الآن يمكنك شراء بن طبيعي بدون كافيين!

تاريخ النشر: 28 يونيو 2004 - 02:00 GMT
الإكثار من استهلاك القهوة فهو يضعف فعالية العلاج
الإكثار من استهلاك القهوة فهو يضعف فعالية العلاج

بمقدور الأثيوبيين من محبي تناول القهوة منزوعة الكافيين الشعور بالسعادة والزهو بشأن الأنباء التي أفادت باكتشاف نوع جيد من محصول البن منزوع الكافيين ينمو بصورة طبيعية في بلادهم. 

وجاء الاكتشاف من جانب فريق من العلماء البرازيليين برئاسة خبير في نبات البن باولو مازافيرا ونشر في أحدث طبعة للمجلة العلمية جورنال نيتشر واحتل العناوين الرئيسية في الصحيفة الحكومية (إثيوبيان هيرالد). 

ونقلت الهيرالد عن مازافيرا قوله، حسب وكالة الأنباء الألمانية، إن فريقه اكتشف نوعا من نبات البن العربي منزوع الكافيين بصورة طبيعية وهو نوع يعرف عادة ببذوره ذات النوعية الجيدة. 

وقال إن المحصول البري المكتشف حديثا ينتج بذور قهوة منزوعة الكافيين طبيعيا والتي سماها "منتج متفرد" لمن لا يتذوق المحاصيل المعدلة وراثيا ولكن لها طعم القهوة. 

وكانت الاكتشافات السابقة من نبات البن منزوع الكافيين أقل جودة وغير صالحة للإنتاج التجاري. ولكن أنواع البن العربي يعد أكثر الأنواع التي تزرع على نطاق واسع في العالم. 

هذا ومن جانب آخر، هناك الكثير من الحقائق حول القهوة حيث أن البعض ينصح بشرب القهوة لما لها من فوائد ولكن في نفس الوقت يجب عدم المبالغة بشربها حيث تعد القهوة من العوامل المحفزة للجهاز العصبي عند الإنسان. و تعد القهوة اكثر أنواع المشروبات شيوعا في العالم بعد الماء. و بحسب شركة نستله العالمية، المنتج لماركة نسكافية فأن المواطن البريطاني يتناول ثلاثة فناجين من القهوة السريعة التحضير يوميا.  

و يستطيع معظم الناس تناول القهوة و الاستمتاع بتأثير المواد المنبهة الموجودة فيها دون أن يكون لذلك تأثير كبير على صحتهم. لكن الخبراء يضيفون أن 2% من الأشخاص الذين يتناولون القهوة قد يتعرضون لمشاكل في القلب.  

فبالنسبة لبعض الأشخاص كميات قليلة من الكافيين قد تؤدي إلى تسارع في نبضات القلب لديهم و يضيف الأطباء انهم ينصحون مرضاهم المصابين بارتفاع نسبه خفقان القلب بالابتعاد نهائيا عن تناول المنبهات و من ضمنها القهوة.  

وقد أفاد الكثير من المرضى انهم تحسنوا بعد ذلك ، لكن المسألة هي أن الابتعاد عن القهوة يؤدي إلى التحسن لكنه ليس العلاج لهذه الأمراض.  

الكافيين ينتمي لنفس مجموعه المواد الكيميائية التي تضم المورفين و الكوكايين. و نظريه عمل هذه المركبات أنها تضعف اثر أنزيم موجود في الخلايا يسارع في استهلاك الادرينالين. أي أن النظرية هي إبقاء تأثير الادرينالين في الجسم لساعات و ليس لدقائق، الأمر الذي يشعر الإنسان بوجود طاقة جبارة في جسمه.  

هذا الأمر بالطبع سيؤدي إلى أصابه أعضاء الجسم بالإرهاق الزائد، كذلك فأن استهلاك كميات كبيرة من القهوة يوميا قد تؤدي إلى الإصابة بسرطان المثانة و تساهم أيضا في انسداد الشرايين.  

الأمر الآخر المهم أن تناول القهوة يصبح إدمان مع الوقت لذلك إذا حاولت أن تبتعد عن القهوة فأنك ستشعر بنفس أعراض المدمنين الذين يأخذون بالتعافي. لذلك ينصح الأطباء بالتخفيف التدريجي و ليس الانقطاع المفاجئ.  

هذا ومن جانب آخر، حذر الأطباء في كلية هارفارد للصحة العامة، من أن الإكثار من استهلاك القهوة فهو يضعف فعالية العلاج الهرموني البديل في حماية السيدات من الإصابة بمرض الشلل الرعاشي أو ما يعرف بداء باركنسون.  

فقد أظهرت الدراسات أن خطر الإصابة بالباركنسون يزداد عند السيدات اللاتي يشربن الكثير من القهوة ويتعاطين العلاج الهرموني.  

وكانت الدراسات السابقة أظهرت، أن العلاج الهرموني يقلل خطر إصابة السيدات بالشلل الرعاشي بحوالي 65 في المائة ، فيما كشفت دراسات أخرى عن أن عشاق القهوة أقل عرضة للمرض، ولكن حسب ما بينت الدراسة الجديدة التي نشرتها مجلة العلوم العصبية، فإن شرب القهوة يضعف فعالية العلاج الهرموني بشكل كبير.  

ومن الأضرار التي تسببها المبالغة في شرب القهوة، حذر الباحثون في المركز الطبي بجامعة دوك الأميركية من أضرار تناول القهوة حتى في الصباح، حيث أشاروا إلى أن فنجانا من القهوة قد يضخم الإحساس بالتوتر ويزيد من الضغط النفسي طوال النهار، وحتى وقت النوم،  

فقد وجد الباحثون، بعد دراسة أجريت على سبعة وأربعين شخصا من الأصحاء الذين يواظبون على شرب القهوة، حيث تناول نصفهم فنجانا من القهوة وتناولت المجموعة الأخرى مشروبا آخر لا يحتوي على الكافيين، وقد تبين أن المجموعة التي تناولت الكافيين في الصباح تأثروا بصورة كبيرة طوال اليوم فقد زاد إحساسهم بالتوتر، أثناء النهار.. نتيجة لتناول مادة الكافيين الموجودة في القهوة التي ترتفع من مستويات هرمون التوتر.  

ونشرت جمعية أطباء القلب الأوروبية نتائج دراسة لعلماء يونانيين أشارت إلى أن فنجان القهوة الأول يشكل عامل توتر شديد بالنسبة للجسم، حيث يؤدي إلى رفع مستويات الكافائين في الدم المنخفض خلال الليل، مما يتسبب في تصلب الشرايين، وكنتيجة لذلك يحدث ارتفاع في ضغط الدم وزيادة في الجهد المطلوب من القلب، بعد ذلك يتفاعل الجسم بهدوء مع الفنجانين الثاني والثالث.  

اعتمادا على هذه المعلومات ينصح القائمون على هذه الدراسة الأشخاص سريعي التوتر والإثارة الامتناع عن تناول القهوة أو التحول إلى القهوة بدون الكافايين.