الأطفال تراودهم الكوابيس.. أيضا!

تاريخ النشر: 22 نوفمبر 2005 - 07:12 GMT

هل تعاني من الكوابيس؟ لا تجزع فكل إنسان تقريباً يمر بهذه الفترة، بما ذلك الأطفال. ولكن لا تخلط بين الكوابيس والرعب الليلي، فالكوابيس هي أحلام سيئة، غير سارة، تنتهي باستيقاظ الطفل مذعوراً، وتحدث هذه الكوابيس على الأغلب أثناء النصف الثاني من النوم ما بين الساعة 4 و 6 صباحاً. وغالباً ما يرتبط سببها بحالة من القلق، والإجهاد. أما الكوابيس المتكررة فقَد تنجم عن صورة عالقة في ذهن الطفل خصوصاً بعد سمع قصة مخيفة أو مشاهدة برنامج تلفزيوني أو التعرض لموقف مخيف.

 

بينما الرعب الليلي يحدث في بداية النوم، ويصاب الطفل بحالة من الخوف والهلع الشديدان، وغالباً ما تحدث ما بين 3 و8 سنوات، وسببها غير معروف إلا أنها مرض وراثي. إذا استيقظ الطفل في بداية الليل وشعر بالخوف فمن الأفضل أن يحاول أهله تهدئته مثلاً، أنت ولد ممتاز، انظر كم أنت شجاع. ويفضل أن يوضع الطفل في سريره على الأقل لفترة من الوقت حتى تتبدد مخاوفه.

 

كيف تحدث الكوابيس؟

بينما أنت نائم، يبقى الدماغ يعمل. ويمر بعدة مراحل من النوم، ومن ضمنها حركة العين السريعة. وسميت كذلك لان العيون تتحرك تحت الجفون المغلقة، وعندها نرى الأحلام ومن ضمنها الكوابيس أو الأحلام المخيفة أو المزعجة.

 

وينتقل الدماغ كل 90 دقيقة تقريباً بين حالة حركة العين السريعة وتوقفها. وتزداد فترة حركة العين السريعة مع كل دورة نوم خلال الليل. وتحدث أطول فترة قبيل الصباح. فإذا استيقظت خلال هذه المرحلة، فسيكون من السهل عليك أن تتذكر ما كنت تحلم به. لهذا تحدث أكثر الأحلام الواضحة - والكوابيس - في أوائل ساعات الصباح.

 

لماذا تحدث الكوابيس؟

يمكن للأحداث المرهقة التي تحدث أثناء اليوم أن تتحول إلى كوابيس. فالكوابيس قد تكون طريقة للتخفيف عن ضغوط اليوم، مثلاً المشاكل في البيت، أو في المدرسة، أو الإجهاد من اللعب أو الوظائف المدرسية. كما يمكن للتغييرات الرئيسية أحياناً، مثل الانتقال أو المرض أو الوفاة أن تسبب إجهاد وضغط نفسي يؤدي إلى الكوابيس. أما الشيء الآخر الذي قَد يسبب الكوابيس فهو مشاهدة الأفلام المخيفة، خصوصاً قبل النوم. كما ترافق الكوابيس أحياناً ارتفاع درجة الحرارة. وتسبب بعض الأدوية أيضا الكوابيس.

 

كَيف أمنع الكوابيس؟

بالرغم من أنها أمر طبيعي ، إلا أن هناك بعض التقنيات التي يمكنك أن تقوم بها للسيطرة على الكوابيس.

 

·        قم بعمل روتين نوم صحي. حاول النوم في نفس الوقت تقريباً والاستيقاظ في نفس الوقت كل يوم. تجنب اخذ قيلولة أثناء اليوم.

·        تجنب تناول وجبة دسمة مباشرة قبل النوم.

·        تجنب ممارسة العاب أو رياضة عنيفة.

·        تجنب مشاهدة فلم رعب أو قراءة موضوع مخيف.

·        لا تدع الطفل ينام دون أن يشعر بالحب والأمان. ضع لعبته المفضلة قربه و غطيه ببطانيته المفضلة.

·        أستعمل ضوء إضافي في غرفة حتى إذا ما استيقظ أثناء الليل لا تخيفه العتمة.

·        ابق باب الغرفة مفتوحاً. سيساعد هذا الطفل على أن يتذكر انك قريب منه وتستطيع سماعه إذا نادى عليك.

 

كيف أتعامل مع الطفل المصاب بكابوس؟

 

·        تحدث إلى الطفل عن الكابوس أو الحلم المزعج، إذا كان صغيراً جداً ولا يعرف كيف يشرح، قم بضمه إلى صدرك وطمأنته إلى انك قربه دائماً. فقد يكون الطفل بحاجة إلى الشعور بالأمان فقط.

 

·        حث الطفل على الرسم أو الكتابة في اليوم التالي، قد يرسم ما شاهده في النوم إذا كان موضوع الكابوس مخيفاً بالنسبة له. بعض الأطفال قد يتعرضون للإساءة الجسدية أو النفسية أو الجنسية وقد تكون الأحلام السبيل الوحيد لكشف هذه الإساءة.

 

 

وتختلف ردود الفعل عليها حسب عمر الطفل:

·        الأطفال الرضع يصابون بحالة من البكاء، وغالباً ما تتعلق أحلامهم بابتعاد الأم عنهم.

·        الأطفال من عمر سنة إلى سنتان، يصابون بحالة من البكاء والصراخ والخوف. وغالباً ما تتعلق أحلامهم بشعورهم بالإجهاد والتعب.

·        أما الأطفال في عمر المدرسة فيصابون بحالة من الخوف والبكاء والصراخ واللجوء إلى احد الوالدين، وغالباً ما تتعلق أحلامهم بوحش أو غول سمعوا عنه في القصص أو برامج التلفزيون.

·        الأطفال الأكبر سناً، يصابون بحالة من الذعر، ولكنهم يعودون للنوم في أغلب الأحيان دون إيقاظ أبائهم. وغالباً ما تتمحور أحلامهم حول الموت أو الأخطار.

 

والراحة هي أفضل علاج يمكن أن يعطى للأطفال إذا استيقظوا من كابوس أو حلم مزعج.

إذا كان الطفل اقل من سن الذهاب إلى المدرسة، يجب على الوالدين أن يبقيا معه ويخففان عنه حتى يهدأ ويستغرق وقت الرجوع إلى الحالة الطبيعية من 20 إلى 30 دقيقة.

 

إذا كان الطفل في سن الذهاب إلى المدرسة يفضل البقاء بقربه في فراشه وتبديد جميع مخاوفه، مثلاً إذا كان يعتقد بوجود وحش في خزانة الثياب يجب أن نفتح الخزانة ونريه بأنها فارغة، ويمكن ترك ضوء الغرفة أو ضوء قريب من سريره حتى يشعر بالأمان. كما يفضل التحدث مع الطفل عن ما رآه مباشرة، ومحاولة تهدئته ومنح شعور بالأمان والثقة بالنفس، اقرأ له قصة لطيفة أو تصفح معه مجلة للألعاب.

 

وينصح الأمهات والآباء بتقليل الفترة التي يشاهد فيها الأطفال الأقل من 8 سنوات التلفاز وتحديد البرامج التي يشاهدونها. هناك برامج ترفيهية وتعليمية خالية من الرسوم المتحركة العنيفة. تعلمهم الألوان، والأشكال، والحروف، والأغاني. لا ضير من تسجيلها أو شراء نسخ منها ليتابعها الطفل في الأوقات التي يحددها الأهل لهم.