الأم العاملة.. أكثر عناية بطفلها

تاريخ النشر: 26 أبريل 2005 - 08:55 GMT
البوابة
البوابة

أظهرت دراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة جلاسجو الأسكوتلاندية، أن عمل الأم يشجع تغذية الأطفال بصورة صحية وسليمة.

وقام الباحثون بتحليل المعلومات المسجلة عن أكثر من ألفي طفل، في سن الحادية عشرة، وعن آبائهم، وتصنيف الصغار على أساس الأكل الصحي، الذي يعتمد على توازن استهلاك الدهون والألياف في الغذاء، والأكل غير الصحي الذي يقوم على استهلاك الحلويات والسكاكر أو الشوكولاتة أو البسكويت أو الجاتوه أو رقائق البطاطا المقلية والمشروبات الغازية، ومتابعة المعلومات العائلية والمنزلية لكل طفل، وتصنيف الأمهات حسب مؤهلاتهن ووظائفهن خارج المنزل.

ووجد هؤلاء الباحثون حسب صحيفة القدس برس،  أن 63 في المائة من الأطفال الذين كانت أمهاتهن من ربات البيوت، صنفوا على أساس الأكل غير الصحي، مقابل 52 في المائة ممن كانت أمهاتهم يعملن بدوام جزئي، و55 في المائة ممن كانت أمهاتهم يعملن بدوام كامل.

هذا ومن جانب اخر ، شدد اختصاصيان في طب العائلة والتغذية على ضرورة ‏ ‏العناية التامة بغذاء الأطفال وتقديم الغذاء الصحي الذي يحتاجون إليه والابتعاد ‏ ‏عن كل ما يسبب فقدان الشهية لديهم.‏ ‏ 

وقال الاختصاصي في طب العائلة الدكتور احمد الكندري في ندوة بعنوان "طفلي‏ ‏لا يأكل" أن من أهم أسباب فقدان الشهية عند‏ الأطفال عوامل عضوية أو نفسية.‏ ‏ 

أن من العوامل العضوية التي تؤثر على شهية الطفل ‏ ‏التهابات في اللوز أو الأسنان أو لأسباب في الدم مثل تكسر أو فقر الدم إضافة إلى ‏ ‏خلل في الجهاز العصبي يؤثر على مراكز الإحساس بالجوع كما هي الحال عند بعض ‏ ‏المعاقين أو مرضى التوحد أو نتيجة عيوب خلقية عند الطفل تؤدي إلى صعوبة في البلع.‏ ‏ 

وذكر أن من العوامل النفسية التي تؤثر على شهية الطفل هي الغيرة التي يشعر ‏ ‏بها من وجود طفل في الأسرة فيلجا إلى تجنب الأكل للفت انتباه الوالدين.‏ ‏ من جانبها قالت أخصائية التغذية الدكتورة حنان المنسي أن وجود الطفل في جو ‏‏اسري متآلف إضافة إلى اجتماع الأسرة في أوقات الطعام يساعد على تشجيع الطفل على ‏ الأكل.‏ ‏ 

وقالت أن تزيين الأطباق وتقطيع الطعام على هيئة أشكال معينة يؤدي إلى جذب ‏ ‏الطفل وفتح شهيته مضيفة أن الرياضة والحركة تساعد على تشجيع الطفل على الأكل ‏ لإحساسه بالجوع.‏ ‏ 

وذكرت المنسي أن التغذية السليمة للطفل تتركز أهميتها في السنوات العشر الأولى ‏ ‏من عمره حيث يحتاج إلى الحديد المهم لخلايا المخ كون خلاياه هي الوحيدة التي إذا‏ ‏تعرضت للتلف فإنها لا تتعوض إضافة إلى أن نقصه يؤدي إلى فقر الدم وشعور الطفل ‏ ‏بالكسل والخمول وعدم القدرة على التركيز.‏ 

وشددت على أهمية الكالسيوم للطفل إذ أن 99 بالمائة يختزن في العظم حتى يستفاد ‏ ‏منه في مراحل العمر المتقدمة في مواجهة هشاشة العظام وان واحدا بالمائة يستهلك ‏ ‏بالدم لاحتياجات الجسم.‏ ‏ 

ودعت إلى تجنب إطعام الطفل أغذية تحتوي على نسب عالية من الدهون لما لها من ‏ تأثير في زيادة الكولسترول في الدم الذي يساعد على تكون الجلطات في القلب والمخ ‏ إضافة إلى تجنيب الطفل أطعمة عالية الأملاح نتيجة ما تسببه من عبء على الجهاز‏ ‏الهضمي وخاصة الكلى لأنها في طور النمو.

هذا وبالنسبة للبدانة عند الأطفال، فقد أوصت دراسة طبية ذوي الأطفال بعدم إعطاء الحرية لأطفالهم باختيار كمية الطعام التي يريدون تناولها وعدم إجبارهم على تناول أكثر من حاجتهم لما يسببه ذلك من إصابتهم بالبدانة عند الكبر. 

وتوصلت الدراسة التي أجراها باحثون من كلية بايلور للطب في ولاية هيوستن الأمريكية إلى أن إعطاء الطفل كمية كبيرة من الطعام وإجباره على إنهاء طبقه يمكن أن يؤدي إلى إصابته بالبدانة عند الكبر. 

وأجريت الدراسة التي نشرتها صحيفة (لو جورنال سانتيه) الفرنسية على 30 طفلا في الروضة قام الباحثون بتقسيمهم إلى مجموعتين تمت مضاعفة كمية الطعام التي يتناولها أطفال المجموعة الأولى في وجبة الإفطار في حين ترك لأطفال المجموعة الثانية حرية اختيار كمية الطعام التي يريدون تناولها في نفس الوجبة. 

ووجدت الدراسة أن الأطفال الذين يتناولون كمية أكبر من الطعام عن حاجتهم قد يعطل ذلك على المدى البعيد عملية الإحساس بالجوع والشبع لديهم مما يزيد من احتمالية إصابتهم بالبدانة في حين أن الأطفال الذين يختارون كمية الطعام التي يتناولوها يستطيعون التحكم أكثر بعاداتهم الغذائية. 

ليس هذا وحسب بل أن دراسة أميركية قام بها فريق من الباحثين الأميركيين أظهرت مؤخرا، أن البدانة لدى الأطفال تزيد من المشكلات النفسية عندهم ومن تصرفاتهم العدوانية . 

وأجريت الدراسة على 991 طفلا تتراوح أعمارهم بين 9 - 16 عاما تمت متابعتهم خلال 8 أعوام قام الباحثون خلال كل عام بتحليل نموهم الجسدي والزيادة في الطول والوزن وتطورهم النفسي . 

وأظهرت نتائج الدراسة أن الأطفال الذين يعانون من البدانة يعانون أكثر من غيرهم من المشكلات النفسية وتزيد لديهم التصرفات العدوانية بضعفين مقارنة بالأطفال الذين لا يعانون من مشكلات في الوزن. 

وأضافت الدراسة بأن الأطفال الذكور يتأثرون أكثر من الإناث حيث تزيد لديهم المشكلات النفسية أربعة أضعاف أكثر من غيرهم بسبب البدانة. 

وأشارت الدراسة إلى أن اتباع العادات الغذائية الصحيحة وممارسة الرياضة بانتظام يعتبران عاملان هامان يجب البدء بهما من الطفولة من أجل المحافظة على وزن مناسب. 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن