الإجــهــاد (التوتر) الـنـفســي.. الاسباب والعلاج

تاريخ النشر: 17 أبريل 2005 - 07:16 GMT
خصص مدة من وقتك للتفكير بعمق بحياتك وأهدافك وللكتابة عنها
خصص مدة من وقتك للتفكير بعمق بحياتك وأهدافك وللكتابة عنها

الإجهاد النفسي هو استجابة جسمك للأشياء التي تطلب منك ، سواء كانت متطلبات خارجية (مثل الفواتير والعمل ) ، أو متطلبات داخلية ( كيف ترى نفسك ، مثلا ) قليل من الإجهاد شـيء جيد ، ولكن مقدارا كبيرا منه تكون له عواقب وخيمة على صحتنا وعلى علاقاتنا.

الــعــواقـــب

" كل شخص يحتاج مقدارا معينا من الضغط النفسي ليعيش بخير " .

كل شخص يحتاج مقدارا معينا من الضغط النفسي ليعيش بخير . فهذا الضغط هو ما يجعلك تنهض من فراشك في الصباح ويبعث فيك الحيوية والقوة اللازمة للقيام بكل أنواع النشاطات كالرياضة وخلافها .

الضغط يتحول إلى مشكلة عندما يزيد أو يقل عن الحد اللازم . نقص الضغط يعني أن جسمك يعوزه الحافزعلى العمل ، فتشعر بالسأم والعزلة . الكثير من الناس يبذلون الجهد بحثا عن شيء يحفّزهم ، فيقومون في سبيل ذلك بأشياء تؤذيهم (كتناول المخدرات) أو تؤذي المجتمع ( كارتكاب جريمة مثلا) .

من جهة أخرى ، زيادة الضغط تسبب سلسلة من المشاكل الصحية ، بما فيها الصداع، واضطرابات معوية ، وارتفاع ضغط الدم ، وحتى سكتة دماغية أو مرض في القلب . وقد تسبب أيضا الارتياب والغضب والقلق والخوف ، الأمر الذي قد يدمّر العلاقات داخل البيت وفي العمل .

غالبا ما يتعرض الشخص للضغط النفسي الزائد بسبب بعض الأحداث . وهذا لايكون دائما بالضرورة أمرا سلبيا (كالوفاة أو الطلاق) ، وقد يكون أحيانا شيئا يبدو إيجابيا (مثل شريك جديد أو وظيفة جديدة أو إجازة ) . شعور الشخص في مثل هذه الحالات (وفاة عزيز أو فقدان وظيفة) يكون أحيانا حادا وقويا ، وقد يصبح أمرا مزمنا ( كمواجهة البطالة عن العمل لمدة طويلة أو تدهور العلاقات مع الآخرين) .

التغلب على الضغط النفسي

في محاولة منهم للتغلب على هذا الضغط ، يتجه الكثيرون إلى عمل أشياء لا تخلو من الفائدة فحسب وإنما أيضا تؤذي الصحة . هذه بعض الطرق السلبية التي يلجأ إليها البعض في تعاملهم مع الضغط النفسي :

· تناول المسكرات (هذا التصرف يغيّر المزاج ، ولا يغيرشيئا في المشكلة) .

· إنكار وجود المشكلة (المشكلة تظل قائمة) .

· تعاطي المخدرات (بما في ذلك المنبهات كالكافيين أو أدوية إزالة الألم) .

· الإفراط في الأكل (الانغماس في الأكل والتغذية السيئة) .

· التدخين .


لم لا تجرب الأشياء التالية ، بدلا من اتباع الأساليب المؤذية المذكورة أعلاه :

· خذ غفوة - الراحة لمدة 30 إلى 40 دقيقة تعيد شحن بطارياتك (تعيد إليك الحيوية ) .

· التدليك (المساج) – إذهب إلى أخصائي تدليك أو اطلب من صديق أو زوجك/زوجتك تدليك رقبتك وكتفيك .

· مارس أشياء فنية – استغل نشاطك بالقيامبأشياء خلاقة ، كالتمثل أو العزف على آلة موسيقية أو كتابة الشعر أو الغناء .

· تـعود الضحك - الضحك لا يجعلك تشعر شعورا جيدا فحسب بل يجعل مظهرك أجمل . تعوّد أن ترسم ابتسامة على وجهك دائما .

· عامل نفسك بلطف – الناس يتكلمون مع أنفسهم طيلة الوقت ، مع أنهم لا يدركون أنهم يفعلون ذلك . "الحديث مع النفس" يحدد موقفنا والصورة التي نرى أنفسنا فيها . حاول أن تغير هذا الموقف وهذه الصورة بالحديث مع نفسك حديثا إيجابيا . هذا الحديث الإيجابي يحسّن التفاعلات الكيماوية المفيدة في الجسم وينشط جهاز الأعصاب الودية ويبعث على الاسترخاء . جرّب هذه الأشياء الإيجابية البسيطة .

