استخدم أطباء طريقة العلاج بالتنويم المغناطيسي على عدد قليل من الحضور على مسرح يرقصون ويغنون أوبرا ويزحفون على أيديهم وأرجلهم مقلدين الحيوانات بينما يمسك الطبيب بالميكروفون ويصدر لهم الأوامر.
وأعجبت تلك الطريقة الحضور إلا أنهم لم يتذكروا شيئا بعد أن يطرق الطبيب إصبعيه ويوقف العرض.
وتعود هذه الطريقة إلى الماضي!! إلا أن التنويم المغناطيسي أصبح علاجا متزايد الاستخدام في مجال الطب والطب النفسي لتخفيف الألم وخاصة مع المرضى الذين يخافون الحقن.
وقال طبيب ألماني يدعى أتشيم ستنزل "إن هذه الطريقة استخدمت لأول مرة على حد علمي في عام 1750".
وقال المرضى إنهم يشعرون باسترخاء تام كما لو كانوا في أحلام اليقظة. وسميت هذه الطريقة على اسم إله النوم لدى الإغريقيين القدماء وهو "هيبنوس" لان حالة الوقوع تحت تأثير التنويم المغناطيسي تشبه النوم.
إلا أن هذه الطريقة لا تعمل مع كل المرضى. وقال جواتشيم لويديكي، حسب وكالة الأنباء الألمانية، وهو رئيس رابطة لعلاج الأسنان بولاية ساكسوني الألمانية "ما يقرب من 10 في المائة من الأشخاص لا يستطيعون الوقوع تحت سيطرة الطبيب".
ويعتقد "أن هؤلاء من بينهم أشخاص ببساطة ليست لديهم الرغبة في الوقوع تحت سيطرة الطبيب أو لديهم قدرات ضعيفة على التخيل".
ويؤكد ستنزل إنه يستحيل استخدام هذه الطريقة بوجه عام في علاج شخص ما ضد إرادته.
إلا أن بعض الخبراء في مجال الطب شككوا في فوائد هذه الطريقة. وكان من بينهم برنارد إدجار الذي يعمل في واحدة من أكبر مستشفيات التأمين الصحي في ألمانيا.
وقال إدجار "إن الممارس العام يفتقد غالبا التدريب اللازم للعلاج بهذه الطريقة دون مخاطرة. وأن العلماء والأطباء النفسيين فقط هم المؤهلون تماما للعلاج بهذه الطريقة".
ومن جانب آخر، قال باحثون إن العلاج بالتنويم المغناطيسي يقدم فوائد كبيرة لمرضى القولون العصبي على المدى البعيد أيضا. ففي دراسة شملت أكثر من 200 مريض يعانون من أعراض القولون العصبي، ساعد العلاج بالتنويم المغناطيسي المرضى على التخلص من التشنج، الانتفاخ، والإسهال أو الإمساك التي نجمت عن الإصابة بالحالة مدة خمس سنوات فأكثر.
قالت الدكتورة وندي غونسلكوريل من مستشفى ويلينغتون بإنجلترا إن هذه الدراسة هي الأولى من نوعها على المدى البعيد .
وأفاد المرضى الذين تلقوا علاجا بالتنويم المغناطيسي بتحسن في الأعراض التي كانوا يعانون منها، انخفاضا في القلق والاكتئاب، نوعية أفضل من الحياة وقالوا إنهم أصبحوا يتناولون أدوية أقل ويراجعون أطباءهم بصورة اقل من ذي قبل بعد العلاج.
وقالت الباحثة في تقرير نشر في دورية الجهاز الهضمي "إنه خيار علاجي حيوي للقولون العصبي."
والقولون العصبي ليس مرضا ولكنه اضطراب وظيفي حيث تكون الأعصاب والعضلات في الأمعاء حساسة أكثر من الطبيعي. وتؤكد الدراسات أن الحالة تؤثر على أكثر من 10-20% من الأمريكيين وتتراوح الأعراض بين الخفيفة والشديدة.
قامت غونسلكوريل وفريقها باستطلاع آراء المرضى حول الأعراض التي يعانون منها ونوعية الحياة التي كانوا يعيشونها قبل وبعد الجلسات الإثنتي عشرة، كل جلسة لمدة ساعة واحدة، من العلاج بالتنويم المغناطيسي.
واكتشف الباحثون أن 71% من المرضى استجابوا بصورة جيدة للعلاج وأن الآثار الإيجابية للعلاج بين معظم الذين كانوا يعانون من أعراض القولون العصبي لم تذهب مع الزمن.
إن الأسباب الدقيقة للقولون العصبي غير معروفة ولكن الأطباء يعتقدون أن هناك كثيرا من الأسباب بما في ذلك الطعام، الرياضة، الهرمونات والتوتر التي تثير الأعراض.
قالت غونسلكوريل، "يبدو أن هناك تبدل في النشاط العضلي في الجهاز الهضمي وحساسيته". وأضافت أن التنويم المغناطيسي يؤثر على الطريقة التي يتعامل بها الدماغ مع الجسم من خلال الإشارات التي ترسلها الأعصاب، الهرمونات والمواد الكيماوية التي تسمى نيوروببتايدز.
وقالت الباحثة إن استخدام التنويم المغناطيسي يمكن أن يكون أفضل طريقة تؤثر بشكل خاص على آليات وظائف الأعضاء في الجسم حيث يمكن بواسطته استهدافها بشكل دقيق.
ويمكن استخدام التنويم المغناطيسي لوقف التدخين أو استرجاع الأحداث المأساوية أو الإصابات أثناء العلاج. وقالت غونسلكوريل إنه يستخدم أيضا لتخفيف الآلام أثناء الولادة، علاج الصداع النصفي والحالات الجلدية والربو._(البوابة)