اغتنموا العشر الأواخر من رمضان

تاريخ النشر: 21 أبريل 2022 - 08:49 GMT
اغتنموا العشر الأواخر من رمضان
اغتنموا العشر الأواخر من رمضان

اغتنموا العشر الأواخر من رمضان فهي فرصة لا تخسرها،من أفضل أيام السنة هذه العشر الأواخر من رمضان الأبواب مفتحة ألواب السماء وأبواب الدعاء، وكان النبي صلى الله عليه وسلم غذا دخل العشر الأواخر من رمضان شد المأزر وأيقظ أهله وأكثر من النفقات والطاعات.

بلوغ العشر الأواخر من رمضان نعمة كبيرة، وتعتبر من أعظم المواسم، العشر الاواخر من رمضان هي درة الليالي وتاج الليالي.

كيف تستقبل العشر الأواخر من رمضان؟

  • استحضر فضل العشر الأواخر من رمضان

اعلم أن للعشر الأواخر من رمضان فضيلة تمتاز بها عن غيرها من أيام الشهر، ففيها أنزل القرآن كما قال تعالى:"إِنَّا أَنْـزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ" ، وليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان وهي ليلة عظيمة قال الله فيها: "وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ "أي: أن العبادة فيها خير من عبادة آلف شهر.

فرغ نفسك للعبادة في هذه العشر الأواخر

أحي ليلك بالتهجد قال الله تعالى:"ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا " ، وأيقظ أهلك لينالهم نصيب من نفحات تلك الليالي المباركة، وشد مئزرك دلالة على استجماع الهمة والعزم على الاجتهاد في العبادة، كما قالت عائشة رضي الله عنها: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره"، وقالت أيضا: "كان إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله".

تعرض لجميع أنواع العبادة في العشر الأواخر من رمضان

اجعل الاجتهاد في الطاعات لله شاملاً لجميع أنواع العبادة من صلاة وقرآن وذكر وصدقة وغيرها، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يعتزل نساؤه حرصا منه على نبذ كل ما يشغل القلب عن الإخلاص، واشتغالاً بالعبادة، بل إنه كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان، لئلا يصرفه عن عبادة الله وذكره وشكره صارف.

في العشر الأواخر من رمضان اعتكف في أحد المساجد

امكث في مسجد تقام فيه صلاة الجماعة هذه العشر الأواخر طاعة الله تعالى، وانقطع عن علائق الدنيا وشواغلها ابتداء من فجر يوم الحادي والعشرين؛ عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يعتكف صلى الفجر ثم دخل معتكفه". وتنتهي مدة اعتكافك بغروب شمس آخر يوم منه.

في العشر الأواخر من رمضان التزم بسنن الاعتكاف

يجب عليك ألا تزور مريضاً أثناء اعتكافك، ولا تجيب دعوة، ولا تقرب أهلك، ولا تشهد جنازة ولا تذهب إلى عملك خارج المسجد لما ثبت عن عائشة رضي الله عنها قالت: "السنة على المعتكف ألا يعود مريضاً، ولا يشهد جنازة ولا يمس امرأة ولا يباشرها، ولا يخرج لحاجة إلا لما لابد فيه"

العشر الأواخر من رمضان

فضل العشر الأواخر من رمضان

إن الدعاء في العشر الأواخر من رمضان المبارك فضل عظيم وكبير وذلك بسبب إلى أن هذه الأيام من أفضلها على مدار العام، وتعظم فيها كل هبة، وتنزل في هذه الليالي رحمة الله تعالى بعباده الطائعين، وتقل فيها الزلات والآثام ويرفع الله الدرجات، وفي العشر الأواخر من رمضان قضاء لحوائج الناس، فيستمع الله لما يطلبه عباده، ويستجيب لهم، ويرد سؤالهم، ويسمع بكاء القائمين، وإلحاحهم في الدعاء، وتضرعهم لله عز وجل، ويعفو الله للمسيء، ويسمع توبة من أذنب وعاد إلى الله تعالى.