إدارة الوقت

"ما هي الأهداف التي تود تحقيقها ، وما هو أهم تلك الأهداف بالنسبة لك ؟ "

إسأل أغلبية النساء ما الذي يسبب لهن الضغط النفسي ، يجبنك أنه عدم توفر الوقت الكافي كل يوم . الوقت هو أثمن السلع في هذا العصر .جميعنا نغيّر ونبدل خياراتنا في سبيل إرضاء عائلاتنا وزملاء العمل والأصدقاء ،فالكل منهم يتوقع أن نولي أولويّاته انتباهنا التام . ولكن ما هي أولويّاتك أنت ؟ ما هي الأهداف التي تود تحقيقها، وما هي أهم تلك الأهداف ؟ إليك هذه الإرشادات التي ستساعدك على تحديد أهدافك ، جرّبها :

حدد مهمتك في الحياة – خصص مدة من وقتك للتفكير بعمق بحياتك وأهدافك وللكتابة عنها . القيام بوصف خطي " لمهمتك في الحياة" هو طريقة جيدة لتحديد وترسيخ آرائك عن ما تراه حيويا بالنسبة لك في هذه الحياة . ماذا تود أن تكون وماذا تود أن تحقق في هذه الحياة ؟ أكتب بهدف أن تلهم نفسك ، وليس بهدف إثارة إعجاب الآخرين .

يجب أن تفهم أين وكيف تقضي وقتك – نعم ، حان الوقت لإعداد قائمة تبين كيف تقضي أوقاتك . فكر في أفضل الطرق لتحديد أولويات وتفاصيل الضغوط المتعددة التي تفرضها عليك حياتك . هل تستطيع تقسيم أوجه حياتك إلى فئات تتألف من "مهم جدا" و " مهم إلى حد ما" و "غير مهم" ؟ أم ربما أنك تفضل تقسيمها على النحو التالي : "مستعجل ومهم" ، "مهم ولكن ليس مستعجلا" ، مستعجل ولكن ليس مهما"، ليس مستعجلا وليس مهما" ؟ فكر بحياتك بوضوح وجلاء ، عندئذ تتضح لك أولوياتك . حاول عدم الاستهانة بأوقات الهدوء ، كالنوم والفترات المشابهة التي تبدو لا فائدة منها – هذه كلها أوقات حيوية بالنسبة لصحتك .

استعرض أدوارك - نحن كالممثلين ، نعلب أدوارا متعددة . تحديد الأدوار بوضوح يساعد على خلق النظام والتوازن في الحياة . أدوارك تنشأ من تحقيق مهامك الشخصية وتساهم فيها .

حدد أهدافك – الآن حان الوقت لتطبيق نظرتك الثاقبة طيلة الأيام السبعة التالية . إبدأ بتحديد هدف واحد لكل وجه من أوجه الحياة للأسبوع القادم . هذه الأهداف لا تكون بالضرورة عبارة عن نشاطات ، بالإمكان أن تكون ببساطة شيئا تريد أنت التركيز عليه خلال ذلك الأسبوع ، كأن تكون صبورا مع أطفالك . حدد عدد الأهداف – يكفي هدفان لكل وجه من أوجه الحياة تستطيع تحقيقهما .

نظّم أوقات الأسبوع – استخدم مذكرة يوميات ، أو ما شابه ، للتخطيط مسبقا لأعمال الأسبوع . لا ترغم نفسك على التقيد بالخطة التي تضعها . إذا خطّت لنشاط معين وحدث ما يحول دون القيام به ، عدّل برنامجك وجرّب القيام بذلك النشاط في وقت آخر . إذا لم تستطع إجراء التعديل دون التأثير على الأولويّات الأخرى ، إجعل ذلك النشاط أول شيء في مخطط الأسبوع التالي 

قيّم ما حققته خلال الأسبوع - في نهاية الأسبوع أنظر نظرة واقعية علىما تمخلاله .ما هو النجاح الكبير الذي تحقق ؟ وما هي تفاصيل البرنامج التي كانت أقل نجاحا ؟ استفد من خبرة السبعة أيام الماضية وحدد نقاط التحول ، وحدد أيضا الأوقات التي قررت فيها عن عمد إعطاء نشاط معين أولوية على نشاط آخر ، وهل تحتاج إلى إدخال تعديل على أهدافك ؟

استمتع بالنجاح - لا يوجد أي برنامج يحقق النجاح الفوري التام .ولكن تذكّر دائماأنك انت الذي تسيطر على الأمور. حدد وقتا معينا في الأسبوع لتقوم فيه بتقييم أهدافك وأدوارك ، لإغلاق الفجوة بين الأمور الأهم بالنسبة لك وبين قضاء الوقت . قضاؤك 30 دقيقة في عمل ذلك يعود عليك بالفائدة فورا ، فترتاح وتتوازن الحياة ويزداد النجاح . وأخيرا استمتع بالنجاح .