الأمهات البدينات يورثن البدانة لأبنائهن!

تاريخ النشر: 20 يوليو 2005 - 09:00 GMT

أشارت دراسة أمريكية إلى أن الأطفال الذين يولدون لأمهات بدينات لديهم احتمالات مضاعفة لان يصابوا بالسمنة في الرابعة من العمر. لذلك شدد الباحثين أن جهود الوقاية يجب أن تبدأ منذ الولادة أو حتى قبلها. 

 

من المعروف أن السمنة عامل وراثي، إلا أن الباحثين قاموا بتتبع الأطفال لمعرفة متى تبدأ السمنة بالظهور. الدراسة شملت 8500 امرأة وتبين أن في عمر الأربع سنوات أصيب حوالي 24% من الأطفال المولودين لأمهات بدينات بأعراض البدانة، أما بالنسبة للأمهات الرشيقات فكانت نسبة السمنة بين مواليدهن حوالي 9% أي طفل واحد من كل 11. 

 

وكانت دراسة سابقة قد أشارت إلى أن الأمهات البدينات لديهن احتمالات عالية لإنجاب أطفال مصابين بأمراض السكري والقلب، وجاءت هذه الدراسة لتؤكد المشاكل الصحية التي قد يعانيها الأطفال المولودين لأمهات بدينات. ينصح العلماء حاليا أي امرأة تريد الإنجاب بضرورة عمل حمية غذائية للوصول إلى الوزن المثالي قبل حصول الحمل. 

 

كذلك تشير الدراسات أن الاحتمالات عالية جدا في حالة الأطفال السمينين بأن يكبروا ليصبحوا أشخاص بدينين عند البلوغ. كما يخلص العلماء إلى انه من الأسهل معالجة مشكلة البدانة عند الأطفال منذ الصغر قبل أن تصبح عصية على الحل في المستقبل، لذلك ينصح الآباء بتجنيب أبناءهم تناول المشروبات وهم أطفال لأنه من الصعب جدا منع المراهق البدين من الذهاب إلى مطاعم الوجبات السريعة. 

 

ومن جانب آخر، حذر باحثون مختصون من أن الأمهات السمينات أو المصابات بإفراط كبير في الوزن يصعب عليهن إرضاع أطفالهن بصورة طبيعية، بسبب ضعف استجابات الحليب لديهن بعد إنجاب الأطفال.  

 

وأوضح الأطباء أن مص الطفل لحلمة الثدي يحفز إنتاج هرمون الحليب المسؤول عن إدرار الحليب في ثدي الأم، خصوصا في الأيام الأولى من عمره، ولكن الدراسة الجديدة بينت أن استجابة البرولاكتين عند الأمهات الجديدات السمينات ومفرطات الوزن تقل وتنخفض كثيرا في الأسبوع الأول بعد الولادة.  

 

وأشار الباحثون في جامعة كورنيل الأمريكية، أن هذه الاكتشافات قد تفسّر سبب توقف النساء السمينات عن إرضاع أطفالهن من الثدي، منوهين إلى ضرورة تشجيع هؤلاء الأمهات بعدة طرق ليحصل أطفالهن على التغذية الكاملة والسليمة في الأيام والأسابيع الأولى من عمرهم على الأقل.  

 

ليس هذا وحسب بل أشارت تقارير سابقة، أيضا أن الأطفال الذين يولدون لأمهات مصابات بالبدانة أو إفراط الوزن أكثر عرضة للإصابة بتشوهات واعتلالات قلبية من أطفال الأمهات اللاتي يتمتعن بأوزان طبيعية.  

 

فقد وجد الباحثون في مراكز الوقاية والسيطرة على المرض الأميركية بعد متابعة 608 أطفال أظهروا اعتلالات قلبية عند ولادتهم مع 2767 طفلا غير مصابين بمثل هذه الاعتلالات ولدوا بين عامي 1968 - 1980، إن الأطفال للسيدات تحت الوزن الطبيعي كانوا أقل احتمالا بحوالي 26 في المائة للإصابة باعتلال قلبي من أطفال السيدات ذوي الوزن الطبيعي في حين زاد احتمال الإصابة بنحو 36 في المائة بين أطفال السيدات البدينات وذوات الوزن المفرط.  

 

وأشار الخبراء في الدراسة التي نشرتها مجلة "علوم الوباء" الطبية أن سبب هذه العلاقة بين وزن الأم قبل الحمل واعتلالات القلب غير معروفة ولكن إذا أثبت هذا الارتباط صحته سيكون له أثر مهم في الوقاية من أمراض القلب.  

 

ولكن وفي المقابل فقد أفادت دراسة دنماركية أن النساء اللواتي يتمتعن بأجسام بدينة، لديهن احتمال اكبر في أن ينجبن التوائم من النساء النحيلات أو ذوات الأحجام المتوسطة!!  

 

الاكتشاف الأغرب الذي توصلت إليه الدراسة أن النساء البدينات اللواتي ينجبن التوائم لديهن احتمالات أعلى أيضا في أن ينجبن التوائم مختلفي الجنس من أن ينجبن توأم متطابق في الجنس والشكل.  

 

تشير الدكتورة اولجا باسو المشرفة على الدراسة أن التفسير لهذه الظاهرة غير معروف إلى الآن، كما أنها لا تنصح النساء باكتساب الوزن للحصول على هذه النتيجة.  

 

تم احتساب معايير النحافة والبدانة بحسب المقاسات العالمية إذ تعتبر المرأة التي يبلغ طولها 160 سم و وزنها 70 كغم امرأة ممتلئة ولكنها ليست بدينة، أما إذا بلغت وزن 79.7 كغم فإنها تعتبر بدينة.  

 

الجمعية الأمريكية للخصوبة علقت على التقرير بأنة مثير جدا وأن المعلومات الواردة على جانب كبير من الدقة، إلا انهم يعتقدون أن اختلاف نسبة الهرمونات في جسم المرأة البدينة عن المرأة النحيلة قد يكون هو السبب في هذه الظاهرة.  

 

يعتقد الدكتور وليام بيتس الناطق باسم الجمعية الأمريكية للخصوبة بان النساء البدينات لديهن نسب أعلى من هرمونات الخصوبة بحيث تحفز المبيض على أداء اكثر نشاطا مما يجعل النساء البدينات ينتجن بويضتين جاهزتين للتلقيح خلال الدورة الشهرية الواحدة.  

 

يخلص الأطباء إلى ضرورة مراجعة الطبيب المختص في حال الرغبة في إنجاب التوائم ، إذ أن البدانة قد تحقق هذه النتيجة إلا أنها تترافق مع أمراض أخرى كثيرة._(البوابة)  

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن