اخيرا سيتم توحيد المتحف المصري في برلين بعد ستة عقود

تاريخ النشر: 26 يوليو 2005 - 08:33 GMT

 في صيف هذا العام 2005، ستنتقل واحدة من أجمل النساء في تاريخ الفن، إلى عنوان جديد، لتشهد المجموعة العجيبة في المتحف المصري في برلين، وذلك بعد انقسام دام أكثر من ستة عقود من الزمان..

فالتمثال الحجري الأنيق للملكة نفرتيتي حسب صحيفة تشرين، يمثل بؤرة هذه المجموعة التي سيعاد عرضها أمام الجمهور في 13 من شهر آب المقبل، في مقرها الجديد القديم، في مجمع جزيرة المتاحف في قلب عاصمة الألمانية برلين.. ‏

ويعتبر إعادة الافتتاح الكبير هذا، تتويجاً لـ 15 عاماً من العمل الدؤوب، لاستعادة وتجديد المتحف وتصنيف المجموعة الأثرية التي توزعت للمحافظة عليها خلال الحرب العالمية الثانية، وعرضت في مساحات ضئيلة في نصفي المدينة المقسمة حتى الآن.. ‏

هذا الحدث موضع انتظار كبير في عالم الآثار، لأن مجموعة برلين تصنف من بين أهم مجموعتين أوثلاث مجموعات في العالم خارج مصر نفسها.. فمجموعات المتحف البريطاني، ومتحف اللوفر في باريس، ومتحف مثروبوليتان في نيويورك، تعتبر المنافسة الرئيسية لمجموعة برلين التي تغطي كل العصور، من فترة ما قبل الأسر إلى عصر الرومان..

 

وحتى الآن، كان من غير الممكن رؤية المجموعة في مكان واحد.. ونظراً لحقيقة أن مساحات العروض محدودة، فإن معظم قطع المجموعة تظل مخزنة بعيداً.. ‏

ويجمع خبراء الآثار والمؤرخون الفنيون، على أن برلين تعرض هذه الأعمال الفنية، التي لم تعرض منذ ما يقرب من 70 سنة.. ‏

وبما لا يدع مجالاً للشك أن أكثر القطع أهمية في مجموعة برلين، هي واحدة من أعظم قطع الفن المصري القديم، ألا وهو، التمثال النصفي للملكة نفرتيتي، من الأسرة الثامنة عشرة والذي يعود إلى 3300 عام.. ‏

ويشكل التمثال النصفي المصنوع من الرخام الملون، والذي يصور امرأة جميلة ترتدي غطاء للرأس فريداً على شكل مخروط حجر الزاوية في المجموعة، منذ أن اكتشف علماء الآثار الألمان التمثال في أنقاض استديو لفنان قديم على ضفاف النيل عام 1912.. ‏

وكانت تلك المجموعة قد وضعت في البداية في المتحف الجديد، الذي يبعد عدة أمتار عن قصر «هوهن تسولارن» في قلب برلين.. ‏

وتجسيداً لطراز هذا الزمان، جرى ترتيب المتحف ذاته من الداخل ليشبه معبداً مصرياً قديماً، مكتملاً بنقوش هيروغليفية على الجدران.. ‏

ولكن عندما تساقطت القنابل على برلين خلال الحرب العالمية الثانية، سارع أمناء المتحف بإخفاء الكنوز الفنية بالمدينة في مخازن خارجها.. وبعد الحرب انتقل بعض هذه المخازن لتصبح في ألمانيا الشرقية أنذاك، بينما البعض الآخر بقي في ألمانيا الغربية.. ‏

وانتهى الامر بنفرتيتي في الغرب، واتخذت مقراً في المتحف المصري غرب برلين، في منزل تحول لمتحف تحت الحراسة عبر شارع قريب من قصر «شارلوتنبرج».. لكن معظم مجموعة برلين المصرية، بقيت في الشرق، وعرضت في متحف «بود» في برلين الشرقية حتى سقوط جدار برلين.. ‏

والآن وبعد فترة طويلة، تعود نفرتيتي إلى المتحف المعاد بناؤه من جديد، والمسمى المتحف القديم.. وهذا المتحف يتسم برومانسية حزينة، وهو من مخلفات الحرب في ظل نظام ألمانيا الشرقية الذي لم ير زعماؤها أبدا إنه صالح للاسترداد، مستشهدين بأسباب «ايديولوجية» بعدم لمس متحف بناه ملوك بروسيا!.. ‏

ويعد هذا المتحف الآن، تحفة معمارية تعود للقرن الثامن عشر، وهو مقر ملكي مناسب، لملكة مصر القديمة.. ‏

ورغم ذلك فإن المتحف القديم، هو مقر إقامة مؤقت فقط بالنسبة للملكة!.. فمقرها الأصلي، هو في المنطقة المجاورة للمتحف القديم، وسيكون جاهزاً في عام 2008 أو 2009، لتعود إلى مقرها من جديد.. ‏

وقد أحاط الغموض بالتمثال منذ اكتشافه في 7 كانون الأول عام 1912 سليماً تماماً بشكل لا يصدق، وذا ألوان زاهية، بعد ما كان منسياً في الرمال منذ عصور الاضطراب القريبة من عصر الفرعون «اخناتون»، وهو واحد من أكثر الحكام غموضاً على مر العصور.. ‏

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن