل بدون معالجة.
هذا ونشر فريق ميلير نتائج البحث في عدد 16 أغسطس/آب الماضي من مجلة معهد السرطان الوطني. ووضح ميلير، الذي لعب دوراً في الدراسة بينما كان في جامعة مشيغانِ وهو الآن زميل في علم أورام في جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس، " كان الحافز للدراسة بأننا تعلمنا أكثر حول احتمالات حدوث الآثار الجانبية من المعالجة، وما هي أفضل العلاجات."
شملت الدراسة على " مستوى كبير من السكانِ ، "فنحن ننظر على أكثر من 64,000 رجل أدرجوا في مكتب تسجيل معهد السرطان الوطني الامريكي، شخصوا لإصابتهم بسرطان البروستات المبكر. وتم تقسيمهم الى قسم خطر مرتفع، وقسم خطر منخفض من أمراض السرطان على أساس العواملِ التي تؤثر على مدى عدوانية السرطان.
ومن عام 2000 إلى 2002 ، ذكر الباحثون بأن أكثر من نصف الرجال الـ 24,835 من قسم الخطر المنخفض خضعوا للمعالجة الإشعاعية أو الجراحة في الشهور الأولى بعد التشخيص، وظهر جليا بأن للعمر تَأثير على خيارات المعالجة. فالرجال تحت عمر 55 عاما خضعوا في الأغلب للعلاج بالجراحة، بدلاً من "الإنتظار اليقظ". أما أكثر الرجال الذين تجازوا السبعين من قسم الخطر المنخفض تلقوا على الأغلب علاج الإشعاعي -- بالرغم من أنهم يعانون من أورام بطيئة ومتزايدة في أغلب الأحيان وسيموتون من شيء أخر عدا السرطان.
يقول ميلير، "كنا بحاجة الى دراسة واسعة النطاق لأن هناك عشرات آلاف من الرجال حالتهم لها علاقة بهذا القرار. وتخمن جمعية السرطان الأمريكية بأن 234,000 رجل أمريكي سيشخصون للإصابة بسرطانِ البروستات هذه السنة و27,350 سيموتون منه.
إن الخدعة، وفقاً لميلير، هي في اكتشاف أولئك الرجال الذين يحتاجون المعالجة النشيطة، وأولئك الذين يحتاجون ببساطة للمتابعة مع مرور الوقت.
وتجري حالياً عدة دراسات لمحاولَة التَمييز بين أولئك الرجال الذين من غير المحتمل أن يموتوا من أمراض سرطان البروستات مهما كانت المعالجة، بالإضافة إلى أولئك الذين هم أقل من المحتمل للإستفاَدة من المعالجة.
ويجري فريق في جامعة تكساس إم . دي . مركز سرطانِ أندرسن في هيوستن مثل هذه الدراسات. فهو يختبر مفهوم "الإنتظار اليقظ" الذي تَبدل تعريفه مع مرور السنين، وفقا للدّكتورة جيري كيم، أستاذ مشارك في قسم علم الأورام الطبي.
تقول كيم "في الماضي، كنا نتابع المريض حتى تتطور الأعراض، "واضافت، "الآن، نتحدث عن متابعة المريض بشكل فاعل باستعمال الأدوات المختلفة."
وتتضمن تلك الأدوات، "نتيجة جليسون"، وهو مقياس لكيفية ظهور خلايا البروستات السرطانية تحت المجهر؛ ونتيجة فحصِ الدم القياسية لمستضد البروستات المعين (بي إس أي) ؛ والفحوص فوق السمعية، وتقارير فحصِ العينة.
وبدأت التجارب في فبراير/شباط. وسوف تضم 650 رجلا يعانون من نوع صغير، ومبكر من أمراض سرطان بروستات لسنوات، وفحص العوامل التي قد تجعل الورم عدوانيا.
تقول كيم، "لا توجد حقاً، مجموعة وطنية من التعليمات للمرضى الذين سيخضعون للمراقبة، "واضافت، "نحن نحاول تَعريف البعضِ، وكتابة مجموعة علامات جديدة أيضاً لإكتشاف نمو السرطان."
يقول ميلير، "يمكن لعدة عوامل طبية الآن مثل نتيجة جليسون أن تؤثر على القرار بين المعالجة والإنتظار اليقظ، ولكن موقف الرجلِ المصاب هام أيضاً". واضاف ميلير، "هل الرجال مرتاحون من فكرة انهم سيعيشون مع تشخيص للسرطان؟ بعض الرجال يملكون مشاعر قوية اتجاه العلاج. الرجال الذين يخضعون لبرنامج الإنتظار اليقظ يجب أن يحضورا للقيام بالمتابعات ويشعروا بالراحة لفكرة أنهم يعانون من سرطان تحت المراقبة." واضاف، "لا تملك الدراسة الحديثة، جوابا سليما مقترحا للسؤال، ولكنها تقول حجم المشكلة."
من جهة اخرى، يقول تقرير ورد في ذات المجلة بأنه من الممكن اكتشاف سرطانِ البروستات بسهولة أكثر عند الرجال الذين تناول دواء " finasteride "، دواء يوصف لمرضى البروستات المتضخمة. فقد اثر الدواء على نتيجة إختبار بي إس أي وجعلها أكثر جزماً، وفقل لما إستنتجه أطباء من جامعة تكساس في مركز العلوم الصحية بمدينة سان انطونيو.