وفقاً لدراسة جديدة، ازدياد في عدد الوصفات الطبية التي تصف أدوية لعلاج الكآبة وتراجع لجلسات العلاج النفسي. حتى بعد ظهور مخاوف من وجود علاقة بين انتحار المراهقين واستعمال أدوية الكآبة خلال العقد الأخير، إلا أن الوصفات الطبية التي وصفت أدوية تعديل المزاج زادت بشكل كبير بينما تراجعت جلسات العلاج.
وقد وجدت الدراسة التي قامت به كلية الطب في جامعة ستانفورد، بأنه بينما تدعو التعليمات الطبية إلى معالجة الكآبة عند المراهقين عن طريق جلسات العلاج النفسي والدواء أو التحليل النفسي فقط في الحالات المعقدة، تلقى العديد من المراهقين أدوية مضادة للكآبة فقط - من ضمنها أدوية لم يصادق على استعمالها بعد للأطفال- ولم يحصلوا على أية استشارات نفسية.
كما وجدت الدراسة بأن عدد الزيارات إلى الأطباء النفسيين تضاعفت خلال الفترة ما بين 1995- 2002. حيث سجلت 1.44 مليون زيارة بحلول العام 2002. وذلك الرقم ارتفع إلى 3.22 مليون مريض مراهق. وفي نفس الوقت فأن عدد الزيارات التي تم وصف مضادات الكآبة فيها كانت 47% عام 1995، و 52% خلال 2002. بينما انخفضت نسبة الاستشارة النفسية والجلسات العلاجية من 83% إلى 68%.
وكان فريق فريق ستافرد قد استعمال في الدراسة بيانات استخرجت من استطلاعان وطنيان، ركزا على المراهقين الذين زاروا الأطباء النفسيين ما بين 1995 و 2002.
وعلى الرغم من أن عقار "بروزاك" هو الوحيد الحاصل على موافقة إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية للاستعمال مع الأطفال، إلا أن أغلبية الوصفات الطبية للأدوية المضادة للكآبة التي انتشرت ما بين1995 و 2002 كَانت لأدوية غير مصادق عليها بعد. وكانت إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية قد طلبت رسمياً من الشركات المصنعة لهذا الأدوية وضع ملصق تحذيري على هذه الأدوية تحذر من الأخطار المحتملة على الأطفال والمراهقين.
يقول الدكتور راندل إس . ستافرد، باحث رئيسي، وأستاذ طب مشارك في الجامعة، " نحن مهتمون بدراسة مضادات الكآبة وتأثيرها على الأطفال والمراهقين." أضاف ستافرد "لقد أرتفع استعمال المضادات الكآبة بشكل مثير خلال تلك الفترة. لم نجد زيادة في استعمال هذه الأدوية فقط وإنما انخفاضاً في الحصول على جلسات أو استشارات تحليل نفسي."
وعبر ستافرد عن قلقه من أن هذه الأدوية لم يتم فحصها على نطاق واسع لاستعمالها مع الأطفال والمراهقين. كما أن طلب الإدارة أن يتم كتابة التحذيرات الملائمة على هذه الأدوية جاء متأخراً. " لقد كان البروزاك الدواء الأساسي عام 1995، ولكن مع دخول الأدوية الجديدة إلى السوق، انتشرت بسرعة بين المراهقين، وانخفضت إمكانية الحصول على دواء مضاد للكآبة ومصادق عليه من إدارة الغذاء والدواء."
وفي نهاية الدراسة أوصى الأطباء بضرورة الحصول على بيانات جديدة حول هذه الأدوية. كما يجب دراسات العوامل التي تجعل الأطفال والمراهقين عرضة للكآبة ومحاولة تقليلها لتجنب إعطاء هذه الفئة الشابة عقارات مضادة للكآبة.