دعت اختصاصية صحية إلى العناية بالاختبارات الطبية للشعر لكونها من احدث الطرق العلمية المبتكرة التي تربط وتوثق العلاقة ما بين كيميائية الجسم والحالة الصحية .
وقالت سندس موسى الاختصاصية في مختبر خاص للتحاليل الطبية في حديث لوكالة الأنباء الكويتية، أن اختبار الشعر يكشف العناصر المعدنية الموجودة في الجسم والتي يأخذها عادة من الهواء أو الغذاء ويعطي نتيجة تفصيلية ل32 من العناصر المعدنية.
وأضافت ان هذا الاختبار يبين حالة الجسم الصحية عن طريق كشف وجود أي خلل في مخزون الأنسجة من العناصر المعدنية النادرة والضرورية لبناء الجسم ونموه كالزنك والحديد والمغنيسيوم والكالسيوم .
وأوضحت الاختصاصية ان الاختبار يبين مدى تراكم المعادن السامة في الجسم والناتجة عن التعرض لعوامل التلوث البيئي كالرصاص الموجود في الأصباغ والكادميوم الموجود في دخان السجائر و الألمنيوم الموجود في مزيل الروائح واليورانيوم والزئبق .
وأضافت، أن الاختبار يوضح أيضا الخلل الحادث بالعناصر المعدنية الناجم عن تناول بعض الأدوية مثل الأسبرين ومدرات البول ومضادات الحموضة وغيرها التي يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع نسبة المعادن السامة بالجسم والى اضطرابات عضوية وهرمونية .
وذكرت ان من فوائد هذا الاختبار انه يبين العلاقة بين معدلات المعادن في الجسم والحالات المرضية التي قد تصيب الإنسان مثل هشاشة العظام و سوء الهضم و الأنيميا بأنواعها وتساقط الشعر ونضارة الجلد و وجود روائح بالجسم و مشاكل الأسنان إضافة إلى القلق النفسي والخمول وقلة النوم والعصبية وغيرها من العوارض الغامضة التي كانت تعتبر مجهولة السبب .
وقالت أن اختبار الشعر يعطى صورة واضحة لمعدلات المعادن الموجودة في الجسم للوصول إلى افضل السبل لرعاية صحية كاملة .
هذا ومن جانب آخر وحول موضوع التلوث تحديدا ، فقد أكدت أستاذ طب المجتمع والبيئة بكلية الطب جامعة عين شمس الدكتورة وجيدة أنور مؤخرا أن التأثير الوراثي الناتج عن التعرض للمواد الكيمائية والبيولوجية الملوثة للبيئة يعد من اخطر الأضرار على الأجيال الحالية بإحداث السرطانات والعقم بل وعلى الأجيال المقبلة.
وذكرت الدكتورة أن التعرض لهذه المواد يترتب عليه إحداث تشوهات خلقية أو تخلف عقلي مشيرة إلى أن من أهم المواد المؤثرة في تلوث البيئة المخلفات الصناعية والمبيدات والتدخين والسموم الفطرية.
وأوضحت أن من اخطر هذه المواد أيضا تعرض الكربوهيدرات لحرارة عالية ومواد فيزيائية مثل الإشعاع والموجات الكهرومغناطيسية والمواد البيولوجية المختلفة التي تسبب التهاب الكبد الوبائي مشيرة إلى أن هذه المواد تؤثر بشكل اكبر خطورة في الأطفال حيث تسبب الإعاقة الذهنية والأورام الخبيثة.
وشددت على أهمية استخدام التكنولوجيا الحديثة والمؤتمرات البيولوجية بهدف التعرف على تعرض الجسم الخارجي وقياس نسبة السموم الفطرية في الأغذية أو المبيدات في البيئة وداخل الجسم بالملوثات مثل ارتفاع معدلات أنزيمات الكبد والتعرف على بدء التفاعل بين المادة الملوثة مع المادة الوراثية في الخلايا.