نصائح للاستفادة من العشر الاواخر من رمضان

  • النيَّة: أن تنوي أنَّ ما ستقومين به من أفعال وعبادات كلّها خالصة لوجه الله؛ حتى تثابي على جميع أفعالك بما فيها النَّوم، وعملك، ودراستك، والعناية بأطفالك أو أفراد أسرتك.
  • الأذكار: احرصي على ترديد جميع الأذكار؛ لما لها من فضل عظيم، وأذكار اليوم متنوِّعة منها: أذكار الصباح والمساء، وأذكار الوضوء، وما بعد الصلاة، وأذكار تناول الطَّعام، وأذكار الذَّهاب إلى المسجد، ولا تنسي الذِّكر الخاص بهذه الليلة، والذي أوصى به الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- وهو «اللهم إنَّك عفوٌّ كريم تحب العفو فاعفُ عنَّا»، إضافةً إلى الإكثار من سيد الاستغفار «اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ، وأبوء بذنبي؛ فاغفر لي؛ إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت».
  • تقديم إفطار لصائم: احرصي على أن تقومي بإفطار مسلم أو أكثر، إمَّا بدعوته، أو بإرسال إفطاره، أو بدفع مال لإفطاره؛ لتحصلي على أجر صيامه مضاعفاً بإذن الله.
  • الإنفاق والصَّدقة: جهِّزي صدقتك لهذه الليلة من ليالي العشر، وليكن لك ادخار طوال السنة لتخرجيه في هذه الليالي الفاضلة، فلا تفُتك ليلة من ليالي الوتر، إلا ولها صدقتها، فالريال إذا تقبَّله الله في ليلة القدر، قد يساوي أكثر من ثلاثين ألف ريال.
  • صلاة السنن: حريٌّ بك ألا تفوِّتي صلاة السنن الرَّواتب، وعددها 12 ركعة، إضافةً لصلاة التَّراويح والتهجُّد والشَّفع والوتر، وحبذا التنويع بين الصَّلاة في المسجد؛ لتحظي بثواب الجماعة وروحانيَّات المساجد، وأخرى تكونين منفردة بها لتدعي بما شئت.
  • الدُّعاء: ذكر الرسول الكريم، صلوات الله وسلامه عليه، أنَّ الدُّعاء هو العبادة؛ لما يتحقق فيه من ذلٍّ وخضوع لله تعالى، واعتراف بأنَّه هو القادر وبيده مقاليد السَّماوات والأرض، فاسألى الله ما شئت في هذه الليالي المباركة، وتحري أوقات الإجابة عند الفطر، وفي الثلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، ولا تجعلي لسانك يفتُر عن قول «اللهم إنَّك عفوٌّ تحبُّ العفو فاعف عنا».
  • صلة الرَّحم: احرصي على القيام بصلة الأرحام؛ خاصَّة المتقطّعة منها، وودِّي من استطعتِ من الأقرباء، وحاولي إدخال السُّرور عليهم، ولو بكلمة طيبة، أو مكالمة هاتف.
  • الدَّعوة إلى الله: للدَّعوة إلى الله ثواب عظيم وطرق متعددة يسيرة، كأن تنصحي صديقتك أو قريبتك بالذَّهاب إلى المسجد، أو حضور درس علم، أو أن تقومي بتوزيع بعض الأدعية والأذكار المأثورة عن فضل هذه الليالي والأعمال المستحبَّة فيها، أو أن تكتبي دعاءً أو حديثًا أو آيةً قرانيةً على موقع التَّواصل الاجتماعيّ، وتقومي بدعوة أصدقائك للتفكُّر بها.
  • إتقان العمل: الإحسان من خير الأمور التي يُجازي الله عنها خيراً، والله يحبُّ إذا عمل أحدنا عملاً أن يتقنه، فأدِّي واجباتك وأعمالك على أكمل وجه، ولا تدعي العبادة تجعلك تقصِّرين في التزاماتك اليوميَّة، فالله يجازي الإحسان إحساناً.
  • طلب العلم: إنَّ طلب العلم فريضة، حيث قال -صلى الله عليه وسلم-: «من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً، سهل الله له به طريقاً إلى الجنة»، لذا خصصي بضع دقائق من يومك لتعلُّم شيء جديد بنيَّة التعلُّم، والاستفادة وإفادة غيرك بعلمك.
  • الامتناع عن جميع المعاصي والذُّنوب: يجدر الامتناع التَّام عن جميع المعاصي والذُّنوب والملهيات التي قد تُفسد هذه الأجواء الروحانيَّة، كمشاهدة المسلسلات وغيرها من الأمور التي قد تأخذ من وقتك الثَّمين في هذه الليالي المعدودة، وتلهي قلبك عن أهميَّة اغتنام الفرصة والاستزادة منها.
  • تجديد التَّوبة: يستحبّ في هذه الليالي التَّوبة النَّصوح من المعاصي والذُّنوب، وتجديد التَّوبة في ليالي العفو هذه، والتَّوبة النَّصوح بمعنى أنَّها توبة شاملة، كذلك تعني أنَّها توبة رادعة ناصحة لصاحبها على عدم العودة للذُّنوب والآثام وعدم اتباع خطوات الشيطان.
  • المسامحة: فالله تعالى يغفر لعبيده إلا المتخاصمين، ومن باب أولى ما دمنا نسأل الله العفو عن أخطائنا؛ أن نسامح ونعفو عمن أساء إلينا وظلمنا.
  • بر الوالدين: أوصى الله تعالى ببر الوالدين في قوله عز وجل: «وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً»، لذا قومي ببرهما؛ لكي تحصلي على الأجر المنشود بإذن الله.

موعد ليلة القدر

موعد ليلة القدر لم يتم تحديدها يقيناً، وعلى الأرجح هي في ليلة السَّابع والعشرين إلا أنَّ الرأي الأقوى أنَّها غير معلومة، والحكمة من إخفائها وعدم تعيينها في النُّصوص؛ أن يجتهد المسلمون في جميع العشر الأواخر من رمضان بالتهجُّد وقراءة القرآن والإحسان، وليتبيَّن بذلك النَّشيط والمجدّ في طلب الخيرات من الخامل الكسلان، لذلك فالأولى بنا تحرِّيها في الليالي الوتريَّة، العمل باجتهاد في جميع هذه الليالي؛ حتى نحظى بفضلها العظيم.

العشر الأواخر من رمضان: فضلها والأعمال المستحبة فيها
فضل العشر الأواخر من رمضان